logo
العالم

"مارك 1".. أوروبا تراهن على صاروخ بحجم "الرغيف الفرنسي" لحمايتها من روسيا

كوستي سالم مع نموذج لصاروخ مارك 1المصدر: التلغراف

تُواصل أوروبا ابتكار أسلحة دفاعية لصدّ هجمات المسيّرات الروسية بعيدة المدى، وأحدث هذه الابتكارات صاروخ "مارك 1" الذي طورته شركة "فرانكينبورج تكنولوجيز" الإستونية.

وبحسب تقرير لصحيفة "التلغراف" البريطانية، فإن الصاروخ يتميز بتصميمه الصغير، حيث يبلغ طوله 65 سنتيمتراً فقط، أي بحجم رغيف الخبز الفرنسي (الباجيت) تقريباً، وأصغر من متوسط طول الذراع البشرية. 

أخبار ذات علاقة

النيران تندلع في أحد المباني بعد استهدافه بطائرة مسيرة في سومي الأوكرانية

موجة هجمات بالمسيرات الروسية تستهدف سومي الأوكرانية

لكن هذا الحجم المتواضع لا يعكس إمكانياته الدفاعية الضخمة، بل يمثل نقلة نوعية في صناعة الأسلحة الدفاعية، حيث يركز على الإنتاج الضخم والتكلفة المنخفضة لمواجهة التهديدات المتزايدة على حدود أوروبا الشرقية.

ويأتي تطوير "مارك 1" كرد فعل مباشر على التحديات التي تواجه حلف شمال الأطلسي، ففي سبتمبر/أيلول الماضي، اضطر الناتو إلى نشر طائرات إف-16 لإسقاط نحو 20 طائرة روسية بدون طيار عبرت الحدود إلى بولندا.

واستخدم حلف الناتو في ذلك صواريخ بقيمة تصل إلى 500 ألف جنيه إسترليني لكل منها، مقابل طائرات بدون طيار روسية من طراز "شاهد" لا تتجاوز تكلفتها عُشر ذلك المبلغ. ومع ذلك، فشلت نصف المحاولات.

يقول كوستي سالم، الرئيس التنفيذي لشركة فرانكينبورغ والموظف المدني السابق في وزارة الدفاع الإستونية: "نحن لا نعتذر عن حقيقة أننا نصنع الأسلحة، ونصنعها لإسقاط الطائرات الروسية بدون طيار بعيدة المدى". 

يؤكد سالم أن هذا الصاروخ سيكون القدرة الأكثر احتياجاً في العالم الغربي خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، خاصة مع تعهد القادة الأوروبيين ببناء "جدار دفاعي" على الجناح الشرقي لحلف الناتو، يشمل أنظمة الحرب الإلكترونية وأساليب الاعتراض المتنوعة.

"فلسفة التصميم"

يتميز "مارك 1" بـ"فلسفة تصميم" تختلف جذرياً عن الصواريخ التقليدية في الترسانات الغربية، والتي غالباً ما تكون "رائعة" ونادرة وباهظة الثمن، مثل صواريخ "ستينغر" التي تباع بحوالي 400 ألف جنيه إسترليني. 

لكن صاروخ "مارك 1" يُعوّل عليه بأن يكون "جيداً بما يكفي"، مع التركيز على الإنتاج الضخم والتكلفة المنخفضة، إذ يقدر سعره بعُشر أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية الحالية، مما يجعله خياراً مقنعاً للدول الغربية. 

ويبلغ نطاق الصاروخ 2 كيلومترات فقط (حوالي 1.2 ميل)، لكنه يواجه صعوبات في العمل تحت درجات الحرارة الشديدة، سواء في الصحراء أو الدائرة القطبية الشمالية. 

ومع ذلك، حقق توازناً بين الأجزاء الرخيصة والدقة، حيث تصل دقته حالياً إلى 56%، مع هدف زيادتها إلى 90%. ويسمح هذا التوازن بإنتاج مئات الصواريخ يومياً في مصانع أنشئت في دولتين عضوتين في الناتو.

دخول السباق

يعكس "مارك 1" السباق الدولي لإنتاج صواريخ صغيرة ورخيصة في مختبرات أوروبا والولايات المتحدة، ففي أوكرانيا تعتمد الدفاعات على طائرات مسيرة اعتراضية رخيصة، بنحو 2500 جنيه إسترليني للواحدة، لكن نجاحها يعتمد على مهارة الطيارين. 

أخبار ذات علاقة

أمين عام حلف شمال الأطلسي مارك روته

أمين عام "الناتو" يقر بنقص في أنظمة الدفاع الجوي الأوروبية

وبينما تمتلك كييف آلاف الخبراء المدربين، يفتقر الغرب إلى مثل هذا العدد، خاصة لحماية 2100 موقع بنية تحتية حيوية على طول الحدود الشرقية لحلف الناتو على مدار الساعة.

 وتبرز هنا ميزة "مارك 1" الرئيسة، وهي التوجيه بواسطة الذكاء الاصطناعي، مما يسمح بترك القاذفات لأجهزتها الخاصة إلى حد كبير، دون الحاجة إلى تدخل بشري مكثف.

في المقابل، فإن تصميم صاروخ بحجم لوحة مفاتيح يواجه تحديات فريدة، إذ يجب حشر رأس حربي، وجهاز استشعار، ووقود داخل جسم صغير، مما يؤثر على التوازن أثناء الاحتراق، حيث يتغير الوزن ويؤثر على زاوية الميلان. 

يقول سالم إن فريقه أجرى تجارب مكثفة على الشكل، وموقع الأجنحة، ومركز الثقل، ومركز الضغط لتحقيق أقصى دقة، و لمواجهة هذه التحديات بميزانية محدودة، استحوذت الشركة على أبرز العقول في مجال علوم الصواريخ.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC