أُعلن في إيران، صباح اليوم الخميس عن وفاة العميد في قوات الحرس الثوري "علي رضا أفشار"، القائد السابق لقوات التعبئة (الباسيج) ومساعد وزير الداخلية في حكومة الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، إثر أزمة قلبية مفاجئة.
ويُعدّ أفشار من أبرز القادة العسكريين والسياسيين في مرحلة ما بعد الثورة عام 1979، حيث شغل مناصب بارزة في الحرس الثوري الإيراني والجيش ووزارة الداخلية، وشارك في عدد من المحطات المفصلية في تاريخ الجمهورية، منها اقتحام السفارة الأمريكية في طهران.
ولد علي رضا أفشار عام 1951 في مدينة مشهد شمال شرقي إيران، وتخرّج في جامعة شريف الصناعية بتخصص الهندسة الميكانيكية. وقبل انتصار الثورة، شارك في نشاطات سياسية معارضة لنظام الشاه واعتُقل لمدة أربعة أشهر على يد جهاز "السافاك".
وبعد الثورة، انضم إلى صفوف الحرس الثوري وكان من الطلاب السائرين على نهج الخميني الذين شاركوا في اقتحام السفارة الأمريكية في طهران، كما كان أحد أعضاء منظمة مجاهدي الثورة في سنواتها الأولى.
وخلال فترة الحرب العراقية الإيرانية (1980–1988)، تولى أفشار منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة للحرس الثوري، ثم أصبح الناطق الرسمي باسم الحرس، ليُعين لاحقاً قائداً لقوات التعبئة (الباسيج) بين عامي 1988 و1996، وهو من أبرز الذين أسهموا في إعادة تنظيم هذه القوة بعد الحرب.
كما شغل أفشار منصب رئيس جامعة الإمام الحسين العسكرية التابعة للحرس الثوري بين عامي 1996 و1999، ثم عُين نائباً ثقافياً في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، ورئيساً لمؤسسة حفظ ونشر آثار وقيم الدفاع المقدس (الحرب) حتى عام 2003.
وفي عام 2006، دخل أفشار المعترك السياسي والإداري ليُعيّن مساعداً سياسياً لوزير الداخلية، ثم قائماً مقام الوزير للشؤون الاجتماعية والثقافية، قبل أن يتولى رئاسة مركز الشؤون الاجتماعية بوزارة الداخلية.
وفي عام 2021، تقدّم للترشح في الانتخابات الرئاسية الثالثة عشرة، إلا أن مجلس صيانة الدستور لم يصادق على أهليته.
كما كان من الشخصيات المقربة من تيار المحافظين الثوريين، وشارك في العديد من المبادرات الفكرية والثقافية التي هدفت إلى ترسيخ قيم الدفاع المقدس ونقل تجربة الحرب إلى الأجيال الجديدة.
ومن المقرر أن تُقام مراسم تشييع جثمانه في العاصمة طهران، بحضور قيادات من الحرس الثوري ووزارة الداخلية وشخصيات سياسية بارزة، بحسب وسائل إعلام رسمية إيرانية.
