قال النائب الفخري عن حزب التحالف الفلمنكي الجديد في بلجيكا فرانك كريلمان، إن التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل يُمثّل تهديدًا وجوديًا لاستقرار المنطقة بأكملها، مؤكداً أن المأزق الأوروبي في التعامل مع هذه الأزمة يعكس انقسامًا بنيويًا في السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وأضاف كريلمان، لـ"إرم نيوز"، أن "الملف النووي الإيراني لم يعد مجرد تهديد نظري، بل تحوّل إلى قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار، خاصة مع تصاعد دعم طهران للميليشيات المسلحة في لبنان واليمن والعراق، ما يخلق حالة من المواجهة غير المباشرة لكنها بالغة الخطورة".
وأوضح النائب البلجيكي أن "المأزق الأوروبي في التعامل مع هذه الأزمة يعكس انقسامًا بنيويًا في السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، إذ تتصارع المصالح الاقتصادية مع الضغوط الانتخابية، بينما تتعقّد المأساة الإنسانية في غزة يومًا بعد يوم، ما يجعل من الصعب تحقيق أي تقدّم نحو حلول دائمة".
وأشار إلى أن "الوضع في الشرق الأوسط لا يزال متوتّرًا مع تصاعد الأعمال العدائية بين إيران وإسرائيل، ما يُفاقم مناخ عدم الاستقرار في المنطقة".
وقال كريلمان إن "إيران، الخصم اللدود لإسرائيل، كثّفت دعمها لجماعات بالوكالة، مثل حزب الله في لبنان وجماعة الحوثيين في اليمن، ما أثار قلق تل أبيب. وردًا على ذلك، شنّت إسرائيل غارات جوية على أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، وحذّرت علنًا من طموحات إيران النووية".
وأوضح أن "هذه الديناميكية الانتقامية تصاعدت بشكل ملحوظ، خاصة بعد أن استهدفت الميليشيات المدعومة من إيران المصالح الإسرائيلية والأمريكية في مختلف أنحاء المنطقة. في غضون ذلك، أدّت الانقسامات السياسية الداخلية في إسرائيل، إلى جانب الصراع المستمر في غزة والضفة الغربية، إلى زيادة الضغط على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
وأشار كريلمان إلى أن "الأزمة الإنسانية في غزة تتدهور باستمرار وسط قلق دولي متزايد".
وحول الموقف الأوروبي من هذا الصراع، خاصة بعد مرور أسبوع دون بوادر لحل قريب، أوضح كريلمان أن "الاتحاد الأوروبي يواجه معضلة حادة في تحديد موقفه من إسرائيل بسبب الحرب في غزة، إذ يتصارع تياران داخله: اليسار، الذي يعتمد على أصوات الجاليات المسلمة في أوروبا الغربية، واليمين، الذي يعارض الهجرة ويزداد نفوذه في الانتخابات".
وأضاف أن "هذه الانقسامات تدفع المفوضية الأوروبية غير المنتخبة إلى تبني مواقف مترددة تقتصر على البيانات الدبلوماسية، دون اتخاذ إجراءات حاسمة، ما يعكس عجز أوروبا عن اتخاذ مواقف واضحة في ظل تناقضاتها الداخلية".
وختم كريلمان حديثه بالقول: "هذا يُقلق المفوضية الأوروبية غير المنتخبة، التي تميل إلى موقف الصمت التام، وتمارس عملها كالمعتاد، رغم أن المنطقة والعالم على شفا انفجار واسع".
