رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف

logo
العالم

"ترامب أولاً".. كيف تأثرت الولايات المتحدة باستراتيجية الصفقات؟

دونالد ترامبالمصدر: رويترز

في ولايته الثانية، يواجه الرئيس دونالد ترامب تناقضاً حاداً بين شعاره الانتخابي "أمريكا أولاً" ونهجه الشخصي في السياسة الخارجية، الذي يعتمد على صفقات تجارية وعسكرية جريئة، غالباً ما تخدم مصالحه الشخصية أكثر من مصالح الولايات المتحدة، وفق تقرير لشبكة "سي إن إن".

ويتهم خصوم الرئيس الأمريكي بأن استراتيجيته، "التي ترى العالم بعين رجل أعمال يسعى للنفوذ الاقتصادي والسياسي"، أثّرت على الولايات المتحدة داخلياً من خلال إغلاق حكومي، وخارجياً بتورطات محفوفة بالمخاطر.

 

وبدأت الأمور تتسارع، يوم الثلاثاء، حيث هدد ترامب بنزع سلاح حماس في غزة إذا لم تتخلَّ عن أسلحتها، مما أثار تكهنات فورية حول تدخل عسكري أمريكي مباشر. وفي الوقت نفسه، تباهى بتدمير قارب سريع قبالة سواحل فنزويلا ضمن حملته المشكوك فيها قانونياً ضد عصابات المخدرات. 

وفي خطوة مثيرة للجدل، لوّح الرئيس بحزمة إنقاذ اقتصادي بقيمة 20 مليار دولار للأرجنتين، مشروطة بدعم الناخبين هناك للرئيس الشعبوي، خافيير ميلي، صديقه الذي عانى من فضائح.

أما في أوكرانيا، فقد أعرب ترامب عن رغبته في إرسال صواريخ توماهوك كروز قادرة على ضرب العمق الروسي، رغم تحذيراته السابقة خلال حملة 2024 من مخاطر الصدام المباشر مع موسكو، وهو تصعيد يتعارض مع وعود "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، التي ركزت على تجنب الحروب الخارجية.

كما جاءت تلك التصريحات وسط إغلاق حكومي أمريكي، يزعم ترامب أنه أجبره على طرد مئات الموظفين الفيدراليين بسبب نقص التمويل، مما يعكس تأثيراً داخلياً مباشراً لسياساته الخارجية المكلفة. 

أخبار ذات علاقة

الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأرجنتيني خافيير ميللي

20 مليارا على المحك.. ترامب يشترط فوز حزب ميللي لمساعدة الأرجنتين

وتُفاجئ هذه الحماسة للتورط العالمي مؤيدي ترامب، الذين توقعوا تركيزاً داخلياً، إذ غالباً ما يصعب فك رموز هجمات ترامب اللانهائية على التقاليد، حيث يبدو قادة العالم في حيرة من "تقلباته"، وفق وصف "سي إن إن".

كما تتعارض كل تلك المواقف "المتهوّرة"، بحسب "سي إن إن"، مع سياسة ترامب التقليدية القائمة على النأي عن صراعات الشرق الأوسط و"الحروب البرية" كالعراق وأفغانستان، إلا أنها تلفت إلى تحوّل في شخصية الرئيس الأمريكي الذي بات "يستمتع بتطبيق القوة الأمريكية".

وترى الشبكة الإخبارية أن "حساسية" ترامب من الحروب، لم تمنعه من ضربات جوية على إيران، مستعيراً أفكاراً من صقور مثل وزير خارجيته، ماركو روبيو، أو "معادي العولمة" وزير الحرب بيت هيغسيث ومستشاره بيتر نافارو.

تحطيم القيود

في خطابه عام 2016، قال ترامب: "ستضع خطتنا أمريكا في المقام الأول"، وفي الأمم المتحدة عام 2017، شدد على قوة الدولة ضد المؤسسات الدولية، لكن في ولايته الثانية، يحطم القيود الداخلية ليضيف بعداً شخصياً، وهو تأمين إرثه وجائزة نوبل، وفق التقرير.

وتضيف أن شعار "أمريكا أولاً" قد تحوّل إلى "ترامب أولاً"، حيث يرى العالم كـ"صفقات مالية، ربما لإمبراطوريته العائلية"، مستدلاً على ذلك برؤيته لغزة كبيئة تنموية واقتصادية، ثم سعيه الوصول إلى معادن نادرة تسيطر عليها الصين، كما يحاول مع نائبه جيه دي فانس تعزيز الشعبوية العالمية، مهدداً حكومات وسطية في أوروبا.

"كل شيء ممكن"

ويلت التقرير إلى "تناقضات هائلة" داخل سياسة ترامب الخارجية التي ستتأثر بها لاحقاً الولايات المتحدة، ففي فنزويلا، فإن الهجمات الأحادية على عصابات المخدرات تستهدف الفنتانيل، الذي قتل آلاف الأمريكيين، تنتهك القانون وتزعزع استقرار نيكولاس مادورو، وتساهم في هجرة هائلة إلى أمريكا. 

أما غزة، فإن التهديد بنزع سلاح حماس يثير مخاوف تدخل عسكري، مخالفاً لوعود تجنب مستنقعات الشرق الأوسط، لكن أندرو ميلر، نائب مساعد وزير خارجية سابق يقول: "كل شيء ممكن مع ترامب"، محذراً الرئيس الأمريكي من اختبار قاعدته الشعبية.

ويذهب ميلر إلى أن الولايات المتحدة بدأت بالفعل بالتأثر سلباً باستراتيجية الصفقات، بعد بإغلاق حكومي يعيق الخدمات، ومخاطر تصعيد عسكري، وإنفاق ملايين على حلفاء شخصيين "مما يقوض الثقة في الديمقراطية". 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC