أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على متن حاملة الطائرات "يو إس إس جورج واشنطن" في يوكوسوكا، وصول أول شحنة من الصواريخ الأمريكية جو-جو الموجهة للطائرات المقاتلة "إف-35" اليابانية، في خطوة وصفها محللون بأنها تعزز دفاعات اليابان الجوية وتعمّق التنسيق العسكري بين طوكيو وواشنطن، في مواجهة بكين وبيونغ يانغ.
وكشفت مصادر مطّلعة أن هذه الشحنة تشمل صواريخ AIM-120D الموجهة بالرادار طويلة المدى، وAIM-9X قصيرة المدى عالية الدقة، المصممة خصيصًا للطائرات من الجيل الخامس مثل "إف-35"، وبينما توفر AIM-120D القدرة على مهاجمة الأهداف قبل اكتشافها، فإن AIM-9X تمنح المرونة والسيطرة في الاشتباكات القريبة؛ ما يجعل الأسطول الياباني أكثر قدرة على الرد السريع والتفوق في أجواء بحرية متنازع عليها مثل بحر الصين الشرقي.
ويرى الخبراء أن هذه الخطوة جاءت في وقت تعيد فيه اليابان هيكلة قواتها الجوية، مع شراء 105 مقاتلات من طراز "إف-35 إيه" للقوات الجوية و42 مقاتلة من طراز "إف-35 بي" للقوات البحرية، جاهزة للعمل من حاملات الطائرات الخفيفة من طراز Izumo، وبذلك تصبح اليابان أكبر مشغل لمقاتلات "إف-35" خارج الولايات المتحدة.
من الناحية الاستراتيجية، تتيح الصواريخ الجديدة تعزيز الردع الإقليمي؛ إذ تمنع أي قوة معادية من السيطرة الجوية أو التفوق في الاشتباكات المباشرة، كما تعزز تكامل اليابان مع القوات الأمريكية والحليفة في المنطقة، ضمن شبكة قيادة وتحكم مشتركة تمتد من ألاسكا إلى غوام؛ ما يزيد من قدرة الرد الجماعي على أي تهديد محتمل.
كما أن زيارة ترامب لليابان تزامنت مع توقيع اتفاق ثنائي حول المعادن النادرة؛ ما يبرز التقارب بين الأهداف الاقتصادية والدفاعية بين الحليفين، ويعتبر المراقبون العسكريون أن هذه اللحظة ليست مجرد تسليم صواريخ، بل تتويج لسنوات من التخطيط والشراء وبناء التحالفات، حيث تصبح قوات "إف-35" اليابانية الآن، أداة حقيقية لتشكيل موازين القوى في مواجهة التحديات الإقليمية، بما فيها الاستفزازات الصينية وتهديدات كوريا الشمالية.