رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي
كشفت زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إلى لندن ولقاؤه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، حجم التباعد بين رؤية بريطانيا وإسرائيل حول مستقبل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، مؤكدًا أن لندن لم تعد قادرة على التأثير في سياسات تل أبيب كما كان في الماضي.
وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن اللقاء الذي جرى يوم الأربعاء، في مقر رئاسة الوزراء البريطانية كان فرصة ضعيفة لتقريب وجهات النظر، بعدما تبين أن كلا الزعيمين يحملان رؤى متعارضة حول أمن إسرائيل وحكم الفلسطينيين الذاتي؛ فستارمر لا يزال يدعو إلى حل الدولتين مع ضمان ألَّا تُسيطر "حماس"، وإجراء انتخابات فلسطينية خلال عامٍ، وإعادة تشكيل السلطة الفلسطينية كشريك دائم للسلام.
وأمّا هرتسوغ، فقد تراجع عن هذه الرؤية بعد هجوم "حماس" في 7 أكتوبر 2023، معتبرًا أن الإسرائيليين، على الأقل حتى إطلاق سراح الرهائن وتحجيم "حماس"، ليسوا في وضعٍ نفسي يسمح لهم بالتفكير في الحكم الذاتي الفلسطيني.
وبحسب الخبراء فإن هذا التباين كان واضحًا أيضًا في المواقف من الهجوم الإسرائيلي على "حماس" في الدوحة، حيث أدان ستارمر الهجوم باعتباره انتهاكًا لسيادة قطر، بينما اعتبره هرتسوغ ضروريًا وشرعيًا لضمان أمن إسرائيل وإطلاق سراح الرهائن.
وكشفت مصادر مطّلعة أن الزيارة أبرزت أيضًا الضغوط الداخلية على بريطانيا؛ إذ أظهرت استطلاعات الرأي الحديثة تراجع دعم الرأي العام البريطاني لسياسات إسرائيل العسكرية في غزة.
ووفقًا لاستطلاعٍ حديث أجرته شركة "إيبسوس موري"، يرى 75% من العامة أن الإجراءات الإسرائيلية تجاوزت الحد، بينما يؤيد فقط 13% موقف إسرائيل، وما بين ناخبي حزب العمال، يعتقد 80% أن إسرائيل تجاوزت الحدود؛ ما يعكس غضبًا شعبيًا قد يقيد قدرة الحكومة على ممارسة نفوذها التقليدي.
ويرى مراقبون أن التحدي الأكبر بالنسبة لستارمر يتمثل في الموازنة بين الضغط الشعبي المؤيد لفلسطين والضغوط الدبلوماسية من إسرائيل وحلفائها، وهو ما يضع بريطانيا في موقع ضعف غير مسبوق في النزاع، وحتى في النقاش حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية، يدعم 44% من البريطانيين الفكرة، بينما يعتبر 41% أنها لن تؤثر في حل النزاع؛ ما يعكس إحباطًا متزايدًا من قدرة لندن على التأثير على الأرض.
وجاء في السياق أن اللقاء لم يقتصر على تعميق الخلافات بين الرؤى البريطانية والإسرائيلية فحسب، بل كشف أن لندن أصبحت محاصرة بين حلفائها والشارع الداخلي المؤيد لفلسطين؛ ما يجعل قدرتها على الوساطة الدولية في الصراع محدودةً أكثر من أي وقت مضى.
في نهاية المطاف، من المرجّح أن يكون اجتماع ستارمر وهرتسوغ كشف أن لندن فقدت كثيرًا من نفوذها التقليدي في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وأصبح موقفها محاصرًا بين الضغوط الإسرائيلية وغضب الرأي العام البريطاني.