أكد وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف ضرورة أن تتبنى طهران استراتيجية تفاوض متعددة المسارات تشمل ملفات أمنية واقتصادية وسياسية، مشدداً على أن الوقت ليس في مصلحة إيران، وأن الأشهر المقبلة ربما تكون أكثر صعوبة للتوصل إلى تفاهمات جديدة.
وقال ظريف، في حوار نشرته صحيفة "هم ميهن" الإيرانية الإصلاحية اليوم الثلاثاء، إن إيران اليوم بحاجة إلى إصلاح داخلي يوازي جهودها الدبلوماسية.
وأوضح أن مكافحة الفساد وحماية الاستثمارات المحلية تمثلان "الشرط الأول لاستعادة الثقة الشعبية وتعزيز القوة الوطنية في مواجهة التحديات الخارجية".
ودافع ظريف عن خيار التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، مؤكداً أن الحوار يبقى الخيار الأكثر عقلانية لإيران في ظل التحديات الراهنة. وحذر من أن تأجيل المفاوضات أو تجاهلها "لن يخدم المصالح الوطنية".
وقال ظريف إنّ "الذين يريدون من التفاوض أن يكون طريقاً للحصول على مكاسب دون تقديم أي تنازلات، لا يعرفون أبجدية التفاوض"، مضيفاً أن المفاوضات الحقيقية تعني استخدام جميع عناصر القوة الوطنية والتعامل مع الواقع من موقع الثقة لا الضعف.
وأشار ظريف إلى أن التجربة أثبتت أن "الانسحاب من طاولة الحوار يترك إيران في موضع الاتهام أمام شعبها والعالم"، معتبراً أن استمرار التواصل مع القوى الكبرى لا يعني التنازل عن الثوابت، بل يمثل إدارة ذكية للصراع.
وانتقد ظريف النهج المتشدد الذي عطّل فرص إحياء الاتفاق النووي خلال السنوات الماضية، لافتاً إلى أن "الفرصة الذهبية" لإعادة واشنطن إلى الاتفاق في مطلع عهد الرئيس السابق جو بايدن ضاعت بسبب سوء التقدير الداخلي وتردد بعض الأطراف الأوروبية.
وفي تعليقه على العلاقات الإقليمية، قال ظريف إن إيران لا تملك "قوات نيابة" في المنطقة كما يروّج البعض، بل تدعم "حركات المقاومة" من منطلق قيمي واستراتيجي، وفق قوله.
وأشار إلى أن على طهران الاستفادة من تباين المواقف بين واشنطن وتل أبيب وبعض الدول العربية لتثبيت موقعها الإقليمي.
وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء، اتهمت وزارة الخارجية الإيرانية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتناقض بين تصريحاته وسلوك بلاده، مؤكدة أن "ادعاء الرغبة في السلام لا ينسجم مع الجرائم والاعتداءات الأمريكية ضد إيران".
وقالت الخارجية الإيرانية إن الإيرانيين "منفتحون على الحوار والتفاعل"، مشددة في الوقت نفسه على أن طهران "ستتعامل بحزم للدفاع عن مصالحها العليا".
وجاء البيان الإيراني ردّاً على تصريحات أدلى بها ترامب أمام الكنيست الإسرائيلي يوم الاثنين، قال فيها إنه "يمد يده بالتعاون حتى نحو إيران التي تسببت بسياسات مدمّرة في الشرق الأوسط".