logo
العالم

ما مصير تخصيب اليورانيوم بعد "إنهاء" حرب إسرائيل وإيران؟

ما مصير تخصيب اليورانيوم بعد "إنهاء" حرب إسرائيل وإيران؟
منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية في نطنزالمصدر: AP
24 يونيو 2025، 1:32 م

مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر اليوم الثلاثاء، وقف الحرب الإيرانية الإسرائيلية، بعد قصف الحرس الثوري الإيراني قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر، تُثار تساؤلات جمة، بين الخبراء، حول مصير تخصيب اليورانيوم في المفاوضات النووية المقبلة.

ويعتقد خبراء أن الموقف المقبل في المفاوضات بين تل أبيب وطهران سيكون معقداً أكثر، وسيتوقف على عدد من العوامل الجيوسياسية والأمنية والتقنية، مقدمين، عبر هذه التطورات، عدة سيناريوهات محتملة، في ضوء ما أكدته واشنطن عن قضائها "كلياً" على القدرات النووية الإيرانية، إثر قصفها ثلاث محطات رئيسة هي "فوردو" و"نطنز" و"أصفهان".

"شلل مؤقت" في التخصيب

يشير الخبير السياسي علي أحمدي، إلى أن "خسائر قصف المنشآت النووية تتوقف على معرفة الأضرار التي حلّت بأجهزة الطرد المركزي والبنية التحتية الحيوية، ما قد يعني شللاً مؤقتاً في قدرة إيران على التخصيب"، مستطرداً، في الوقت نفسه، أن "إيران تمتلك خبرات علمية وبشرية قادرة على إعادة الإعمار خلال فترة زمنية متوسطة".

أخبار ذات علاقة

كبير مستشاري المرشد الإيراني علي شمخاني

شمخاني: إيران لا تزال تحتفظ بمخزونها من اليورانيوم المخصب

ويضيف أحمدي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "إيران سبق وهددت بالخروج الكامل من معاهدة منع الانتشار النووي، ما قد يعني تسريع تخصيب اليورانيوم إلى مستويات عسكرية (أكثر من 90%) كنوع من الردع"، مؤكداً أن "غياب الرقابة الدولية سيكون خطوة لصالح طهران وبرنامجها الخطير"، على حد تعبيره.

ويكشف أحمدي أن "إيران معروفة ببناء مرافق سرية وخطط لبناء منشآت تحت الأرض وفي عمق الجبال هي الأكثر تحصيناً، ما يعني أن أي قصف آخر سيدفعها إلى الاستفادة من الدروس العسكرية والبنية الموزعة والمعقدة لتجنب الضربات المستقبلية".

مفاوضات نووية "مكلفة"

طرأت تطورات متسارعة في الملف النووي الإيراني، مؤخراً، ولا سيما بعد إعلان ترامب موقفاً متشدداً من التخصيب، حيث تشير تقارير إلى أن إيران زادت من مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو مستوى قريب من الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة النووية.
 
ووفقاً لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنتجت إيران منذ فبراير الماضي حوالي 300 رطل من اليورانيوم المخصب بهذه النسبة، وسط تقارير أخرى تؤكد أن إيران نقلت نحو 500 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب من موقع نطنز ليلة 12-13 يونيو، وهي كمية تكفي لتصنيع عشر قنابل نووية تزن كل واحدة منها 1.5 طن.

أخبار ذات علاقة

 مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية

"تخصيب اليورانيوم".. معركة إيران "المعقدة" لامتلاك القنبلة النووية

العودة إلى المفاوضات

وبحسب خبراء، تمت عملية النقل بعد ساعات من صدور قرار من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، برئاسة رافائيل غروسي، بإدانة إيران وتحويل ملفها إلى مجلس الأمن الدولي.

وفي هذا الإطار، يقول الخبير السياسي محمد عربي، إن "عودة المفاوضات النووية بين طهران وتل أبيب، بعد وقف الحرب، ستهيئ الأجواء لعودة طاولة المفاوضات إنما بشروط جديدة، مثل فرض قيود أشد على البرنامج مقابل رفع تدريجي للعقوبات، وربما توافق طهران على تجميد مؤقت للتخصيب المرتفع مقابل مكاسب اقتصادية".

سيناريوهات التخصيب

ويؤكد عربي أن "عدة سيناريوهات محتملة متعلقة بتخصيب اليورانيوم في إيران، منها التصعيد التقني، والرد السياسي، وإعادة التموضع الاستراتيجي، حيث سيتحول البرنامج النووي إلى نموذج أعلى تكلفة".

وبحسب تقييم الخبراء للوضع الراهن، وصور الأقمار الصناعية التي تظهر أضراراً كبيرة في المنشآت المستهدفة، تشير توقعات إلى أن هذه التطورات ستؤثر بشكل كبير على أسعار النفط العالمية، خاصة في ظل التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره حوالي 20% من إمدادات النفط العالمية".

ويوضح الخبير السياسي أن "مستقبل تخصيب اليورانيوم في إيران، في نهاية المطاف، معلق الآن بين استمرار التصعيد العسكري، واحتمالية العودة إلى طاولة المفاوضات في ظل ضغوط دولية متزايدة".

أخبار ذات علاقة

منشأة إيرانية لتخصيب اليورانيوم

مسؤول إيراني كبير: وقف التخصيب تمامًا "مرفوض" الآن

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC