بينما يستمتع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالنجاح الظاهري لضربات "استثنائية" على مواقع نووية إيرانية، فإن مجلة "فورين بوليسي"، تحذّر من أن حرب واشنطن وتل أبيب على طهران، قد تتجه نحو الفشل.
ونظراً للدور الأمريكي المحدود حتى الآن، فإن أول ما يثير القلق هو أن الضربات الأمريكية والإسرائيلية الحالية لا تُلحق ضرراً كافياً بالبرنامج النووي الإيراني لجعل الحرب تستحق العناء، بكل ما يترتب عليها من تكاليف ودمار ومخاطر.
يقول ترامب إن برنامج إيران قد "دُمّر تمامًا"، وقد تُؤكد تقييمات أضرار المعركة بعد الضربة هذا قريبًا؛ ومع ذلك، قد يتطلب الدمار الأطول أمدًا ضربات إضافية على فوردو أو مواقع أخرى، بحسب "فورين بوليسي".
ووفق المجلة، فإن "الخطأ الأكثر ترجيحًا هو المخاطرة المعاكسة، بمحاولة تحقيق الكثير بموارد قليلة"، معتبرة أن على الولايات المتحدة ألا توسّع أهداف حملتها بشكل كبير وتسعى لتغيير النظام، وهو هدف أيده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضمنيًّا، وبدأ ترامب يلمّح إليه.
وتضيف "فورين بوليسي" أنه رغم أن نهاية النظام الإيراني ستكون أمرًا جيدًا "نظريًّا"، إلا أنها في المقابل "مسألة معقدة للغاية"، لافتة إلى عدم وجود "معارضة قوية قادرة على تولي زمام الأمور".
كما ترى أنه ليس من الواضح ما إذا كان النظام الجديد سيفسح المجال لديمقراطية حقيقية، أو ديكتاتورية عسكرية، أو ربما فوضى عارمة، كما حدث في العراق بعد صدام حسين، وليبيا بعد معمر القذافي، ودول أخرى في الشرق الأوسط.
وتقول إن "قدرة القوى الخارجية على تشكيل تغيير النظام محدودة في أحسن الأحوال، ومن المرجح أن تأتي بنتائج عكسية أكثر من نجاحها"، مضيفة أن تبنّي الولايات المتحدة لهذه السياسة من شأنه أن يورّطها في أي خطوة تالية.
وتؤكد أن محاولة ضمان تغيير النظام بطريقة تخدم المصالح الأمريكية "تتطلب موارد أكبر بكثير، بما في ذلك القوات البرية"، معتبرة أن المؤشرات الحالية نؤكد فشل أي سعي لإسقاط النظام الإيراني "بسهولة".
كما تعتبر المجلة أن "من الأخطاء الأخرى التقليل من شأن إيران، مضيفة أنه "ليس من الواضح كيف سيرد النظام على الضربات الأمريكية، سواء الآن أو في المستقبل"، ومع ذلك، فإن "مزيجًا من سوء الفهم، وجنون العظمة، والسياسة، والرغبة في الانتقام، يدفع الولايات المتحدة أن تستعد للأسوأ".
ورغم أن إيران ستتعرض بالتأكيد لأعمال انتقامية إذا نفذت هجومًا، إلا أن مقتل أمريكيين قد يُقلب الرأي العام في الولايات المتحدة ضد الحرب مع مرور الوقت، كما تصف "فورين بوليسي".