logo
العالم

ما خيارات ترامب "المؤلمة" في مواجهة بوتين بعد "الصداقة الرائعة"؟

ما خيارات ترامب "المؤلمة" في مواجهة بوتين بعد "الصداقة الرائعة"؟
ترامب وبوتينالمصدر: منصة إكس
09 يوليو 2025، 3:29 م

كان الرئيسان دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، أقرب إلى بعضهما بعضًا من أي زعيم أمريكي أو روسي في التاريخ، وفق وصف صحيفة "التايمز" البريطانية التي ترى أن "الصداقة الرائعة" التي طالما تحدثا عنها تشهد حاليًا تقلبات كما "جميع العلاقات المتوترة".

وفي اعتراف صريح وغير معتاد بالفشل، أقرّ الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي بأنه لم يتمكن من استخدام "علاقته القوية" مع الزعيم الروسي لتأمين اتفاق سلام في أوكرانيا، أو حتى وقف إطلاق النار.

وعلى الفور وجه ترامب وزير دفاعه، بيت هيغسيث، لحثّ المقاولين على زيادة إنتاجهم من الأسلحة، ولم يتضح ما إذا كان يقصد صواريخ الاعتراض لصواريخ باتريوت الأمريكية للدفاع الجوي التي تستخدمها كييف لإسقاط الصواريخ الباليستية الروسية.

وخاطب وزير الدفاع بقوله "علينا تكثيف جهودهم يا بيت، والسماح لهم بالوصول إلى هدفهم بوتيرة أسرع بكثير". 

وفتحت تصريحات الرئيس الأمريكي، التي تجلى فيها "نفاد الصبر" هوامش عدة لاحتمالات شكل "الاستراتيجية الجديدة" التي سيتبعها تجاه نظيره الروسي، وإن كان سيتخد "خيارات مؤلمة" لوقف طموح "صديقه" بالسيطرة على كل الأراضي الأوكراني.  

خيارات معتادة وأخرى غير متوقعة

وبينما تبدو تصريحات ترامب "الغاضبة" تجاه بوتين تنذر بتصعيد أمريكي، فإن محللين يرجحون أن موسكو مستعدة الآن لحرب طويلة.

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي، علي حمادة، أن الأمور تبدو بالفعل تتجه في إطار اللاعودة بين بوتين وترامب الذي اكتشف بعد فترة من عودته إلى البيت الأبيض في ولايته الثانية أن "أفكاره المسبقة عن سرعة حل الأزمة الأوكرانية الروسية كانت خاطئة". 

ويضيف علي حمادة في تصريح لـ "إرم نيوز" أن ترامب كان معتقدًا أنه "قادر على تسليف بوتين موقفًا قد يدفعه إلى الجلوس إلى طاولة التفاوض والقبول بتسوية يكون عرّابها، وتحقق حلمه بإنهاء الحروب في العالم للفوز بجائزة نوبل للسلام".

ويعتقد علي حمادة أن ترامب سيكون مضطرًا لاتخاذ مواقف أكثر تشددًا تجاه بوتين، مشيرًا إلى أنه سيعمل على تكثيف العقوبات أولًا، وهي خطوة من الخيارات المعتادة والمجرّبة سابقًا.

أخبار ذات علاقة

 المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف

أول تعليق من الكرملين على انتقادات ترامب الأخيرة لبوتين

كما يرى أن ترامب قادر على "إعادة خلط الأوراق" في الحرب الأوكرانية الروسية، عبر رفع مستوى الدعم إلى كييف، ليعيد إليها التوازن في مواجهة مدّ موسكو المتواصل بوتيرة متسارعة منذ بدء العام الحالي. 

ويضيف علي حمادة أن ترامب سيدفع إلى تكثيف مستوى الدعم العسكري لاحقًا، بهدف إطالة أمد الحرب وكلفتها على بوتين، في محاولة لوقف طموحات الرئيس الروسي بالسيطرة على أجزاء كبيرة من أوكرانيا، ووقف انتصاراته على الأقل.

مناورة وابتزاز

إلا أن الكاتب والمحلل السياسي، أنس جودة، يعتقد من خلال "القراءة الواقعية لسلوك ترامب ولطبيعة تعاطيه مع الملفات الدولية"، أن أي تحرك تجاه بوتين سيكون "من باب المناورة السياسية لا المواجهة المباشرة".

ويقول أنس جودة في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "ترامب يرفض فكرة الانخراط العسكري طويل الأمد، خاصة في أوروبا الشرقية"، لافتًا إلى أنه شكّك مرارًا في جدوى دعم أوكرانيا بلا أفق تفاوضي.

ومنذ وصوله للسلطة في يناير/ كانون الثاني، أعاد ترامب صياغة الموقف الأمريكي من الحرب بالضغط السابق على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للقبول بتسوية "معقولة"، تُسوّق داخليًا كإنجاز سلام، وتُخفف عبء التورط الأطلسي، وفق أنس جودة. 

ويستبعد أي تغير جوهري في المرحلة التالية من الضغط بعد "فشل المرحلة الأولى"، خصوصًا مع تراجع المخزون العسكري الأمريكي، وزيادة الاستنزاف السياسي الداخلي، لكن في المقابل يرى أنس جودة أن ترامب لن يذهب إلى حالة استرضاء مطلق لبوتين.

 ويعتقد أن الرئيس الأمريكي "سيمارس ابتزازًا محسوبًا بالتلويح بورقة العقوبات، أو إعادة تحريك ملفات إقليمية تقلق الكرملين، مثل جورجيا أو القوقاز"، مكررًا استبعاده أن ينجر ترامب إلى جبهة صدامية مفتوحة، لأنها تتعارض مع أولوياته الداخلية وأسلوب حكمه القائم على المكاسب لا المبادئ.

ويضيف "ترامب بحاجة إلى تفريغ الطاولة الدولية من ملفات الاستنزاف البعيد، كي يركّز على الملفات التي تهمّه فعلًا، وهي إيران، وغزة، وشرق المتوسط، إذ إن هذه الساحات تُشكل فرصًا استعراضية لتحقيق انتصارات خارجية واضحة يمكن تحويلها إلى مكاسب انتخابية".

ويخلُص إلى أن الرئيس الأمريكي "لا يبحث عن حرب، بل عن عرض قوي و(رائع)، وخصوم يمكن التعامل معهم"، وهذا ما يجعل اصطدامه مع بوتين مستبعدًا، وفق أنس جودة الذي يعد أن أي تحرك لترامب ضد الرئيس الروسي سيكون "مسرحيًا أكثر منه جوهريًا، وقابلًا للارتداد في لحظة مناسبة".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC