logo
العالم

"ردع غير متكافئ".. الهجوم الأوكراني رسالة مزدوجة لموسكو والحلفاء

"ردع غير متكافئ".. الهجوم الأوكراني رسالة مزدوجة لموسكو والحلفاء
ضباط أوكرانيون يستخدمون طائرات مسيرة المصدر: رويترز
03 يونيو 2025، 2:58 ص

نفّذ جهاز الأمن الأوكراني هجومًا بمسيّرات أطلق عليه اسم "شبكة العنكبوت" استغرق التحضير له 18 شهرًا على أربع قواعد جوية داخل العمق الروسي، أسفر عن تدمير وتعطيل أكثر من 40 مقاتلة بعضها قادر على حمل رؤوس نووية.

الهجوم الأوكراني الذي وصِف بـ "الجريء وغير المسبوق" شكل ضربة رمزية واستراتيجية لموسكو، كاشفًا عن خلل أمني كبير في تأمين المنشآت الجوية داخل العمق الروسي، كما أسهم برفع معنويات الأوكرانيين وسط الضغوط الميدانية والأمريكية المتزايدة على القيادة في كييف، وفق مراقبين.

ويرى مراقبون، أن الهجوم الأوكراني الذي أتى قبيل جولة محادثات جديدة بين موسكو وكييف يمثل تحولًا في قواعد الاشتباك يَشي بأن أوكرانيا لا زالت قادرة على الرد رغم اختلال موازين القوى، وأن التفوق العددي والتسليحي لا يمنح موسكو، التي التزمت الصمت رسميًّا في مشهد يوحي بحالة من الارتباك أكثر من التجاهل، حصانة من الاختراقات.

ويُعد الهجوم رسالة واضحة لحلفاء أوكرانيا الغربيين، بأن كييف لا تزال قادرة على استغلال نقاط ضعف روسيا وإفشال خططها الحربية، رغم تفوقها عدديًّا وتسليحيًّا.

ويوم الأحد، استهدفت مسيرات أوكرانية مخبأة بمنازل متنقلة وأكواخ على شاحنات مسطحة، أربع قواعد جوية روسية، زعم مسؤولون أوكرانيون أن الهجوم المباغت صدم روسيا وقلّل قدرتها على التهديد بهجوم نووي أو شن ضربات صاروخية على أوكرانيا ودول أخرى. 

دفعة معنوية هائلة 

وأعلنت أوكرانيا مسؤوليتها عن العملية، وسرعان ما نشر الرئيس فولوديمير زيلينسكي صورًا له وهو يعانق رئيس الجهاز، الفريق أول فاسيل ماليوك، احتفالًا بالهجوم بعد عودة جميع العناصر التي نفذت العملية من روسيا قبل بدء الهجوم.

وقالت أوكرانيا إن الطائرات المتضررة أو المدمرة، والتي كان بعضها قادرًا على حمل أسلحة نووية، شملت طائرات من طراز A-50 وTu-95 وTu-22 M3 وTu-160، وهي طائرات قالت كييف إن روسيا استخدمتها كل ليلة تقريبًا لقصف أوكرانيا.

أخبار ذات علاقة

جنود أوكرانيون على خط المواجهة مع القوات الروسية

تصعيد متعدد الجبهات.. قصف روسي على كييف وزابوريجيا تغرق في الظلام

في أوكرانيا، نجح الهجوم في إضفاء قدر من التفاؤل الذي كانت في أمس الحاجة إليه في مجتمع حوصِر أكثر من ثلاث سنوات من الحرب الشاملة، وأُنهك بسبب ما يراه كثيرون ضغوطًا أمريكية غير مبررة للاستجابة للمطالب الروسية حتى دون ضمانات أمنية.

قال النائب الأوكراني رومان كوستينكو، أمين لجنة الأمن القومي في البرلمان: "خسارة العدو لعشرات القاذفات الاستراتيجية تُشكّل ضربةً قاصمة لقدرته على ابتزاز العالم بضربات صاروخية".

وقال مسؤول أوكراني سابق، تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته لصحيفة "واشنطن بوست": "الهجوم وفّر دفعة معنوية هائلة للمجتمع والجنود (...) أوكرانيا لن تتنازل وأي تسوية هي السبيل الوحيد لوقف الحرب مؤقتًا".

 وأضاف: "الهجوم حسّن سمعة جهاز الأمن الأوكراني بشكل كبير، و"يستحق أن يُذكر في كتب التاريخ".

القدرات الروسية 

وتوقع محللون غربيون أن تعيق الضربات قدرة روسيا على إطلاق صواريخ كروز على أوكرانيا، وقد تُجبر موسكو على تخصيص موارد كبيرة لحماية القواعد الجوية بشكل أفضل، مرجحين أن لا يُحدث الهجوم تغييرًا كبيرًا في مسار الحرب، إذ لا تزال موسكو تملك ما يكفي من الطائرات لمواصلة قصف المدن والبنية التحتية الأوكرانية.

وقال صامويل بينديت، خبير الطائرات دون طيار ومستشار برنامج الدراسات الروسية في مركز التحليلات البحرية، وهي منظمة بحثية وتحليلية غير ربحية في واشنطن، إن الدفاعات الجوية في القواعد الروسية صُممت على الأرجح لرصد المسيرات الأكبر حجمًا التي تعمل على مسافات بعيدة، مرجحًا أن الرادارات لم تتمكن من رصد مسيرات " FPV" صغيرة الحجم التي توجَّه بواسطة طيار باستخدام كاميرا ذات منظور الشخص الأول.

وأشار بينديت إلى أن من بين الطائرات المستهدفة طائرات مُحَدَّثة لكنها لم تعد قيد الإنتاج، معتبرًا أنه "من غير المنطقي إعادة بناء قاذفات تو-95 ذات المراوح، مع أن روسيا لم تستحوذ بعدُ على قاذفات الجيل التالي التي يُتوقع أن تحل محلها".

صمت روسي 

خيمت حالة من الصمت المطبق على المسؤولين الروس ووسائل الإعلام الرسمية، حيث خصصت كل من قناتي "القناة الأولى" و"روسيا-1" الحكوميتين الروسيتين 40 ثانية من وقت البث لهذا الهجوم وبحلول صباح الاثنين، اختفت الأخبار من نشرات الأخبار، وفقًا لموقع "أجنتسفو" الروسي.

كتب فلاديمير باستوخوف، المختص بالشأن الروسي: "أذكى ما يمكن أن يفعله بوتين الآن هو عدم الرد فورًا. أفضل رد فعل له هو تأجيل رده، وهو ما يجيده".

أخبار ذات علاقة

جسر للسكك الحديدية بعد انهياره في بريانسك

عبوات ناسفة وتفجير قطارات.. كيف تحول العمق الروسي إلى ساحة هجمات مفتوحة؟

وأضاف: "لا يملك بوتين الكثير من التحركات "الجيدة" المبهرة في الوضع الراهن (...) أوكرانيا لا تملك منشآت مماثلة يمكن تدميرها دون خسائر فادحة في صفوف المدنيين وأضرار جسيمة بالبيئة... وهو ما من شأنه أن يصدم ترامب المضطرب أصلًا".

وقال المدون العسكري المؤيد للكرملين ميخائيل زفينتشوك، الذي يدير قناة ريبار تيليغرام: "الهجوم من شأنه أن يسبب "ضررًا أخلاقيًّا ونفسيًّا" كبيرًا وأن عملية أوكرانيا لم تكن تهدف فقط إلى استغلال الثغرات في الدفاع، ولكن أيضًا إلى "خلق توتر هائل" في المجتمع وتشويه سمعة الأجهزة الأمنية".

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC