أصدر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أول موقف رسمي له إزاء الاحتجاجات التي اندلعت في سوق طهران على خلفية تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع أسعار العملات، مؤكدًا أن معيشة المواطنين تمثل أولوية يومية على جدول أعمال حكومته.
وقال بزشكيان، في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس"، إن الحكومة وضعت إجراءات أساسية لإصلاح النظامين النقدي والمصرفي ضمن أولوياتها، بهدف الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين ومعالجة الاختلالات الاقتصادية المتراكمة.
وأضاف الرئيس الإيراني "أصدرتُ توجيهاً إلى وزير الداخلية لاعتماد مسار الحوار مع ممثلي المحتجين والاستماع إلى مطالبهم المشروعة، كي تعمل الحكومة بكل طاقتها على معالجة المشكلات والاستجابة بمسؤولية".
وبالتزامن مع هذا الموقف، أفادت تقارير ومقاطع مصورة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بأن الاحتجاجات التي انطلقت صباح الاثنين من بازار طهران بدأت تمتد إلى مدن أخرى في إيران.
وأظهرت تسجيلات تداولها ناشطون انضمام تجار ومواطنين في جزيرة قشم إلى موجة الاحتجاجات، في حين شهدت مناطق أخرى مثل ملارد، همدان، مارليك في كرج، تجمعات احتجاجية رُفعت خلالها شعارات سياسية، وفق ما أظهرته مقاطع مصورة متداولة.
كما تحدثت تقارير غير رسمية عن بداية تحركات احتجاجية في محافظة كرمان، ما يعكس اتساع نطاق الغضب الشعبي المرتبط بالأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار.
وفي تطور لافت، أظهرت مقاطع فيديو نُشرت على منصة "إكس" مشاركة طلاب سكن جامعة طهران في احتجاجات ليلية، فقد رُفعت شعارات سياسية ومعيشية. وبحسب ما نُقل عن صفحات طلابية، فإن مداخل السكن الجامعي أُغلقت، مع انتشار أمني مكثف في محيطه.
وتأتي هذه التطورات في ظل أزمة اقتصادية متفاقمة تشهدها البلاد، مع استمرار تقلبات سوق الصرف، وارتفاع أسعار السلع الأساسية، وتزايد الضغوط المعيشية على شرائح واسعة من المواطنين، الأمر الذي دفع الحكومة إلى عقد اجتماعات مكثفة للفريق الاقتصادي، بالتوازي مع محاولات احتواء الاحتجاجات عبر الحوار.