logo
العالم

قائد "مدن الأشباح".. هكذا فرّ أبرز معارضي الكاميرون إلى نيجيريا

عيسى تشيروما باكاريالمصدر: (أ ف ب)

فرّ المرشح المعارض عيسى تشيروما باكاري الذي أعلن نفسه فائزًا في الانتخابات الرئاسية بالكاميرون، بعدما نافس الرئيس الحالي بول بيا، إلى نيجيريا، حيث وضعته السلطات هناك تحت المراقبة، في انتظار طلب تسليمه المحتمل إلى ياوندي.

وهزّ هذا الهروبٌ الطبقة السياسية الكاميرونية بعد تبيّن عبور وزير الاتصالات السابق باكاري الحدود النيجيرية سرًا عبر نهر بينوي، رغم المراقبة المشددة لمنزله في منطقة غاروا، وهو ما يطرح تساؤلات حول كيفية تمكن الزعيم المعارض من التفوّق على قوات الأمن الكاميرونية والفرار بسهولة.  

أخبار ذات علاقة

المعارض الكاميروني عيسى تشيروما باكاري

وسط استجابة متباينة.. بدء إضرابات "مدن الأشباح" في الكاميرون

تعود الأحداث إلى ثلاثة أسابيع بعد الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل، فبينما أعلن المجلس الدستوري فوز بول بيا، كان عيسى تشيروما باكاري يُجهّز رحيله سرًا مستغلا السياسي الذي لا يزال يدّعي فوزه الانتخابي، فرصة الملاحة الموسمية في نهر بينوي للهروب.

ويُمثل هذا الطريق النهري، الذي يربط العاصمة الشمالية بمدينة يولا النيجيرية، نقطة ضعف لدى أجهزة الأمن الكاميرونية، إذ تركز قوات الأمن جهودها على الطرق البرية.

وحسب مصادر إعلامية كاميرونية، حافظ الوزير السابق على علاقات ممتازة مع شخصيات بارزة في منطقة أداماوا النيجيرية لسنوات. وقد أتاحت له هذه العلاقات إعداد ما يُسمى الآن في أروقة السلطة في ياوندي "خطة بديلة مدروسة جيدًا".

وتحافظ زوجته، التي بقيت في غاروا، على حضورها، فيما يُنسق هو، من نيجيريا، حملة "مدينة الأشباح" المُصممة لشل الاقتصاد الكاميروني عن طريق الاحتجاجات الشعبية.

وحسب الأوساط السياسية لم يكن رحيل تشيروما حادثًا معزولًا، إذ تشهد البلاد حاليًا موجة من القمع تستهدف المعترضين على نتائج الانتخابات. كما فرت المحامية ميشيل ندوكي، الشخصية البارزة في مبادرة المواطنين لجمع تقارير مراكز الاقتراع، من البلاد. كما لجأ فيليكس أغبور بالا، الناشط الحقوقي المعروف، إلى المنفى.

أما في ياوندي، فتبدو الحكومة منقسمة بشأن الاستراتيجية التي ستتبعها. يدعو بول أتانغا نجي، وزير الإدارة الإقليمية، إلى الاعتقال الفوري، ويفضل وزراء آخرون نهجًا أكثر سلما.  

مع ذلك، لا يزال خطر طلب التسليم قائمًا، فلا تزال سابقة عام 2018، التي سلمت فيها أبوجا قادة الانفصاليين الأمبازونيين إلى ياوندي، حاضرة في أذهان الجميع. وهذا الإجراء، الذي اعتبرته المحاكم النيجيرية لاحقًا غير قانوني، يُعقّد الأمور.

وفي غياب معاهدة تسليم رسمية، يمكن لأبوجا اعتقال تشيروما بتهمة ارتكاب جريمة على أراضيها، ثم التفاوض مع ياوندي.  

وحسب موقع "أفريكا أنتلجنس" الفرنسي الاستخباراتي حتى الآن، لم يُقدَّم أي طلب رسمي، حيث تُراقب أجهزة الاستخبارات النيجيرية عن كثب زعيم المعارضة الكاميروني، الذي يُدرك وضعه الهش، ويتجنب أي انفعالات قد تُزعج مُضيفيه.

وتتجاهل السلطات التوترات التي أعقبت الطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية من قبل عيسى تشيروما باكاري، وتواصل الاستعدادات لحفل تنصيب بول بيا الرجل التسعيني، هذا الخميس.

أخبار ذات علاقة

خلال احتجاجات الكاميرون

48 قتيلاً خلال احتجاجات في الكاميرون ضد إعادة انتخاب بول بيا

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC