ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
اتّهم فولوديمير زيلينسكي، موسكو، الثلاثاء، بالعمل على "كسب الوقت" لمواصلة الحرب ضد كييف، غداة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الطرفين سيجريان مفاوضات مباشرة عقب تواصله هاتفيًّا مع نظيريه الروسي والأوكراني، وفق "فرانس برس".
تحدث ترامب هاتفيًّا، الاثنين، إلى كل من زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد لقاء بين مسؤولين روس وأوكرانيين في إسطنبول الجمعة، في أول محادثات مباشرة بين الطرفين منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من ثلاث سنوات.
لكن روسيا لم تقدّم أي تنازلات سواء بعد محادثات اسطنبول أو في الاتصال الهاتفي مع ترامب، مع مواصلة بوتين رفض مقترح هدنة لمدة ثلاثين يومًا تقدّمت به كييف وحلفاؤها الغربيون.
والثلاثاء أكّد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن ترامب أيضا لم يقدّم أي تنازلات، وسط إحباط في واشنطن وكييف إزاء موقف روسي يبدو أشبه بالمماطلة.
وقال ترامب إن اتصاله الذي استمر ساعتين مع بوتين، وهو الثالث حتى الآن هذا العام، حقق اختراقًا.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الثلاثاء، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ أن الرئيس دونالد ترامب لم يُقدّم "أي تنازلات" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رافضًا الانتقادات الموجهة إليه بشأن سياسة إدارته تجاه أوكرانيا.
ويسعى الرئيس الجمهوري للتوصل إلى اتفاق صعب المنال لإنهاء الحرب، تنفيذا لوعده الانتخابي بوضع حد لها في غضون 24 ساعة.
لكن بوتين رفض مرة أخرى الدعوة إلى وقف إطلاق نار دائم وفوري وغير مشروط، وقال في المقابل إنه مستعد للعمل مع أوكرانيا على "مذكرة" تحدد خريطة طريق محتملة ومواقف مختلفة بشأن إنهاء الحرب.
وتشعر موسكو بالثقة مع تقدم قواتها في ساحة المعركة واستئناف ترامب الحوار مع بوتين بعد قرابة ثلاث سنوات من تجاهل الغرب لزعيم الكرملين.
وقال المحلل السياسي الروسي كونستانتين كالاتشيف لوكالة فرانس برس إن "المذكرة تمنح روسيا الوقت ... وقف الأعمال الحربية ليس شرطًا لذلك؛ ما يعني أن روسيا يمكن أن تواصل هجومها".
وصرّح زيلينسكي الاثنين أن ليس لديه تفاصيل بشأن هذه "المذكرة"، لكنه مستعد للنظر في أفكار روسيا.
ورأى المحلل السياسي الأوكراني فولوديمير فيسينكو أن مكالمات ترامب الأخيرة زادت حالة الغموض.
وأوضح "هذه المحادثة لم تفشل فقط في توضيح مستقبل المفاوضات، بل زادت إرباك الوضع".
وأضاف أن ترامب وقع في فخ محاولة بوتين استخدام المحادثات "كغطاء لمواصلة الحرب وتصعيدها". وفي موسكو، سادت روح التحدي والثقة.
وقالت مارينا، البالغة 70 عامًا، وهي امرأة متقاعدة عملت مهندسة "أعتقد أننا لسنا بحاجة إلى هذه المفاوضات، سننتصر بأي حال".
تحاول أوكرانيا وأوروبا الضغط على ترامب كي يفرض على موسكو حزمة جديدة ضخمة من العقوبات بعد امتناع بوتين عن التوجه إلى تركيا لمحادثات مباشرة مع زيلينسكي.
واتهمت كييف مفاوضي موسكو بتقديم مطالب غير واقعية في محادثات إسطنبول، بما في ذلك المطالبة بالاحتفاظ بمساحات واسعة من الأراضي، وهو ما ترفضه أوكرانيا.
وصرح زيلينسكي الاثنين، أن على كييف وحلفائها "بذل جهود حثيثة" لإقناع ترامب بضرورة فرض المزيد من العقوبات.
وأقر الاتحاد الأوروبي رسميًّا، الثلاثاء، الحزمة السابعة عشرة من العقوبات على موسكو والتي تستهدف 200 سفينة مما يُسمى "أسطول الظل" الروسي؛ ما أثار غضب روسيا.
وقال كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي وكبير المفاوضين الاقتصاديين مع الولايات المتحدة إن "ساسة الغرب ووسائل الإعلام يبذلون جهودًا جبارة لتعطيل الحوار البناء بين روسيا والولايات المتحدة".
صمدت روسيا في وجه العقوبات وأعادت توجيه إمداداتها الحيوية من النفط والغاز إلى الهند والصين.
وألمح ترامب إلى إمكان المضي قدمًا بانفتاح تجاري كبير على روسيا بعد انتهاء الحرب، إلا أن روبيو شدّد الثلاثاء على أن الرئيس الأمريكي لم يقدّم أي تنازلات.
في إشارة إلى بوتين، قال روبيو "لم يحصل على أي تنازل".
كذلك، أعلنت الصين الحليف الرئيس لروسيا، الثلاثاء، دعمها للحوار المباشر.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماو نينغ "نأمل أن تواصل الأطراف المعنية الحوار... للتوصل إلى اتفاق سلام عادل ودائم وملزم، ومقبول من جميع الأطراف".