خلال العرض العسكري الأخير في بكين، التقط ميكروفون ساخن، حديثًا نادرًا بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ حول طول العمر البشري، فيما لايزال هذا الموضوع يثير الكثير من الجدل والأسئلة المتتابعة.
وبحسب "فورين بوليسي"، قال شي: "الناس نادرًا ما يعيشون أكثر من 70 عامًا، لكن هذه الأيام، عند 70، ما زلتَ طفلاً"، ليتابع بوتين بمناقشة إمكانية استبدال الأعضاء البشرية واحتمالية العيش إلى الأبد، بينما أشار شي إلى أنه ربَّما يعيش الإنسان حتى 150 عامًا في القرن الحادي والعشرين.
وجاء في التقرير أن الرئيسين يبلغان نحو 72 عامًا تقريبًا، وهو عمر يفوق متوسط الأعمار العالمية للزعماء، ويُشير ذلك إلى حساسية موضوع الصحة والشيخوخة بالنسبة لهما، خصوصًا في سياق استمرارهما في السلطة.
وبحسب مصادر مطّلعة، فإن بوتين يُظهر اهتمامًا واضحًا بإطالة حياته الشخصية عبر مشاريع علمية طموحة، منها مبادرة "تكنولوجيات الحفاظ على الصحة" التي أطلقها في أوائل 2024، والتي ركزت على الطب لكبار السن والطباعة الحيوية للأعضاء باستخدام تقنيات ثلاثية الأبعاد، كما عيَّن علماء موالين له، من بينهم ميخائيل كوفالتشوك، الذي يطرح أفكارًا عن إمكانات النانو روبوت لإطالة الحياة، في مواقع قيادية في مؤسسات البحث العلمي، حتى بعد أن رفضت الأكاديمية الروسية للعلوم بعض مقترحاته في 2009؛ ما أدى إلى تراجع سلطة المؤسسة في 2013.
وفي المقابل، يبدو أن شي أقل انغماسًا في التجارب الفردية لمدّ العمر، كما أن تفاصيل صحته تخضع لسرية شديدة، ويُعتقد أنه يعاني من مشاكل صحية مثل النقرس وفق مصادر استخباراتية تايوانية، لكن ومع ذلك، فقد دمَّر قيود التقاعد التقليدية في الصين العام 2018؛ ما أتاح له الاستمرار في السلطة، كما أن تركيزه في المجال العلمي والتكنولوجي موجَّهٌ نحو تحقيق أهداف اقتصادية وصناعية وعلمية بعيدة المدى، وليس نحو البحث عن خرافات حول الخلود الشخصي.
ويعتقد الخبراء أنه ونظرًا لأن كلا الرئيسَين لم يُظهرا أيّ رغبة في التنازل عن السلطة، فإن مسألة طول حياتهما أمرٌ ذا أهمية كبيرة؛ فبينما يبدو أن بوتين يركز أكثر على الخلود الشخصي، فإن رغبة شي في نوع مختلف من الخلود قد تحمل أبعادًا جيوسياسية أكثر تأثيرًا.
يستخلص المراقبون أن هوس بوتين يركز على بقائه الشخصي، بينما يُحقِّق شي نوعًا من الخلود الرمزي عبر مشروعه لرفع مكانة الصين واستعادة عظمتها الوطنية، سواء من خلال تطوير المجتمع الصيني إلى مستوى الازدهار أو عبر السياسات الداخلية والخارجية التي تعزز نفوذ البلاد.
وإذا كان شي يحلم بالخلود، فهو على الأرجح يسعى لتحقيقه من خلال مشروعه لاستعادة عظمة الصين، سواء كان ذلك عبر تحقيق مجتمع مزدهر نسبيًا بحلول 2030، أو من خلال ضم تايوان.