تقارير صينية: سفينتان حربيتان من كندا وأستراليا تعبران مضيق تايوان

logo
العالم

على "طبق من معادن".. هل يقدم ترامب الأراضي الأوكرانية هدية لبوتين؟

على "طبق من معادن".. هل يقدم ترامب الأراضي الأوكرانية هدية لبوتين؟
منجم للمعادن في أوكرانياالمصدر: رويترز
03 مايو 2025، 10:28 ص

في لحظة حرجة من الحرب الروسية الأوكرانية، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفاقية كبرى مع أوكرانيا تمنح الشركات الأمريكية نصف عائدات الثروات المعدنية في البلاد، وعلى رأسها الليثيوم والعناصر الأرضية النادرة.

أخبار ذات علاقة

ترامب وزيلينسكي

بتوقيع "اتفاقية المعادن".. ترامب يربط نفسه بمستقبل أوكرانيا

ورغم الترحيب الرسمي في كييف، يزداد القلق في الأوساط الغربية من أن هذه الصفقة ليست سوى مقدمة لتسوية سياسية ترضي الكرملين.. فهل بدأ ترامب فعلاً في تقديم أجزاء من أوكرانيا على "طبق من معادن"؟

الاتفاقية الجديدة تمنح الولايات المتحدة امتيازات واسعة في استخراج الموارد من الأراضي الأوكرانية، وتُستخدم الأرباح لتمويل مشتريات أوكرانيا من السلاح الأمريكي.

وما يثير الريبة أكثر هو صمت موسكو، فعلى عكس المتوقع، لم تصدر عن الكرملين أي إدانة رسمية للاتفاق، إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال سابقًا في تعليق مقتضب: "كل من يريد الاستثمار في المعادن، يعرف الطريق إلى شرق أوكرانيا".

فرص تسوية الحرب 

مدير مركز «JSM» للأبحاث والدراسات، الدكتور آصف ملحم، يرى أن اتفاقية المعادن الأوكرانية تبدو اقتصادية، لكنها في جوهرها جزء من خطة ترامب لوقف الحرب مقابل تنازلات أوكرانية كبرى، على رأسها الاعتراف بخسارة المناطق التي ضمتها روسيا.

وأضاف ملحم، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الجزء الأكثر حساسية في الخطة هو القبول الأوكراني بخطوط التماس الجديدة كأمر واقع، مع ضمانات غير مباشرة لتقاسم الثروات بين موسكو وواشنطن، وهو ما يُعتبر تنازلًا فعليًا عن السيادة من أجل المصالح.

وأشار إلى أن عدم إبداء موسكو أي معارضة حقيقية للاتفاق يمكن تفسيره بأنه "مؤشر رضا ضمني" وربما خطوة أولى نحو ترتيب خريطة مصالح جديدة في أوكرانيا.

وأوضح ملحم أن العنصر الأكثر حساسية في المبادرة الأمريكية هو الاعتراف الأوكراني بخسارة الأراضي الأربع التي ضمتها موسكو.

وأكد أن هذا السيناريو مرفوض بشدة من المعسكر الغربي، خصوصاً الأوروبيين، الذين يرون أن أي تنازل من هذا النوع سيمنح روسيا موقعًا سياسيًا واقتصادياً أقوى، ويكرّسها كلاعب دولي قادر على فرض الشروط.

إنهاء النزاع

وحول فرص إنهاء النزاع، قال ملحم إن قبول كييف بوقف إطلاق النار بشروط روسية يتطلب انهيارًا شبه كامل للقوات الأوكرانية، وهو ما لم يحدث حتى الآن، رغم توقف الدعم الأمريكي.

وذكر أن زيادة الإنفاق الدفاعي الأوروبي يجعل فرض شروط موسكو أمراً غير واقعي في المدى المنظور.

وأضاف أن استمرار الحرب سيعقّد تنفيذ اتفاق المعادن، إذ لا يمكن للولايات المتحدة تفعيله ما دامت المعارك مستمرة، لافتاً إلى أن هذا التناقض يُضعف أي مكاسب استراتيجية محتملة من الصفقة.

وأشار ملحم إلى اللقاء الأخير الذي جمع ترامب بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في الفاتيكان، معتبرًا أنه أظهر حرص القوى الغربية على عدم منح روسيا فرصة الظهور بمظهر المنتصر، وهو ما قد يدفع النزاع إلى مرحلة جديدة طويلة الأمد.

وبيّن أن الولايات المتحدة ستبقى المستفيد الأكبر من استمرار الحرب، عبر تعزيز صادراتها من السلاح إلى أوروبا، مشيراً إلى أن إعلان بوتين عن "مهلة ثلاثة أيام" تزامناً مع ذكرى النصر يُعد رسالة رمزية تؤكد رغبة موسكو في السلام، في مقابل استمرار الغرب في تمويل الحرب لاستنزاف روسيا اقتصادياً وعسكرياً.

العقبة الأخيرة

ومن جانبه، قال المحلل السياسي الخبير في الشؤون الروسية بسام البني، إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هو العقبة الأخيرة أمام تسوية محتملة، لكنه يفقد أوراقه بسرعة، خاصة أنه يواصل المطالبة بشروط لا يمكن تحقيقها، أبرزها استعادة الأراضي الخمس، التي أُدرجت في الدستور الروسي، ولم يعد بإمكان بوتين التراجع عنها.

وأوضح البني في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن على كييف الاعتراف بما وصفه بـ"الهواجس الروسية"، وفي مقدمتها السيادة الروسية على خمس مناطق رئيسية هي شبه جزيرة القرم، وزاباروجيا، وخيرسون، ولوغانسك، ودونيتسك، والتي أُعلنت رسمياً كجزء من الأراضي الروسية بعد استفتاءات شعبية أجرتها موسكو.

شروط موسكو

وشدد البني على أن موسكو لا تتنازل عن هذه المناطق، نظراً لإدراجها دستورياً ضمن الأراضي الروسية، مضيفاً أن القرار بشأنها تجاوز صلاحيات الرئيس بوتين وأصبح ملكاً للشعب الروسي.

أخبار ذات علاقة

ترامب وزيلينسكي

"اتفاق المعادن" بين واشنطن وكييف.. خطوة نحو السلام أم تكريس لصراع المصالح؟

وأشار إلى أن الكرملين يطالب بانسحاب القوات الغربية التي تم نشرها في أوروبا الشرقية بعد عام 1997، إلى جانب نزع سلاح أوكرانيا بالكامل، واعتراف كييف رسمياً بالوضع الجديد لتلك المناطق ضمن دستورها.

واعتبر البني أن زيلينسكي يحاول من خلال إطالة أمد الحرب الحفاظ على موقعه كـ"زعيم رمزي للعالم الحر"، لكنه استبعد أن يُحدث ذلك فرقاً على أرض الواقع، مؤكداً أن غياب التوافق حول ملف الأراضي سيُبقي أي اتفاق دولي معلقًا حتى إشعار آخر.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC