"شديد التحصين".. استهداف محيط موقع "فوردو" النووي الإيراني

ذكرت وكالة "أنباء فارس" أن انفجارين قويين وقعا في محيط موقع "فوردو" النووي جنوبي مدينة قم.

وأضافت الوكالة أن "نقطتين على سطح الأرض بالقرب من الموقع قد تم استهدافهما"، مشيرة إلى أن الموقع النووي يقع على عمق مئات الأمتار تحت الأرض، ما قد يحول دون إصابته المباشرة.

يأتي ذلك وسط سلسلة من التطورات الأمنية المتسارعة، التي شهدتها إيران، مساء اليوم الجمعة، في أعقاب الهجمات الجوية الواسعة التي شنتها إسرائيل على عدد من المناطق الإيرانية.

وتُعد منشأة فوردو لتخصيب الوقود مركزاً مطوراً لتخصيب اليورانيوم شديد التحصين تحت الأرض، ويقع بالقرب من مدينة قم، على بعد نحو 160 كيلومتراً جنوبي العاصمة طهران.

وتم الكشف عن بنائه السري، الواقع في أعماق الجبل، في عام 2009، ما أثار مخاوف دولية واسعة بشأن النوايا النووية لإيران.

وصُممت فوردو لاستيعاب نحو 3000 جهاز طرد مركزي، وتُعتبر مقاومة إلى حد كبير للهجمات الجوية بفضل موقعها تحت الأرض.

وبموجب الاتفاق النووي لعام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة )، وافقت إيران على تحويل فوردو إلى مركز بحثي ووقف أنشطة تخصيب اليورانيوم فيه لمدة 15 عاماً.

مع ذلك، وبعد انسحاب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق، استأنفت إيران أنشطة تخصيب اليورانيوم في هذا المركز، ووصلت نسبة التخصيب فيه إلى 20% بحلول عام 2021.

وفي نوفمبر 2022، رفعت إيران مستوى تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو إلى 60%، وأعلنت عن نيتها زيادة قدرة التخصيب بشكل كبير.

تُشرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية على هذا الموقع، لكن تزايد الأنشطة والقدرة على التخصيب في فوردو، بالإضافة إلى تقنياتها المتطورة، لا يزال يشكل تحدياً للجهود العالمية الرامية إلى عدم الانتشار النووي.

تُعرف منشأة فوردو أيضاً باسم "مجمع الشهيد علي محمدي لتخصيب اليورانيوم". ويُشار إلى مسعود علي محمدي، أستاذ الفيزياء بجامعة طهران، ووفقاً لمسؤولين ووسائل إعلام إيرانية، أحد "العلماء النوويين" الذين اغتيلوا شمالي طهران في يناير 2010.