الخارجية الإيرانية: طهران تخفض مستوى العلاقات الثنائية مع أستراليا
مع مرور 3 سنوات على الحرب الروسية-الأوكرانية، يظل نقص القوات البشرية من أبرز التحديات التي تواجه كييف.
فبالرغم من تعويض النقص في المعدات عبر الإمدادات الغربية، إلا أن العدد المحدود من الجنود يعيق قدرة أوكرانيا على الدفاع بفعالية ضد الهجوم الروسي، خاصة على خط المواجهة الممتد نحو 1200 كيلومتر.
أفاد مكتب المدعي العام الأوكراني بأن القوات المسلحة شهدت منذ بدء الحرب أكثر من 250 ألف حالة فرار، تشمل الغياب دون إذن والفرار من الجبهة.
ووفق الأرقام الرسمية، فقد سجلت 10,400 حالة في 2022، و25,558 حالة في 2023، و91,140 حالة في 2024، بينما بلغ عدد حالات الفرار بين يناير ويوليو 2025 نحو 120,900 حالة، بمعدل 576 يوميًا.
يشير هذا التزايد السريع إلى إرهاق الجنود المستمر وتفاقم الضغط على القوات، وهو رقم يفوق عشرة أضعاف معدلات الفرار في الجيش الروسي خلال نفس الفترة.
كما تم فتح أكثر من 250 ألف قضية جنائية وفق المادة 407 من القانون الأوكراني، والتي تتعلق بالتخلي غير المصرح به عن وحدة عسكرية؛ وقد تم توجيه الاتهام إلى نحو 15,564 شخصًا بتهمة الغياب غير المصرح به، و1,248 شخصًا بتهمة الهروب، وفقًا لصحيفة "يورسيان تايمز".
تستفيد روسيا من فائض كبير في القوات، حيث نشرت نحو 650 ألف جندي في أوكرانيا منذ بداية الحرب، مع تجنيد شهري يتراوح بين 50 و60 ألف جندي جديد.
وهذا التوازن يتيح للجيش الروسي تناوب قواته على الخطوط الأمامية لفترات تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر، ما يحافظ على الروح المعنوية والكفاءة القتالية.
وبحسب معهد دراسات الحرب، لا تستطيع أوكرانيا حشد سوى 200 إلى 300 ألف جندي، مقارنة بـ 650 ألفًا لروسيا، ما يضطر الجنود الأوكرانيين للانتشار لفترات طويلة دون راحة، ويزيد من إرهاقهم البدني والنفسي، ويجعلهم أكثر عرضة للفرار من الجبهات.
أجبرت القيادات الأوكرانية الفنيين والموظفين العسكريين على الانتقال من مهامهم الأساسية إلى الخطوط الأمامية، بما في ذلك صيانة الطائرات والقوات اللوجستية، وفق اعتراف الفريق أول ألكسندر سيرسكي؛ حيث إن هذه التحويلات تؤدي إلى تآكل القدرة العملياتية للقوات على المدى الطويل.
ومع استمرار الحرب، لا تمتلك أوكرانيا حلولاً سريعة لمشكلة نقص الجنود، ويُتوقع استمرار معدلات الفرار المرتفعة في الأشهر المقبلة.
ويشكل هذا الواقع تحديًا كبيرًا لقدرة كييف على الدفاع عن أراضيها، ويزيد من الضغوط النفسية والإستراتيجية على الجيش الأوكراني، مما يضع مستقبل العمليات العسكرية في موقف غير مستقر.