قال وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف إنّ الولايات المتحدة لم تعد تسعى لإسقاط النظام في إيران، بعدما أدركت أن أي تغيير جذري سيقود إلى انهيار الدولة، وهو ما يصبّ في مصلحة إسرائيل ويضرّ بالمصالح الأمريكية.
وأوضح ظريف، الأربعاء، في ندوة بعنوان "إيران بعد الاتفاق النووي ومستقبل النظام العالمي"، عقدها معهد دراسات إيران وأوراسيا في طهران، أن "واشنطن انتقلت من سياسة تغيير النظام إلى سياسة إضعاف الجمهورية الإسلامية، بعد أن فقدت الأمل في تغيير سلوكها".
وأضاف أن "إسرائيل حاولت إقناع الأمريكيين بأن انهيار النظام في طهران لا يعني انهيار إيران، لكنّ واشنطن وأوروبا توصّلتا إلى قناعة معاكسة مفادها أن سقوط الجمهورية الإسلامية يعني تفكك إيران".
وأكد أن "الولايات المتحدة تبحث اليوم عن طريق لتجنّب الحرب، كما أن على إيران أن تسعى للحل نفسه"، مشيراً إلى أنه "إذا أمكن تصميم صفقة مشرفة تحفظ مصالح إيران وتُرضي نزعة ترامب إلى الزعامة الذاتية، فإن ذلك سيكون نهاية الصراع".
وفي تصريحاته الأخرى خلال الندوة، شدد الوزير الأسبق على أن "هزيمة أمريكا ممكنة، ويمكن في الوقت نفسه التأثير داخلها، شرط أن نؤمن بأنفسنا"، مضيفاً: "نحن نؤمن بكل شيء إلا بالدبلوماسية، وهذه مشكلتنا الأساسية".
وفيما يتعلق بالمفاوضات المستقبلية، قال ظريف إن "حلّ الأزمة النووية اليوم لم يعد ممكناً عبر الملف النووي وحده كما كان في السابق"، داعياً إلى تصور جديد يشمل قضايا أوسع من شأنها أن تتيح أخذ مقابل لكل تنازل تقدّمه طهران.
وتابع: "القيادات العسكرية الإيرانية قالت سابقاً إننا لن ننتج صواريخ يتجاوز مداها ألفي كيلومتر، لكن لماذا منحت هذه الورقة من دون مقابل؟ لأن غياب الحوار يضطرنا أحياناً إلى تقديم تنازلات مجانية لتفادي الضرر".
وختم ظريف بالقول إنّ "كل من هاجم إيران فشل في جعل الإيراني يشبهه، ولهذا يجب أن نحافظ على العامل الأهم في قوتنا، أي الشعب".
