رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي
أعادت الولايات المتحدة تصنيف نيجيريا كدولة متهمة بانتهاكات جسيمة للحريات الدينية، وبارتكاب "إبادة جماعية" ضد المسيحيين، ما يفتح الطريق أمام فرض عقوبات محتملة على أبوجا.
ورفض الرئيس النيجيري بولا تينوبو، اليوم السبت، التلميحات حول التعصب الديني في بلاده، في رده على تصريحات نظيره الأمريكي دونالد ترامب، موضحاً أن إدارته حافظت منذ عام 2023 على مشاركة منفتحة وفعالة مع القادة المسيحيين والمسلمين على حد سواء أثناء معالجة التحديات الأمنية التي تؤثر على المواطنين من جميع الأديان والمناطق.
وانتقد المستشار الخاص للرئيس بولا تينوبو للشؤون الاستراتيجية، بايو أونانجا، الادعاءات الأمريكية، رافضًا ما وصفه بأنها "مبالغ فيها"، وذلك في رد على منشور لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، على موقع "إكس"، أشار فيه إلى ما سماه "المذبحة المستمرة لآلاف المسيحيين على يد الإسلاميين المتطرفين وميليشيات الفولاني العرقية" وفق تعبيره.
ومن جهته، وصف وزير الخارجية النيجيري، يوسف توغار، الادعاءات بأنها "لا أساس لها من الصحة ومضللة"، محذرًا من أن التصنيف الأمريكي قد يؤدي إلى عقوبات تشمل قيودًا على المساعدات والتعاون الأمني.
وقد يؤدي التصنيف الأمريكي ضد نيجيريا كبلد مثير للقلق بشكل خاص، إلى تسليط عقوبات ضدها، بما في ذلك فرض قيود على المساعدات والتعاون الأمني.
وتضم نيجيريا أكثر من 200 مجموعة عرقية تمارس المسيحية والإسلام والأديان التقليدية، ولديها تاريخ طويل من التعايش السلمي مع وجود المساجد والكنائس في مدنها.
لكن الصراعات العرقية أثقلت كاهل الدولة، لاسيما في منطقتها الشمالية الشرقية في مركز تمرد جماعة "بوكو حرام" المتشددة والتي أسفرت هجماتها عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، ونزوح أكثر من مليوني شخص منذ عام 2009، وفقًا للأمم المتحدة.
ولا تزال بوكو حرام وجماعة منشقة عنها، ولاية غرب إفريقيا التابعة لتنظيم "داعش"، نشطة رغم ضعفها في السنوات الأخيرة، فيما يشهد وسط نيجيريا صراعات متكررة بين الرعاة المسلمين والمزارعين المسيحيين غالبًا بسبب التنافس على الأراضي والموارد وليس للصراع الديني المباشر.
أما في الشمال الغربي، تُروَّع المجتمعات من قبل العصابات الإجرامية المعروفة محليًا باسم "قطاع الطرق"، فهم يهاجمون القرى ويقتلون ويختطفون مقابل فدية ويشعلون النار في المنازل بعد نهبها.
وجاء قرار ترامب بعد أشهر من الضغوط التي مارسها مسؤولون أمريكيون، يزعمون أن المسيحيين في أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان يواجهون "إبادة جماعية"، وهو ادعاء تنفيه أبوجا.
وفي أوائل أكتوبر/تشرين الأول، اتهم السيناتور الأمريكي تيد كروز، وعضو الكونغرس، رايلي مور، الحكومة النيجيرية بغض الطرف عن "مذبحة" المسيحيين.
وقد لاقت تصريحاته صدى لدى عناصر من اليمين المتطرف الأوروبي، بمن فيهم العضو البولندي في البرلمان الأوروبي دومينيك تارسزينسكي.
كما لا يمكن فصل القرار عن مضمون ما جاءت به منظمة "الأبواب المفتوحة" غير الحكومية في تقرير لها أوضحت أن "89% من المسيحيين الذين قتلوا في جميع أنحاء العالم موجودون في دولة واحدة – نيجيريا".
غير أن محللين ومركز الأبحاث الأمريكي "بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة"، أكد أن عنف المتطرفين "عشوائي" ولا يراعي الاختلافات الدينية، مؤكداً أن الادعاءات بمقتل ما يصل إلى 100 ألف مسيحي "مبالغ فيها".
وسجّلت البيانات بين 2020 و2025 وقوع 389 حالة عنف استهدفت المسيحيين، وأودت بحياة 318 شخصًا، بينما استهدفت 197 هجومًا المسلمين، وأسفرت عن مقتل 418 شخصًا على الأقل.
وصرح كبير مستشاري ترامب للشؤون العربية والإفريقية، مسعد بولس، بأن الجماعات المسلحة في نيجيريا "تقتل مسلمين أكثر من المسيحيين".
وفي أبوجا اصطف سياسيون مع ترامب، حيث أشاد نائب السكرتير الوطني السابق للدعاية في حزب المؤتمر التقدمي النيجيري، تيمي فرانك، بقرار الرئيس الأمريكي بتصنيف نيجيريا "دولة مثيرة للقلق بشكل خاص" بسبب عمليات القتل المستمرة وانتهاكات حقوق الإنسان وفشل الحكومة في حماية المواطنين.
وفي بيان اليوم السبت، قال فرانك إن التصنيف الأمريكي كان نتيجة مباشرة لتسامح الحكومة النيجيرية مع الإفلات من العقاب، وفشلها في مقاضاة مرتكبي عمليات القتل الجماعي، والفساد المنهجي الذي يغذي انعدام الأمن.