أكد خبراء في العلاقات الدولية والشأن الإيراني، أن توجيه واشنطن ضربة عسكرية لمواقع نووية إيرانية بمشاركة إسرائيل، بات قريباً جداً، سواء في الأيام الأخيرة لولاية بايدن (آخر أسبوعين)، أو في الأيام الأولى للرئيس الجمهوري دونالد ترامب، الذي سيدخل المكتب البيضاوي، في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري.
وأوضح الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن توجيه ضربة أمريكية بالتعاون مع إسرائيل إلى إيران في الفترة المقبلة، أمر قائم على لائحة أولويات مؤسسات صنع القرار في واشنطن.
ولفتوا إلى أن بايدن يرغب في تنظيم هذه الضربة، حتى يصاحب خروجه من البيت الأبيض، حالة من الامتنان، من جانب اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وحكومة اليمين بزعامة بنيامين نتنياهو في إسرائيل، بتحقيق ضربة قوية لكارت إيران الذي تهدد به تل أبيب، وهو المشروع النووي.
وكان موقع "أكسيوس" كشف أن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جاك سوليفان قدم للرئيس بايدن خيارات بشأن هجوم أمريكي محتمل على المنشآت النووية الإيرانية إذا تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي قبل 20 يناير/ كانون الثاني.
وأكد الموقع الأمريكي نقلاً عن مصادره، أن الخيارات التي قدمت لبايدن كانت في اجتماع عقد قبل عدة أسابيع وظل سرياً حتى الآن.
وأشار الموقع إلى أن "توجيه ضربة أمريكية للبرنامج النووي الإيراني خلال فترة البطة العرجاء سيكون مقامرة هائلة من جانب رئيس وعد بأنه لن يسمح لإيران بتطوير سلاح نووي"، مردفاً: "لكنه سيخاطر أيضاً بتسليم صراع جديد لخليفته".
المحلل السياسي المختص في الشأن الإيراني، طاهر أبو نضال، قال إن توجيه ضربات مشتركة أمريكية إسرائيلية إلى مواقع نووية وعسكرية إيرانية، أمر قريب للغاية، ولكنَّ هناك تصاعداً لفرص أن تكون ضربة البداية في عهد بايدن، وأن يرغم ترامب على استكمال الضربات واستمرار الصراع من هذا النوع.
ويرى "أبو نضال" في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن توجيه الضربات في الفترة المقبلة، أمر قائم ضمن أولويات مؤسسات صنع القرار في واشنطن ، في ظل ما يراه الغرب من خطورة توجه طهران إلى روسيا والصين بشكل يحمل جانب من "الارتماء".
مشيراً إلى أن مؤسسات الولايات المتحدة ترى أهمية في اتباع سياسة "العصا والجزرة" مع طهران، وأن تكون البداية بتوجيه الضربة "العصا".
ويشير إلى أنه في حال خروج ما يمنع من توجيه الضربة في الوقت المتبقي من حكم بايدن، سيكون الأمر قائماً مع الأيام الأولى لترامب، خاصة أن هو من دشن في عام 2019، تحالفاً تحت عنوان "مواجهة مخططات إيران التخريبية" إرهاب إيران، وذلك في "وارسو"، بحضور أكثر من 67 دولة، للتعامل مع مشروع إيران التوسعي والمهدد لأمن الشرق الأوسط ومصالح الغرب، وهو التحالف الذي سيعمل الرئيس الجمهوري على تطويره حتى ينجح في تطويع إيران.
وأردف أن عملية "تطويع" إيران جاهزة أمام ترامب في هذه المرة أكثر من ولايته السابقة، في ظل ما تعرضت له من خسائر بما لحق بأي ميليشيا لها "حزب الله" في ساحة غاية في الأهمية وهي لبنان، وما لحق ذلك، بسقوط نظام الأسد "الحليف" وخروجها من سوريا، حتى باتت هناك رسائل تأخذ شكل "رضوخ" من جانب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في التعاطي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل جديد، في ظل ما تدركه طهران بأن الضربة قادمة ويجب التعامل مع واشنطن للتراجع عنها.
ويرجح الخبير في العلاقات الدولية أحمد سعيد، أن بايدن يريد مشاركة الولايات المتحدة من خلال سلاحها الجوي مع إسرائيل، بتوجيه ضربة لمواقع داخل إيران قبل مغادرته ، حتى يزيد من ثقل "التركة" على ترامب ويضاعف الضغوط التي سيستقبل بها الرئيس الجمهوري ولايته.
وأضاف سعيد في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن إتمام الضربة في هذا الوقت المتبقي أمر صعب خاصة في ظل انشغال إدارة بايدن بالملف السوري بشكل كبير بعد ما حقق الديمقراطيون، الشكل الذي كانوا يطمحون إليه بسقوط نظام الأسد بشكل سلمي، على حد رؤية هذه الإدارة.
وأوضح سعيد، أن رغبة بايدن في المشاركة في توجيه ضربة لإيران قبل مغادرة البيت الأبيض، يخضع لعدة أسباب من بينها، ترك الملف الإيراني معقداً حتى لا تتوفر "الأريحية" لترامب في تطويع طهران، بالشكل الذي يخدم مصالح ولايته من جهة، ومن جهة أخرى، حتى لا يستطيع الرئيس الجمهوري أن ينظم اتفاقاً نووياً جديداً؛ ما يعتبر نقطة إيجابية في رصيده هو والجمهوريين على حساب الديمقراطيين.
واستكمل أن بايدن يرغب في تنظيم ضربة تقوم بها إسرائيل بمشاركة أمريكية حتى يصاحب خروجه من البيت الأبيض، حالة من الامتنان من جانب اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وحكومة اليمين بزعامة نتنياهو في اسرائيل، بتحقيق ضربة قوية لكارت إيران الذي تهدد به تل أبيب، وهو المشروع النووي.