ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء

logo
العالم

من انتخابات الثلاثاء إلى 2028.. "أمريكا أولاً" تواجه معارك مصيرية

مقترعون في انتخابات أمريكية سابقةالمصدر: أ ف ب

سيكون مستقبل حركة "أمريكا أولاً" الداعمة للرئيس دونالد ترامب، على المحك، يوم الثلاثاء، مع الانتخابات المحلية التي تشهدها عدة ولايات، مثل: نيوجرسي وفرجينيا، وهي التي قد تحدد "وجودها" من عدمه حتى عام 2028.

والحركة، التي أطلقها ترامب كشعار قومي يركز على العزلة الاقتصادية والأمنية، ليست مجرد حملة انتخابية، بل أصبحت إرثاً سياسياً يهدد الترتيب الدولي الليبرالي، بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

وتعتقد الصحيفة أن مستقبل حركة ترامب معلّق بين النجاحات الانتخابية، والتحديات الداخلية، مؤكدة أن الانتخابات المحلية لم تكن مجرد منافسات روتينية، بل كانت اختباراً حاسماً لأسلوب الرئيس الأمريكي منذ ولايته الأولى. 

وفي نيوجيرسي، مرشح جمهوري مثل جاك شياتاريلي، الذي غيّر نهجه جذرياً ليصبح أقرب إلى خطاب ترامب، يمثل نموذجاً للانحراف عن التكتيكات التقليدية، فبدلاً من اللعب في الوسط، انتقد "الحدود المفتوحة" وتواصل مع مشككي اللقاحات ومؤيدي اليمين المتطرف.

أخبار ذات علاقة

مبنى الكابيتول حيث يجتمع الكونغرس الأمريكي

"الثلاثاء الحاسم".. من وراء رهانات الجمهوريين والديمقراطيين على "الكعكة الكبرى"؟

ويعكس هذا التحول قوة أسلوب ترامب في ولاية زرقاء، حيث خسر ترامب في 2024 بفارق أقل من 6 نقاط أمام كامالا هاريس، لكنه حصد تأييداً قوياً في المناطق اللاتينية بنسبة تصل إلى 25 نقطة. وإذا نجح شياتاريلي، سيكون ذلك إشارة إلى أن "أمريكا أولاً" قادرة على الفوز في أرض معادية، مما يعزز من فرص الحركة في انتخابات منتصف المدة 2026.

نيويورك.. التحدي الأكبر

أما في نيويورك، فالسباق على عمدة المدينة يظهر كيف لا يستطيع ترامب الابتعاد تماماً، فرغم عدم وجود مرشح جمهوري قوي، تدخّل لمنع فوز زهران ممداني، الاشتراكي الديمقراطي، عبر تهديدات بقطع التمويل الفيدرالي. 

ووفق "نيويورك تايمز"، فإن هذا التكتيك يذكّر بأسلوب الرئيس "الترامبي"، أي استخدام النفوذ الشخصي لتشكيل المدن الكبرى، إذ إنه حتى لو فاز ممداني، فإن الرئيس الأمريكي يمكن أن يحول هزيمة إلى أداة لتعزيز قاعدته.

لكن الصحيفة تتساءل: كيف سيوظف ترامب نفوذه لإعادة تشكيل نيويورك، مدينته الأصلية، وفقًا لمبادئ "أمريكا أولاً"، لافتة إلى أن هذا السباق، رغم ضعفه، يكشف عن القدرة على تحويل الخسارات إلى فرص للحفاظ على الزخم.

يواجه ائتلاف ترامب، الذي اعتمد على الناخبين المتأرجحين والأقليات، اختباراً حقيقياً في فرجينيا، حيث يتخلّف المرشح الجمهوري عن الديمقراطي، ولم يقدم الرئيس الأمريكي سوى تأييد فاتر، مما يشير إلى تراجع الاهتمام الشخصي. 

ويلخّص هذا القلق تساؤل مايك دوهايم، الخبير الجمهوري، "هل سيصبح ناخبو ترامب جمهوريين دائمين، أم أن مشاركتهم مقتصرة على السباقات الرئاسية؟".

وتشير النتائج إلى قوة مستمرة في المناطق الريفية واللاتينية، لكن الديمقراطيين يستغلون غياب ترامب لتعزيز موقفهم، كما في كاليفورنيا حيث يقاتلون لإعادة تقسيم الدوائر لكسب 5 مقاعد إضافية في مجلس النواب.

الصمود حتى 2028

سيعتمد مستقبل الحركة على قدرتها على الاستمرارية خارج شخصية ترامب، فمنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، توقع محللون أن يعيد الرئيس الأمريكي تنفيذ سياسات مثل الانسحاب من الاتفاقيات الدولية، وفرض تعريفات تجارية، وترحيل المهاجرين غير الشرعيين.

 ومع ذلك، قد يؤدي هذا إلى عزلة دولية، كما حذرت "رويترز" من أن "أمريكا أولاً" قد تقلل من موثوقية الولايات المتحدة كحليف، مما يشجع خصوماً مثل الصين على التقدم في قضايا تايوان أو أوكرانيا.

أما داخياً، فإن الحركة تتوسع عبر معهد السياسة "أمريكا أولاً"، الذي يعد مئات الأوامر التنفيذية للفترة الثانية، ويجذب مسؤولين سابقين برواتب عالية، مما يضمن استمرارية "ترامبية" حتى بعد ترامب.

ويخلُص تقرير "نيويورك تايمز" إلى أن مستقبل "أمريكا أولاً"، ليس قاتماً تماماً لكنه مليء بالتحديات الانتخابات، مشيرة إلى أن الانتخابات أظهرت قدرة الحركة على التكيف، كما في نيوجيرسي، وقدرتها على التهديد، كما في نيويورك، لكنها تحتاج إلى تحويل الناخبين إلى قاعدة دائمة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC