تواصل الشخصيات الشعبوية في العالم، مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والسياسية اليمينية مارين لوبان في فرنسا، جذب عامة الناس، ما يكشف عن فجوة متسعة بين النخب السياسية، والجماهير التي يفترض أن تمثلها، بحسب صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.
ورغم محاولات الإدانة من وسائل الإعلام والسياسيين، يواصل هؤلاء القادة من الشعبويين، كسب التأييد بين فئات من الطبقات العاملة والمهمشة، وفق "لوفيغارو".
ويعتبر الخبراء، أن هذا الانقسام بين النخب والشعب، يمثل تحديًا مستمرًا للسياسة التقليدية في كل من الولايات المتحدة وفرنسا.
وبينما تزداد شعبية القادة الشعبويين، تتزايد أيضًا الانتقادات للطبقات الحاكمة التي تبدو عاجزة عن التصدي لهذه الموجة الشعبية.
وأوضحت الصحيفة، أنه في الولايات المتحدة، نجح ترامب في جذب مجموعة متنوعة من الناخبين، بما في ذلك الأقليات والطبقات العاملة، وهو ما جعله يتفوق على كامالا هاريس في انتخابات 2024.
واعتبرت "لوفيغارو"، هذا التحول السياسي، دليلاً على تزايد رفض الناخبين لتصنيفهم في كتلة ثابتة، حيث أظهروا رغبتهم في التعبير عن آمالهم، بدلاً من تلبية أجندات سياسية قائمة على الهوية.
وحتى مارين لوبان التي تتعرض للاتهام الدائم بأنها تمثل "اليمين المتطرف"، فإنها تجذب مؤيدين من الطبقات الشعبية الذين يرون في حزبها "التجمع الوطني المتطرف"، الصوت الوحيد الذي يعبر عن مخاوفهم، بحسب التقرير.
وأثبتت لوبان، أن نجاحها لا يعتمد فقط على رفض النخب السياسية، ولكن أيضاً على قدرتها على معالجة القضايا اليومية مثل الأمن والتوظيف، الأمر الذي جعلها تحظى بشعبية واسعة في المناطق التي تشعر بالتهميش.
وبحسب الصحيفة، فإنه بعد الانتقادات المستمرة التي تواجهها لوبان، بما في ذلك الارتباط بالحركات المتطرفة، ابتعدت عن تبني إستراتيجيات ترامب في هذه الانتخابات.
ورغم إشادة لوبان بفوز ترامب، إلا أن ردها كان حذرًا، لتجنب أي صلة مع الأحداث السياسية المأساوية التي شهدها الكونغرس الأمريكي في 2021.
ولفتت الصحيفة، إلى أن لوبان، تفضل الحفاظ على مسافة من ترامب، لتجنب صورة سلبية، قد تؤثر على دعمها داخل فرنسا.
ومن ناحية أخرى، يواصل حزب "فرنسا الأبية" بقيادة جان لوك ميلانشون، انتقاد اليسار التقليدي، مستفيدًا من نجاحات ترامب، كدليل على فشل السياسات المعتدلة.
ويرى ميلانشون، أن الحل يكمن في اعتماد أسلوب راديكالي، لمواجهة اليمين الشعبوي، وهو ما يعكس إستراتيجيات ترامب نفسها في بعض الجوانب.
وختمت الصحيفة، بالقول: "يبدو بأن الحلول الجذرية، لن تكون ممكنة، إلا إذا تمكنت النخب السياسية من الاقتراب أكثر من القضايا التي تهم المواطن العادي، بدلاً من التركيز على الجدل الثقافي أو السياسي".