مع بدء الجولة الثالثة من المفاوضات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن في مسقط اليوم السبت، اعتبر الخبير في الشأن الإيراني، الدكتور نبيل الحيدري، أن كلمة السر في تقدم المفاوضات هي "ويتكوف- عراقجي" في إشارة إلى المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
وأضاف الحيدري في حوار مع "إرم نيوز"، أن "ما جرى في المراحل السابقة من تقدم؛ تم من خلال ويتكوف، رجل الصفقات وليست وزارة الخارجية الأمريكية".
وأشار إلى أن "ممثل طهران هو وزير الخارجية عباس عراقجي الذي لديه خبرة تفاوضية وكان له دور كبير في الاتفاق النووي السابق في 2015".
وعن طبيعة المفاوضات ومآلاتها، رأى أن السلطات الثلاث في طهران، دفعت المرشد علي خامنئي، لقبول المحادثات مع واشنطن والتفاعل معها في ظل تلويح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالآلة العسكرية والضغط بذلك ممزوجًا بالعقوبات الخانقة.
وأشار إلى أن ما جرى في الجولتين الأولى والثانية، يحمل تفاؤلًا، وتصاعد أسهم الذهاب إلى مفاوضات تتعلق باتفاق نووي جديد.
وأوضح أن "رئيس الجمهورية مسعود بزكشيان ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، ورئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني، أصروا على خامنئي عندما استشارهم قبل خوض المحادثات، بضرورة التجاوب بشكل إيجابي في ظل اعتزام الرئيس الأمريكي ضرب إيران ومفاعلاتها النووية بالتزامن مع الوضع الداخلي السيئ للغاية على المستويات كافة، ولاسيما الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وسط مؤشرات الانفجار والثورة وسقوط النظام".
وبين الخبير أن "إيران لم تواجه هذا الضغط من قبل، ما بين تشديد العقوبات "الخانقة" ووقوف الحرب على أعتابها في ظل وجود حجم ضخم من القوات الأمريكية في محيطها بجانب استعداد إسرائيل "المتحفزة" للمشاركة في الضربة المحتملة، ما صاحبه تأثيرات وأحمال كبيرة ومؤثرة على طهران".
ورأى أن المباحثات ستشمل جانبًا مهمًا يتماشى مع عقلية ترامب، وهو تسويق إيران لما لديها من معادن ومناجم وصفقات تجارية بمليارات الدولارات، وهو ما يساهم بشكل كبير في فتح مسارات إيجابية مع الرئيس الجمهوري، في ظل رسالة من طهران مفادها: "إيران خام وبإمكانكم أن تستفيدوا".
وأفاد الحيدري، بوجود أشياء سرية تجعل المباحثات تسير بسبب الضغط والظروف الصعبة للغاية السياسية والاقتصادية والاجتماعية في ظل التهديد بالخطر باعتراف المرشد والمسؤولين الذين يتوقعون أن عبر أبسط ضربة من أمريكا وإسرائيل سيسقط النظام ويخرج الشعب.
ولفت إلى أن "المفاوضات سرية وعلنية وما هو مخفي أكثر مما هو ظاهر، ونتذكر في هذا الصدد، مشهد التشاؤم الذي كان سائدًا في عام 2015".
وأشار إلى أن "التحريك والتقدم في التفاوض كان بفعل البنود غير المعلنة التي جاءت بالاتفاق وقتئذ في ظل أجواء إيجابية حالية انعكست في أكثر من مشهد من بين ذلك تصافح "عراقجي" و"ويتكوف"، ما يثبت صحة ما يخرج من واشنطن بأن المفاوضات مباشرة وغير مباشرة".
ويتوقع الحيدري "إبرام اتفاق بين واشنطن وطهران، في ظل خطة عمل مشتركة أعلى وأشد بكثير مما كانت عليه في عام 2015، مع شروط تخصيب اليورانيوم أقل 3.67% أي العودة عن تجاوز الـ 60% والرجوع عن ما هي عليه النسب الآن".
ويعتقد بتنازل "إيران عن الكثير من الأمور لعدم امتلاكها أي خيار آخر أمام ترامب وفريقه لا سيما نائبه جي دي فانس ووزير الخارجية ومسؤول الأمن القومي، وهم فريق من المتشددين ضد طهران، على الرغم من امتلاك الأخيرة لوبي قوي في واشنطن".