وجّه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رسالة إلى نظرائه في عدد من الدول، اعتبر فيها تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بحق إيران "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة"، مطالبًا بإدانتها بشكل صريح.
وجاءت رسالة عراقجي ردًّا على تصريحات أدلى بها ترامب، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال فيها إن الولايات المتحدة ستدعم عملًا عسكريًّا ضد إيران إذا واصلت تطوير برنامجها الصاروخي أو النووي.
وقال عراقجي في رسالته، التي نشرتها الخارجية الإيرانية في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، إن التهديد باستخدام القوة ضد دولة عضو في الأمم المتحدة يخالف بشكل واضح مبادئ الميثاق.
وحذّر من أن الصمت الدولي إزاء هذه التهديدات ستكون له "تداعيات خطيرة" على السلم والأمن الدوليين، مؤكدًا أن بلاده "لن تتردد في الرد الحازم والمُوجِع على أي عدوان آخر".
وأشار عراقجي في رسالته إلى الهجمات التي تعرّضت لها إيران في يونيو/حزيران 2025، معتبرًا أن التهديدات الحالية تعكس "سوء نية واضحًا"، واستمرار نهج "غير قانوني وعدواني"، محمّلاً واشنطن مسؤولية أي تبعات محتملة.
ووصف عراقجي استهداف البنى التحتية والمنشآت النووية السلمية بأنه "انتهاك جسيم" للقانون الدولي يستوجب المساءلة.
وشدد على "الحق الأصيل" لإيران في الدفاع المشروع عن النفس وفق المادة الـ51 من ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدًا أن بلاده سترد "بشكل متناسب وحاسم" إذا تعرّضت سيادتها أو مصالحها لأي اعتداء.
وفي سياق متصل، كتب الوزير الإيراني عراقجي مقالًا في صحيفة "الغارديان" البريطانية، دعا فيه ترامب إلى "الوقوف بوجه نتنياهو" واعتبار استئناف المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني "خيارًا أكثر واقعية وقابلية للنجاح".
وأكد وجود استعداد إقليمي أوسع لدعم أي اتفاق قابل للتحقق والرقابة، مشيرًا إلى أن "طهران ما زالت منفتحة على التفاوض، شرط ألا يكون ذلك على أساس الإملاءات أو الاستسلام".
وأوضح الوزير عراقجي أن الظروف الإقليمية باتت أكثر ملاءمة للتوصل إلى اتفاق، مشيرًا إلى وجود دعم أوسع في المنطقة لمسار دبلوماسي يعيد إحياء الحوار بين طهران وواشنطن.
وأضاف أنه من دون أن يسمي دولًا بعينها، تلقى معطيات تفيد بوجود "استعداد غير مسبوق" لدى أطراف تُعد أصدقاء مشتركين لإيران والولايات المتحدة، للعمل على تسهيل المحادثات وضمان تنفيذ أي اتفاق محتمل بشكل كامل وقابل للتحقق.
