logo
العالم

عام الحسم يقترب.. هل تُكتب نهاية الحرب الروسية الأوكرانية في 2026؟

من جبهات القتال بين روسيا وأوكرانياالمصدر: رويترز

تتقاطع المؤشرات من واشنطن إلى كييف وموسكو عند عام 2026، الذي يتوقع أن يكون حاسماً بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك بعد 4 سنوات من الاستنزاف المستمر.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وعد بإنهاء الحرب خلال 24 ساعة، يواجه اليوم اختباراً سياسياً حقيقياً بين وعوده الانتخابية وواقعٍ ميدانيٍ معقد، خاصةً أن مواعيده النهائية المتكررة لم تُثمر سوى المزيد من التوتر مع كييف، إذ تحوّلت مساعداته العسكرية إلى أداة ضغط لدفعها نحو التفاوض مع موسكو.

ومع كل تصريح جديد للرئيس الأمريكي، يتزايد شعور المراقبين بأن دونالد ترامب يسعى إلى إنجازٍ دبلوماسي سريع يُضاف إلى سجل الانتصارات التي تُحسب له خلال فترة حكمه للولايات المتحدة.

أخبار ذات علاقة

كوستي سالم مع نموذج لصاروخ مارك 1

"مارك 1".. أوروبا تراهن على صاروخ بحجم "الرغيف الفرنسي" لحمايتها من روسيا

في المقابل، تتعرض روسيا لضغوطٍ اقتصادية غير مسبوقة، وهو ما كشفت عنه ميزانية عام 2026 التي أظهرت أن الحرب تستهلك نحو نصف موارد الدولة، مع تراجع الاحتياطيات إلى أدنى مستوياتها منذ عقدين.

وبحسب تقارير غربية، قد يتجاوز العجز المالي الروسي 100 مليار دولار العام المقبل، بينما تتراجع الإيرادات النفطية تحت وطأة الضربات الأوكرانية والعقوبات الغربية.

أما في كييف، فالمعركة تتحول من خطوط الجبهة إلى محطات الكهرباء؛ فمع حلول شتاء 2025 – 2026، تتوقع الحكومة الأوكرانية انقطاعات طويلة قد تصل إلى 12 ساعة يومياً، بعدما دُمّرت أكثر من 60% من قدرات إنتاج الطاقة.

وبين ضغط واشنطن، وأزمة موسكو، ومعاناة كييف، يبدو عام 2026 على أعتاب لحظة فارقة؛ ليس لأنها نهاية محتومة، بل لأنها قد تكون البداية الفعلية للنهاية، إذ لن يملك أي طرف رفاهية الاستمرار كما كان.

عام الحسم

وقال أستاذ العلاقات الدولية د. حامد فارس، إن "عام 2026 قد يكون عام الحسم في الحرب الروسية – الأوكرانية"، مرجعاً ذلك إلى عدة عوامل سياسية واقتصادية وعسكرية تراكمت منذ اندلاع الصراع عام 2022.

وأضاف فارس لـ"إرم نيوز"، أن "الحرب أصبحت عبئاً ثقيلاً على جميع الأطراف، خصوصاً على الولايات المتحدة وأوروبا اللتين تتحملان الكلفة الاقتصادية والسياسية لهذه المواجهة الممتدة".

وأشار إلى أن "الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، تسعى إلى وقف إطلاق النار والتوجه نحو تسوية سياسية تُنهي الحرب التي فرضت ضغوطاً كبيرة على الإدارة الأمريكية"، موضحاً أن ترامب يتحرك في اتجاهين أساسيين في هذا الملف.

 

 

نوبل للسلام

ورأى فارس، أن "الاتجاه الأول يرتبط بالمجد الشخصي، إذ يعتبر أن استمرار الحرب دون حسم يُضعف صورته أمام الداخل الأمريكي والعالم، ويرى في وقف الحرب فرصةً لتقديم نفسه كرجل السلام، وربما كمرشحٍ لجائزة نوبل للسلام عام 2026".

وأشار إلى أن "الاتجاه الثاني يتعلق بالضغط الاقتصادي والعسكري الذي تمارسه الحرب على واشنطن، حيث شكلت أعباء ضخمة على الاقتصاد الأمريكي، ودَفعت إدارة ترامب إلى التفكير في مقاربة جديدة تُوازن بين دعم كييف والحوار مع موسكو لتخفيف الكلفة المتصاعدة".

وأضاف فارس، أن "أوروبا تمثل طرفاً أساسياً في المعادلة، فهي تواجه أزمة طاقة خانقة وتحديات اقتصادية متراكمة، فيما يزداد الضغط الأمريكي على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للاقتراب من تسوية سياسية".

ومع ذلك، يرى فارس أن فرص وقف الحرب ما زالت محدودة، لأن عوامل التفاهم لم تنضج بعد، ولأن كلا الطرفين لم يحقق مكاسب كافية تجعله يقبل بالحلول الوسط في الوقت الراهن.

استنزاف القدرات الروسية

من جانبه، قال رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار د. عماد أبو الرب، إن "الحسم العسكري لأي طرف في الحرب الروسية – الأوكرانية غير ممكن حالياً، لا سيما وأن الضغوط الروسية لم تحقق السيطرة الكاملة على الأقاليم الأربعة المتنازع عليها، كما لم تنجح أوكرانيا في تحقيق اختراق استراتيجي يعيد موازين القوى".

وأشار أبو الرب لـ"إرم نيوز"، إلى أن "الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لم يتخلّيا عن أوكرانيا، بل وفّرا دعماً مالياً وعسكرياً واسعاً مكّن كييف من الصمود واستنزاف القدرات الروسية".

 

أخبار ذات علاقة

آثار الحرب في دونيتسك

الكرملين: روسيا تريد إنهاء الحرب في أوكرانيا لكن عملية السلام متعثرة

وتابع: "رغم ذلك، فإن الطرفين الروسي والأوكراني ما زالا في مرحلة الاستنزاف المتبادل، خاصةً أن موسكو تستهدف محطات الطاقة والبنية التحتية الأوكرانية لإضعاف قدرتها على المقاومة، بينما ترد كييف باستهداف منشآت الوقود والقواعد العسكرية الروسية، إضافةً إلى الاستفادة من العقوبات الغربية التي تُضيّق الخناق على الاقتصاد الروسي".

ورأى أبو الرب، أن "الشتاء الحالي سيكون الأصعب على الجانبين، وقد يُظهر مدى قدرة كل طرف على الصمود أمام أزمات الطاقة ونقص الإمدادات".

وقال إن "الرهان الآن على الدبلوماسية والعقلاء والوسطاء القادرين على تقريب وجهات النظر"، وإن "أي مفاوضات حقيقية تحتاج إلى توازنٍ في الميدان وتراجعٍ في حدة الاستنزاف".

وتوقع أبو الرب، أن "المرحلة المقبلة ستشهد دوراً ثلاثياً فاعلاً لكل من السعودية وتركيا والولايات المتحدة، وأن هذه الأطراف يمكن أن تفتح نافذة جديدة للحل عبر تحريك المسار السياسي وإنهاء واحدة من أطول وأعقد الحروب في أوروبا الحديثة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC