قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إن بلاده مستعدة للنظر في أي مقترحات جديدة للتعاون تُقدمها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرًا إلى أن هذه المقترحات "ستُدرس في الأمانة العامة للمجلس".
وتُعد هذه التصريحات بمرتبة إشارة إلى احتمالية فتح صفحة جديدة في العلاقات بين طهران والوكالة، خاصة في ظل التوترات الأخيرة المتعلقة بملفها النووي.
وأضاف لاريجاني، في منشور عبر صفحته الرسمية على منصة "إكس"، أن طهران "ستعيد النظر في اتفاق القاهرة إذا تم تفعيل آلية الزناد من قبل الدول الأوروبية الثلاث".
ويأتي هذا التصريح بعد أسابيع من الهجوم الإعلامي الذي شنّه لاريجاني على غروسي خلال الحرب الأخيرة، حين قال إن "المدير العام للوكالة يعلم أن إيران لا تسعى إلى السلاح النووي، فلماذا قدّم تقريراً يخدم أجندة واشنطن وتل أبيب؟".
وكان تقرير الوكالة الصادر في 8 يونيو/حزيران الماضي قد شكّل الذريعة لاعتماد قرار مجلس محافظي الوكالة ضد طهران، واعتبرته إيران “تقريراً مسيّساً ومخالفاً للواقع”، فيما أشار لاريجاني اليوم إلى أن “المرحلة المقبلة تعتمد على مقترحات عملية من الوكالة، وليس على تقارير مسيّسة”.
وأكد لاريجاني، في مؤتمر صحفي مع مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، أن الاتفاق الذي أُبرم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في القاهرة بشأن آلية التفتيش داخل إيران أصبح "كأن لم يكن" بعد تفعيل "آلية الزناد".
وأوضح لاريجاني أن الاتفاق المذكور كان ينظم إجراءات التفتيش الفني في المواقع النووية الإيرانية عقب الهجمات التي شنّتها إسرائيل والولايات المتحدة على بعض المراكز النووية، لكنه فقد شرعيته بعد التطورات الأخيرة في مجلس الأمن وتفعيل آلية إعادة العقوبات.
ويأتي هذا الموقف بعد تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي التي أعلن فيها أن التفاهم الذي وُقّع بينه وبين المدير العام للوكالة رافائيل غروسي "لم يعد ساري المفعول"، مؤكداً أن الوكالة انحازت لمواقف غربية وأخلّت بالتزاماتها المهنية.