شرطة أستراليا: توجيه 59 تهمة لمنفذ هجوم بوندي
كشفت صور أقمار اصطناعية وتحليلات مستقلة، أن إيران تواصل العمل في بناء موقع عسكري عميق يعرف باسم "جبل الفأس"، جنوب مجمع نطنز النووي الذي استهدفته الولايات المتحدة وإسرائيل في يونيو، في خطوةٍ تكشف أن طهران لم تتوقف عن أنشطتها النووية المشبوهة، وقد تكون بصدد إعادة البناء بحذر.
الموقع المعروف باسم "جبل الفأس"، يشهد عمليات حفرٍ عميقةً منذ عام 2020، ويقع على بعد نحو ميل واحد جنوب مجمع نطنز، الذي كان هدفًا للضربات الأمريكية في 22 يونيو.
وبحسب التقارير فإن الغرض من إنشاء هذا الموقع لا يزال غير واضح، ولم يزره المفتشون النوويون الدوليون، ورفضت طهران الإجابة عن أسئلة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، بشأنه، بحسب مراجعة صحيفة واشنطن بوست للصور الفضائية وتحليل مستقل.
تحليل البناء يشير إلى أن القاعات تحت "جبل الفأس" قد تكون أعمق بين 260-330 قدمًا من تلك الموجودة في منشأة فوردو التي ضربتها الطائرات الأمريكية بالقنابل الضخمة سابقًا، كما تمتد مساحة الموقع على نحو ميل مربع على جانب الجبل، مع مدخلين للأنفاق من الشرق والغرب.
أعلنت إيران في 2020 أن الموقع سيضم مصنعًا لتجميع أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، كبديل لموقع دمرته أعمال تخريبية في العام نفسه، ورغم أن البناء بدأ رسميًا في ديسمبر 2020، فإن أبعاد الموقع وعمقه أثارا شكوكًا حول إمكانية استخدامه كمنشأة سرية لتخصيب اليورانيوم أو لتخزين مخزونات قريبة من الأسلحة النووية.
تُشير الأدلة إلى أن النشاط الجديد في الموقع يهدف جزئيًا إلى تقويته ضد أي هجوم أو اختراق محتمل مستقبلًا؛ إذ لم يُستهدف الموقع أثناء الهجوم الإسرائيلي الأمريكي الذي استمر 12 يومًا، ووفقًا لخبير منع الانتشار النووي جيفري لويس، قد تكون إيران قررت توسيع المنشأة لنقل مزيدٍ من الأنشطة تحت الأرض بعد الضربات.
وبحسب التقارير جرت 3 تغييرات رئيسة منذ 22 يونيو تدل على استمرار البناء: إغلاق محيط أمني، وتعزيز مدخل نفق، وزيادة كمية المواد المحفورة، كما أظهرت الصور وجود معدات ثقيلة وشاحنات؛ ما يعكس استمرار العمل والتوسع تحت الأرض.
يرى الخبراء أنه من الصعوبة بمكان تقييم تحركات إيران بعد يونيو بسبب عدم تعاونها الكامل مع مفتشي الأمم المتحدة، ورغم اتفاق 9 سبتمبر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي كان يسمح بالوصول إلى جميع المواقع النووية والإبلاغ عن المواد النووية، أعادت إيران النظر في الاتفاق وأرسلت إشارات متضاربة بشأن خطواتها المقبلة.
كما أن تصريحات مسؤولين إيرانيين، مثل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وأمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني، أكدت أن إعادة البناء مستمرة، وأن الموقع قد يعمل كما هو أو يغلق مستقبلًا، في ظل تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضربات جديدة إذا أعادت إيران تخصيب اليورانيوم عالي النقاء.
بالإضافة إلى المنشآت النووية، بدأت إيران في إعادة بناء مواقع إنتاج الصواريخ المستهدفة من قبل إسرائيل، بما في ذلك قواعد صواريخ الوقود الصلب في بارشين وشاهرود، رغم نقص المعدات الكبيرة اللازمة لإنتاج الوقود.
تُشير الصور الفضائية إلى أن المنشآت الثلاثة الرئيسة المستهدفة — فوردو ونطنز وأصفهان — تضررت بشدة، وأصبحت جميع أجهزة الطرد المركزي البالغ عددها نحو 22,000 غير صالحة للعمل، وفق تقرير معهد الأمن الدولي للعلوم..
ومع أن هذه الضربات أوقفت الطريق المباشر لإنتاج اليورانيوم المستخدم في الأسلحة لأول مرة منذ أكثر من 15 عامًا، لكن استمرار البناء في "جبل الفأس" يُظهر أن طهران لا تزال تحتفظ بالقدرة على إعادة التجميع بسرعة إذا قررت ذلك.
كما كشفت التحليلات أن الطريق الأسرع نحو السلاح النووي قد يشمل تخصيب مخزون اليورانيوم بنسبة 60%، رغم عدم معرفة الوكالة بمكانه، ويعتقد أن معظم المواد محجوبة تحت الأنقاض في أصفهان وفوردو.
المراقبون يشيرون إلى أن إيران “تلعب بحذر” في الوقت الحالي، حيث إنها لم تتخذ قرارًا واضحًا بشأن استمرار البرنامج النووي على نطاق كامل، لكن مع ذلك، فإنها تحافظ على القدرة على إعادة البناء، مع التركيز على السرية والعمق تحت الأرض لتجنب الضربات المستقبلية.