رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي
شهِد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انخفاضًا غير مسبوق في شعبيته بين الأثرياء؛ إذ أظهر استطلاع أجرته The Economist/YouGov أن صافي تقييمه بين الأمريكيين ذوي الدخل السنوي فوق 100 ألف دولار وصل إلى -16 نقطة، مقارنةً بـ -10 في يوليو الماضي، وهذه الفئة، التي كانت في الماضي تمثل قاعدة دعم قوية للرئيس، تعكس اليوم حالة من القلق والارتباك تجاه السياسات الاقتصادية المتذبذبة.
وكشفت "ذا إيكونوميست"، أن ما يجعل هذا الانخفاض مميزًا هو أنه يعكس أكثر من مجرد رفضٍ سياسي؛ فهو يظهر شعورًا بالاضطراب لدى من يتأثرون بالقرارات الاقتصادية مباشرة على ثرواتهم وأعمالهم؛ فقد جاء هذا التراجع بعد سلسلة من الإجراءات المثيرة للجدل، بما في ذلك تعريفات "يوم التحرير"، التي أدَّت إلى تقلّبات في الأسواق وأثارت مخاوف من استقرار الاستثمار؛ ما جعل بعض كبار المستثمرين مثل بيل أكمان ودان لوب يعبرون عن موقفهم العلني المعارض.
ويحذر مراقبون من أنه في حال فقد ترامب تأييد هذه الشريحة من الناخبين، فقد ينعكس ذلك سلبًا على فرص الحزب الجمهوري في تحقيق النجاح خلال انتخابات التجديد النصفي المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2026.
ويُشير الخبراء إلى أنه وعلى مدار العام، شهِدَت هذه الفئة تغيرات متقلبة في تقييمها لترامب، من 49% موافقة في يناير 2025، إلى صافي سلبي (-4) في فبراير، ثم -14 في أبريل بعد التعريفات، قبل أن ترتفع مؤقتًا إلى 47% في مايو عقب توقف مؤقت للرسوم، لتعاود التراجع في يونيو ويوليو، وهذه الأرقام لا تعكس رأيًا سياسيًا فحسب، بل توترا نفسيا يعيشونه يوميًا بسبب عدم اليقين المالي والاقتصادي.
من جانبه يُشير الباحث توماس جيفت من جامعة لندن، إلى أن "الأسلوب الشعبوي والمواجهة المستمرة للرئيس يُفاقم حالة القلق بين المستثمرين، وهو ما ينعكس مباشرة على تقييمهم للأداء الرئاسي".
لكن هذا التراجع في الثقة يطرح سؤالًا مهمًا حول استقرار قاعدة الدعم الجمهوري، ويدعو إلى قراءة أوسع تتجاوز الأرقام الصرفة؛ إذ قد لا يبدو الأمر مجرد معركة انتخابية، بل تجربة اجتماعية تعكس العلاقة بين القيادة والسياسة والاقتصاد؛ حيث تصبح السياسات الاقتصادية ليست مجرد أرقام وإحصاءات، بل جزء من حياة الناس اليومية وأمانهم النفسي والمادي.