مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان

logo
العالم

ليس من أجل المعادن فقط.. لماذا من المهم أن يزور ترامب آسيا الوسطى؟

ترامب وميلانياالمصدر: رويترز

أسقط الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، آسيا الوسطى، من جولته في القارة الأسبوع الماضي، مفوّتاً، بحسب تقرير لمجلة "ناشيونال إنترست"، فرصة أن يكون أول رئيس للولايات المتحدة يفعل ذلك منذ استقلال دولها عن الاتحاد السوفيتي عام 1991.

وترى المجلة أن الزيارة القادمة لترامب إلى آسيا من الضروري أن تشمل الجزء الأوسط منها، إذ ستُظهر حينها اهتمام الولايات المتحدة بالمنطقة، وتضيف زخماً للتعاون المعدني الحيوي، محوّلة إرث طريق الحرير القديم إلى فرصة دبلوماسية حديثة.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الصيني شي والرئيس الأمريكي ترامب

ضغوط مزدوجة.. هل تحقق دول آسيا والمحيط الهادئ "التوازن المرن" بين واشنطن وبكين؟

لآلاف السنين، سيطر الإسكندر الأكبر وجنكيز خان وتيمورلنك على طريق الحرير، الذي كان يتحكم بثروة آسيا الوسطى ونفوذها، أما اليوم فيمثل هذا الإرث فرصة مختلفة، وعبر دبلوماسية اقتصادية، ستُثبت زيارة ترامب أن أمريكا مستعدة للعب دور مهم في المنطقة، التي كانت غائبة عن الأنظار لعقود، لكنها أصبحت الآن محط اهتمام بفضل ثروتها المعدنية الهائلة وموقعها الاستراتيجي. 

في قمة مجموعة الدول الخمس زائد واحد التي تجمع قادة كازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان في واشنطن، ستكون زيارة رئاسية إشارة قوية إلى التزام أمريكي بمستقبل المنطقة الاقتصادي والجيوسياسي، كما ترى "ناشيونال إنترست".

وتسعى دول آسيا الوسطى جاهدة إلى جذب انتباه واشنطن، فمؤخراً، وقّعت كازاخستان وأوزبكستان صفقات بمليارات الدولارات مع شركات أمريكية مثل بوينغ لشراء طائرات وقاطرات، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ اعتبرت هذه الاتفاقيات محاولة مباشرة لاستمالة ترامب. 

أما أذربيجان، رغم عدم انتمائها لآسيا الوسطى، فهي لاعب رئيس في التكامل الإقليمي، وقد عمّقت علاقاتها مع واشنطن من خلال قمة سلام مع أرمينيا في العاصمة الأمريكية، متجنّبة الوسطاء الروس والأوروبيين، واستعدادها للانضمام إلى قوة استقرار أمريكية في غزة.

وتبرز أذربيجان كمركز تواصل، موقعها بين روسيا وإيران في قلب الممر الأوسط الذي يربط آسيا الوسطى بأوروبا، كما تقود باكو منظمة الدول التركية لتنسيق النقل والتجارة والتدريبات العسكرية بين الدول الناطقة بالتركية.

"متعددة الاتجاهات"

وتتبع دول آسيا الوسطى سياسة خارجية "متعددة الاتجاهات" لتوازن بين القوى العظمى، لكن الولايات المتحدة غابت طويلاً، محصورة في قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية. أما نهج ترامب البراغماتي، الذي يركز على الأعمال، فيُرى كمباشر وخالٍ من الأيديولوجيا.

أخبار ذات علاقة

مقاتلة أمريكية من طراز "إف-35"

صواريخ ترامب تهبط في طوكيو.. سباق تسلّح جديد يشتعل في شرق آسيا

وعززت الحرب في أوكرانيا فرص التعاون، فمع تراجع نفوذ موسكو، ملأت بكين الفراغ، متجاوزة روسيا كأكبر شريك تجاري للمنطقة في 2023. لكن قادة آسيا الوسطى يخشون الاعتماد المفرط على الصين، من فخ الديون إلى فقدان السيادة.

وترى "ناشيونال إنترست" أنه من هنا تكمن الفائدة الأمريكية، مع احتكار الصين للمعادن النادرة، تحتاج واشنطن مصادر بديلة، تمتلك آسيا الوسطى احتياطيات وفيرة وبنية تحتية سوفيتية موروثة، وهي حريصة على استغلالها.

وفي هذا العام، أمر رئيس أوزبكستان شوكت ميرضيائيف، ورئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، بتطوير معالجة المعادن وجذب المستثمرين عبر استرداد الضرائب. والتقى ميرزيوييف في الجمعية العامة بشركات أمريكية مثل "تراكسس" و"إف إل إس ميدث" و"مدرسة كولورادو للمناجم" و"ماكينزي"، مما أسفر عن اتفاقية مليار دولار مع "تراكسس"، مركز تدريب تعديني، واستراتيجية ماكينزي لتحديث الصناعات الاستخراجية. 

المعادن وأشياء أخرى

النزاع التجاري الأمريكي-الصيني، الذي أشعلته قيود بكين على الصادرات، يبرز الحاجة إلى بدائل، فآسيا الوسطى توفرها، محيّدة الضعف الاستراتيجي لواشنطن، إذ لا تقتصر القيمة على المعادن، فالممر الأوسط يربط شرق آسيا بأوروبا، متجاوزاً روسيا وإيران. 

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

"لا شيء يجري بسهولة".. آسيا تختبر مهارات ترامب في عقد الصفقات

وزاد الشحن ستة أضعاف في خمس سنوات، ويتوقع تضاعفه ثلاث مرات بحلول 2030، كما تستثمر المنطقة بكثافة، فباكو توسع موانئها إلى 25 مليون طن، وكازاخستان وأوزبكستان تحدثان سككاً حديدية بمليارات الدولارات.

ووفق "ناشيونال إنترست"، فإن زيارة ترامب ستؤكد جدية أمريكا، خصوصاً أن خصومها يدركون أهمية الحضور، فقد زار الزعيم الصيني شي جين بينغ المنطقة 15 مرة، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين 77 مرة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC