"بوليتيكو" عن مسؤولين دفاعيين: مسؤولو البنتاغون غاضبون من تغيير اسم وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب
رأت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بات يُشكّل "كارثة" على الغرب، معتبرة أن ولايته الثانية التي بدأت قبل ستة أشهر فقط "ستكون أكثر خطورة وتدميراً وزعزعة للاستقرار العالمي" من ولايته الأولى التي انتهت عام 2021.
ومن المتوقع أن يلتقي ترامب برئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، يوم الاثنين في إسكتلندا، وطالبت الصحيفة بابتعاد لندن ما أمكن عن الاقتراب من الرئيس الأمريكي الذي قد يجر البلاد "إلى الهاوية".
واستعرضت الصحيفة البريطانية جملة من القرارات التي اتخذها ترامب من عودته إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني الماضي والتي أدت إلى "تدمير النظام القائم على القواعد"، و"الإضرار بسمعة الولايات المتحدة ونفوذها العالمي وترسانة قوتها الناعمة".
وبدءاً من خفضه المساعدات الخارجية، وتقليص تمويل هيئات البث العامة مثل صوت أمريكا، وسحب تمويل وكالات الأمم المتحدة ونبذها، وتجاهله المحاكم الدولية، إلى التظاهر بأن حالة الطوارئ المناخية وهمية، كان ترامب يقوّي "الأنظمة الاستبدادية في كل مكان" بحسب "الغارديان".
وفي مقابل كل تلك التخفيضات، كان الرئيس الأمريكي يرفع إنفاق البنتاغون إلى تريليون دولار سنوياً، وهو ما اعتبرته "الغارديان" بمثابة "رسالة فظة تؤكد أن القوة تصنع الحق" وهي "القوة الغاشمة هي السائدة"، وفق تعبير الصحيفة.
وطالبت "الغارديان" بأن تنأى بريطانيا عن ترامب، معتبرة أن نهج ستارمر في التقرب من الرئيس الأمريكي، كان "خاطئاً" وقد دفعت البلاد "ثمناً باهظاً".
وقالت إن "ترامب ليس صديقاً لبريطانيا، بل هو في جوانب أساسية، عدو خطير"، معتبرة أن أي محاولة لكسب وده ستبوء بالفشل كونه "سرعان ما يتراجع". وتابعت "مسيرته المهنية غير المُرضية مليئة بالوعود والعلاقات المنكوثة، الشخصية والسياسية، وولاؤه الوحيد هو لنفسه".
ولفتت الصحيفة إلى كثير من القضايا التي باتت تتباعد فيها إدارة ترامب مع بريطانيا، مشيرة بذلك إلى استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث الذي كشف أن 62% من البريطانيين لا يثقون في الرئيس الأمريكي "للقيام بالصواب فيما يتعلق بالشؤون العالمية".
واعتبرت "الغارديان" أن "إطلاق يد إسرائيل في غزة"، هو المثال الأوضح على "تعارض سياسات ترامب مع مصالح المملكة المتحدة"؛ إذ أدانت حكومة ستارمر القتل المتعمد وتجويع المدنيين.
ومن بين 55% من البريطانيين المعارضين لأفعال إسرائيل، يعتقد 82% أنها ترقى إلى إبادة جماعية، وفقاً لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة يوجوف الشهر الماضي، كما تؤيد الأغلبية فرض عقوبات إضافية .
أما فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية الروسية، والتحذيرات البريطانية والغربية المتزايدة من احتمال شن الرئيس فلاديمير بوتين حرباً ضد دولة جديدة، فقد قابلها ترامب، وفق "الغارديان"، بالانضمام إلى جانب زعيم الكرملين، و"شتم" الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وإيقاف الإمدادات العسكرية، والتساؤل عن مستقبل الناتو.
ورغم أن ترامب تراجع مؤخراً عن موقفه بشأن أوكرانيا، وأصلح علاقته بحلف الناتو، وانتقد بوتين، إلا أن الصحيفة البريطانية تشكك في صدق كل ذلك، قائلة إنه "قد يغير رأيه غداً"، في إشارة إلى "كثرة" تقلبات مواقف الرئيس الأمريكي.