كشفت النيجر عن عربتيها المدرعتين Tin-Galen وTamgak Wangari، اللتين جرى تصميمهما محليًّا لتعزيز الاكتفاء العسكري ومواجهة التهديدات المسلحة في الساحل، مؤكدة تحررها من الاعتماد على الأسلحة المستوردة والسيطرة الأجنبية.
وتأتي هذه المبادرة لتعزيز الاكتفاء الذاتي العسكري للبلاد، ومواجهة التهديدات المسلحة التي تعصف بمنطقة الساحل، حيث تنشط جماعات إرهابية تستغل الفوضى الحدودية والفراغ الأمني.
من جانبها أكّدت القيادة النيجرية، بحسب موقع "ميليتاري أفريكا"، أن المركبات الجديدة تمثل تحررًا من الاعتماد على الأسلحة المستوردة والسيطرة الأجنبية، بما في ذلك المعدات التقليدية التي غالبًا ما تحمل شروطًا سياسية أو قيودًا في الصيانة وقطع الغيار.
وتكشف مصادر رسمية أن Tin-Galen مزودة بدرع من المستوى B6 وهيكل معزز يسمح بالتحرك في التضاريس الصحراوية الصعبة، بينما تقدم Tamgak Wangari المرونة والسرعة في المهمات الاستطلاعية والدعم اللوجستي.
وفي سياق متصل، تأتي خطوة النيجر نحو إنتاج مركباتها العسكرية محليًّا في وقت حساس بالنسبة لمنطقة الساحل، التي تعاني من انعدام الاستقرار المستمر بسبب الجماعات المسلحة التي تنفذ هجمات خاطفة، تستغل التوترات العرقية وتعطل طرق التجارة الحيوية، وتمتد أراضي النيجر الشاسعة على أكثر من 1.2 مليون كيلومتر مربع، وتشترك في حدودها مع مالي وبوركينا فاسو ونيجيريا وليبيا، وكلها مناطق ساخنة للنشاط المسلح، ما يجعل حماية الحدود تحديًا يوميًّا.
لطالما اعتمدت النيجر على المساعدات العسكرية الأجنبية، بما في ذلك العربات المدرعة المستوردة من الصين أو الولايات المتحدة، لكن هذا الاعتماد كشف عن نقاط ضعف تتعلق بصيانة المعدات وقيود سياسية. ومع تصنيع عربات مثل Tin-Galen وTamgak Wangari محليًا، تسعى النيجر إلى تقليل هذه الاعتماديات، وترشيد الموارد، وتطوير كوادر مهندسين وفنيين محليين.
وذكرت مصادر مطلعة أن جهود شركة Guedesign Automotive، تتماشى مع اتجاه أوسع في إفريقيا نحو توطين صناعة الدفاع؛ فبينما تنتج دول مثل جنوب إفريقيا أنظمة متقدمة منذ سنوات، بدأت دول غرب إفريقيا، بما فيها نيجيريا والسنغال، في الاستثمار بشكل متزايد في حلول محلية، كما أن ما يميز مشروع النيجر تركيزه على تكيف المركبات مع بيئة الساحل الفريدة؛ فدرع وهيكل Tin-Galen محسّنان لمواجهة الألغام وحوادث إطلاق النار من الأسلحة الصغيرة، بينما يوفر تصميم Tamgak Wangari قدرة عالية على التنقل فوق الكثبان والرواسب الجافة.
ويرى مراقبون أن هذه المبادرة تعكس نهج النيجر في تطوير صناعة دفاعية محلية تتكيف مع البيئة الإقليمية الصعبة، وتعزز قدرة القوات المسلحة على الاستجابة السريعة، وهو ما يمثل رسالة واضحة بأن السيادة العسكرية يمكن أن تتحقق بالابتكار والموارد المحلية، بعيدًا عن الهيمنة الأجنبية التقليدية.
من جانبها، تعتقد بعض الدول الغربية أن هذه الخطوة قد تغيّر موازين النفوذ في الساحل؛ إذ لطالما سيطرت المعدات العسكرية المستوردة على الاستراتيجيات الدفاعية لدول المنطقة، بينما يرى محلِّلون محليون أن المشروع يمثل فخرًا وطنيًّا ورمزًا للسيادة والقدرة على مواجهة التحديات الأمنية دون انتظار الدعم الخارجي.
هذه الخطوة التي اتخذتها "نيامي" تمثل استراتيجية واضحة لتعزيز السيادة الدفاعية للنيجر، وتضع البلاد على طريق الاستقلال العسكري، بعيدًا عن الضغوط والقيود الخارجية، في وقت تتزايد فيه التحديات الأمنية في الساحل.