ترامب: حدودنا كانت مفتوحة وتعرضنا للغزو من قبل الملايين

logo
العالم

بوتين يختبر صبر الغرب.. من يكسب "سباق ساعات الرمل" في أوكرانيا؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتينالمصدر: إرم نيوز

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير نشرته، اليوم السبت، إن الحرب في أوكرانيا تحولت إلى سباق بين ساعتين رمليتين: ساعة تقيس قدرة الجيش الأوكراني المنهك على الاستمرار في القتال، وأخرى تحدد مدى قدرة الاقتصاد الروسي على تحمل الحرب دون الإضرار باستقرار النظام السياسي.

وأشار التقرير إلى أن المشكلة التي تواجه مساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإحلال السلام هي أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين يراهن على نفاد ساعة رمل أوكرانيا أولًا، ما يتيح له فرض شروط المنتصر وتحقيق مكانة تاريخية في روسيا إلى جانب القياصرة الفاتحين.

وأوضح التقرير أن بوتين تجاهل لهذا السبب منذ أشهر مقترحات ترامب لتجميد القتال عبر تسوية إقليمية اعتقدت الولايات المتحدة أنها ستكون جذابة لموسكو، وتمسّك الكرملين بمطالبه المتطرفة التي ستجعل أوكرانيا تابعًا له فعليًا وتغير موازين القوى في أوروبا.

انقضى الموعد النهائي الذي حدده ترامب لبوتين لإظهار جديته في محادثات السلام مع كييف، في الوقت الذي يواصل الحلفاء الأوروبيون لأوكرانيا مناقشة إمكانية إرسال قوات حفظ سلام لضمان سلام بعيد المنال.

ما ينقص، وفق العديد من صناع السياسات والمحللين المنتقدين لنهج ترامب، هو استراتيجية أمريكية-أوروبية منسقة لتقصير العد التنازلي لروسيا وتغيير حسابات بوتين، لأن المسارات الحالية قد تمكنه من كسب رهانه.

القدرة الروسية على التحمل

وحقق الاقتصاد الروسي نموا قويا في 2023 و2024 رغم العقوبات الغربية، مدعومًا بصادرات الطاقة والتحفيز المالي الناتج عن الإنفاق العسكري الكبير. ومع ذلك، تفاقمت الضغوط ونقصت الموارد، وأصبح النمو متعثرًا، فيما تتراجع عائدات النفط والغاز ويرتفع عجز الموازنة الحكومية باستمرار. لكن ذلك لا يشير إلى اقتراب أزمة قد تجبر بوتين على تخفيف أهدافه الحربية.

وقال ألكسندر جابوييف، مدير مركز كارنيغي روسيا-أوراسيا في برلين: "تتزايد المشاكل بشكل واضح، لكن الاقتصاد الروسي لن يصطدم بالحائط قريبًا".

أخبار ذات علاقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

ضغط على كييف وتحييد لواشنطن.. لماذا يصر بوتين على اختيار موسكو للقاء زيلينسكي؟

وأضاف أن الاقتصاد قادر على دعم المجهود الحربي الروسي لمدة 18 إلى 24 شهرًا على الأقل قبل أن تصبح المشاكل حادة.

وتابع أن "جهدا غربيا حازما لتشديد العقوبات وتحسين إنفاذها قد يختصر هذه المدة، كما قد يُخفض أسعار النفط، لكنه من الصعب قطع عائدات النفط الروسية تمامًا، خاصة مع شراء الصين والهند الجزء الأكبر منه".

حتى مع تدهور الأوضاع المالية، لن يعطي بوتين الاقتصاد الأولوية على أهدافه السياسية، بما في ذلك سعيه لاستعادة المكانة التاريخية لروسيا ومجال نفوذها، وفق التقرير.

ومع قيود الاقتراض الناتجة عن العقوبات، قد تُخفض الميزانيات المخصصة للإنفاق المدني للحفاظ على النفقات العسكرية، وقد يصبح التجنيد أكثر إلزامية إذا نفدت الأموال المخصصة للمكافآت.

أخبار ذات علاقة

فلادمير بوتين وشي جين بينغ

"الخلود" كسلاح سياسي.. كيف تحول العمر لمعركة جيوسياسية بين بوتين وشي؟

 وقالت ماريا سنيغوفايا، خبيرة الشؤون الروسية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "بوتين ليس غير مبال تمامًا بالتداعيات الاقتصادية مثل التضخم، لكنه سعى لعزل جزء كبير من المجتمع عن الحرب، سواء في السياسات الاقتصادية أو التعبئة".

وتهدف حملة أوكرانيا المتصاعدة باستخدام الطائرات المسيرة مصافي النفط وخطوط الأنابيب الروسية إلى خفض عائدات التصدير الروسية وزيادة الاضطرابات الداخلية، وقد أدت بالفعل إلى ترشيد استهلاك الوقود في بعض المناطق.

نقطة الانهيار 

واعتمادًا على الاتجاهات الحالية في ساحة المعركة، قد تدفع الحرب لعامين أو ثلاثة أعوام أخرى جيش أوكرانيا إلى نقطة الانهيار.

ووفق الصحيفة فإن الهجوم الروسي الكبير في شرق أوكرانيا لم يحقق سوى مكاسب إقليمية هامشية، لكن الاستنزاف المستمر للرجال يثقل كاهل الجيش الأوكراني، الذي لا يستطيع تعويض خسائره بسهولة مثل روسيا. هدف موسكو العسكري ليس الاستيلاء على الأراضي بقدر ما هو استنزاف القوات الأوكرانية لدفع كييف للاستسلام.

ويتضح التفاوت الاجتماعي في التجنيد بأوكرانيا مقارنة بروسيا، حيث يتميز التجنيد الروسي بالإلزامية، ويتيح حجم الجيش ونظامه فرصة للإفلات من العقاب، بينما يؤدي التجنيد في أوكرانيا إلى إحباط الجنود.

وقال سيرهي إغناتوخا، قائد وحدة الطائرات بدون طيار في اللواء الرئاسي الأوكراني: "التفاوت الاجتماعي هو المشكلة الرئيسة وراء أزمة المشاة. المزارع يُجبر على الانخراط، والمحامي لا يُستدعى". وأضاف أن "أعمق موارد أوكرانيا هو إرادتنا في البقاء، التي تمكّننا من التصرف بطرق غير تقليدية وإيجاد الطريق حيث لا سبيل".

القيادة العسكرية والتحديات

وتسببت العادات الصارمة للقيادة العسكرية الأوكرانية، على النمط السوفيتي في خسائر غير ضرورية وأدت إلى تآكل الثقة في قيادة الجيش ورغبة المواطنين في التطوع.

وقال أوليكساندر شيرشين، قائد كتيبة في اللواء الميكانيكي السابع والأربعين: "ربما لم نصل بعد إلى النقطة الحرجة التي تجبرنا على اتخاذ إجراء لإصلاح الجيش".

ورغم نقص الرجال والذخائر، واصلت أوكرانيا إيجاد طرق للبقاء في القتال، معتمدة على إرادتها في الصمود والقدرة على التصرف بطرق غير تقليدية.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

"غير مناسبة".. زيلينسكي يرفض دعوة بوتين للقاء في موسكو (فيديو)

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC