كشفت مقابلة أجرتها مجلة "فورين بوليسي"، مع وزير الدفاع ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأسبق ليون بانيتا عن تصاعد القلق داخل الولايات المتحدة وخارجها بشأن فضيحة "سيغنال غيت"، التي تتعلق باستخدام شبكة غير آمنة ودمج صحفي مدني في محادثات حساسة مع كبار قادة الأمن القومي.
رغم تأكيدات البيت الأبيض أن القضية قد أُغلقت، فإن الضغوط تتصاعد من الكونغرس الأمريكي بشقيه الجمهوري والديمقراطي، وسط مطالبات بإجراء تحقيق شامل ومستقل في هذه الفضيحة التي تهدد الثقة بالمؤسسات الأمنية الأمريكية، وحتى علاقاتها مع شركائها الدوليين.
وصرّح بانيتا للمجلة أنه تلقى اتصالات من مسؤولين أجانب "قلقين للغاية" من تداعيات "سيغنال غيت"، وخصوصًا على تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الولايات المتحدة وشركائها، بمن في ذلك أعضاء تحالف "العيون الخمس" وحلف الناتو.
وأوضح بانيتا "إذا اعتقد شركاؤنا أن مواد حساسة قد تم تسريبها أو إساءة التعامل معها، فقد يترددون في مشاركة معلومات استخباراتية بالغة الأهمية معنا، وهذا يُعرّض أمننا للخطر".
ترامب وبوتين: من يضغط على من؟
لكن ما أثار قلقا أوسع في حديث بانيتا لم يكن فقط الفضيحة الأمنية، بل نهج الرئيس ترامب في التعامل مع موسكو، والذي وصفه بـ"نهج التحفيز لا الردع".
في الوقت الذي يمارس فيه ترامب ضغوطا صارمة على كييف لوقف القتال، فإنه يتجنب ممارسة ضغوط فعلية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رغم استمرار الحرب وتزايد الخسائر.
وفي وقت علّق فيه ترامب مؤخرا على بوتين بانتقاد نادر لتشكيكه في شرعية الرئيس الأوكراني زيلينسكي، إلا أن هذه التصريحات لم تُترجم إلى تحرك سياسي أو اقتصادي فاعل، بحسب المجلة.
قلق داخل الناتو
وتطرقت المقابلة أيضا إلى سعي ترامب لضم جزيرة غرينلاند بالقوة إذا لزم الأمر، وهو ما عدّه بانيتا تهديدا لحليف في حلف شمال الأطلسي.
وقال إن دعم حلف الناتو، لا تقويضه، هو ما يجب أن يمثل أولوية استراتيجية للولايات المتحدة، خصوصا في مواجهة التهديد الروسي المتصاعد.
و أقرّ بانيتا بأن غياب استراتيجية واضحة لدى ترامب في ملفات الأمن القومي، من الحرب في أوكرانيا إلى إيران، ومن تغيّر المناخ إلى المساعدات الدولية، يخلق ارتباكا يهدد مصداقية الولايات المتحدة على الساحة العالمية.