تتداول الأوساط الدبلوماسية الغربية معلومات تشير إلى احتمال امتلاك إيران برنامجا نوويا سريا، إلى جانب برنامجها النووي المعلن ،الذي تعرض لضربات أمريكية مدمرة في 21 يونيو/حزيران الجاري، واستهدفت منشآت فوردو، نطنز، وأصفهان وغيرها من المنشآت النووية الأخرى.
وأكدت مصادر غربية، أن الاعتقاد الذي يصل إلى حد الجزم عن امتلاك إيران برنامجا نوويا سريا مرده سلوك طهران خلال المرحلة الماضية في إخفاء أنشطتها النووية.
وأوضحت المصادر في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن المعلومات التي تحدثت عن قيام إيران بنقل اليورانيوم المخصب قبل الضربات الأمريكية التي تعرضت لها إلى "مواقع آمنة"، بحسب تصريحات مسؤولين إيرانيين أثارت تساؤلات كثيرة عن هذه المواقع الآمنة وفيما إذا كانت منشآت نووية سرية.
وفي حال افتراض عدم وجود برنامج نووي سري، فإن نقل اليورانيوم المخصب من المنشآت التي جرى تدميرها في الضربات الأمريكية يعكس إصرار إيران على استئناف طموحها في بناء منشآت نووية جديدة كما تقول المصادر الغربية.
ويشكل احتمال وجود برنامج نووي سري تهديدا استراتيجيا للأمن العالمي، ويضع تحديات جديدة أمام جهود المراقبة الدولية والتوازن الجيوسياسي في الشرق الأوسط، بحسب رأي المصادر الغربية.
وكانت تقارير صادرة عن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) في 2007 أشارت إلى أن إيران أوقفت برنامجا عسكريا نوويا في 2003، لكن وثائق مسربة في العام 2018 كشفت عن وجود "أرشيف نووي إيراني" يتضمن خططا لتطوير أسلحة نووية؛ الأمر الذي أوحى بإمكانية وجود برنامج سري.
وأفادت تقارير حديثة صادرة عن وكالة الطاقة الذرية الدولية خلال العام 2024 بأن إيران زادت مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى 60% وسط تأكيدها عدم تعاون طهران بشكل كامل مع الوكالة.
وكانت تقارير عدة مدعومة بتصريحات إيرانية رسمية أكدت بعد الضربات التي وجهتها أمريكا للمنشآت النووية الإيرانية أن طهران قامت بنقل كميات من اليورانيوم عالي التخصيب من منشآت فوردو ونطنز قبل الضربات الأمريكية؛ ما أثار المخاوف من وجود مواقع نووية سرية.
وجاء نشر هذه التقارير متزامنا مع صور جوية أظهرت وجود نشاط غير عادي للشاحنات والمركبات في منشأة فوردو قبل يومين من الهجوم الأمريكي عليها والتي تحركت في اليوم السابق للهجمات نحو وجهة غير معلومة.
يشار إلى أن إيران تمتلك خبرة تقنية متقدمة في التخصيب وتصميم المفاعلات؛ ما يتيح لها إمكانية إنشاء برنامج نووي موازٍ في مواقع محصنة تحت الأرض، كما فعلت مع منشأة فوردو التي بُنيت سرا قبل الكشف عنها في العام 2009.
