logo
العالم

"مناخ الخوف والرقابة".. كيف يُبقي مادورو جيشه في صفه رغم العواصف؟

فنزويلا تحشد أسلحة الموت

يمثل الجيش الفنزويلي والميليشيات شبه العسكرية المؤيدة للرئيس نيكولاس مادورو محور الاهتمام في حال تصعيد أي تدخل عسكري أمريكي في البلاد. 

وتمتلك فنزويلا على الورق، ترسانة عسكرية غير تقليدية تضم أسلحة روسية وإيرانية وصينية، إضافة إلى خلايا مدنية مسلحة قادرة على شن حرب عصابات. 

ومع ذلك، تبقى الفروق بين القدرات النظرية للجيش وتجربته القتالية الفعلية محل شكوك كبيرة.

ترسانة متعددة المصدر

تاريخيًا، حرصت فنزويلا على تعزيز دفاعاتها عبر شراء أسلحة من خصوم الولايات المتحدة. يشمل ذلك طائرات سوخوي الروسية المقاتلة، وقاذفات صواريخ أرض-جو إيغلا، وصواريخ كروز إيرانية مصممة لضرب السفن، بالإضافة إلى طائرات إف-16 أمريكية قديمة.

وتساهم روسيا أيضًا في صيانة بعض هذه الأنظمة، وقد وصل شحن عسكري روسي ضخم إلى كاراكاس مؤخرًا.

أخبار ذات علاقة

الجيش الفنزويلي

الغزو مستبعد.. هل يراهن ترامب على الجيش الفنزويلي لإسقاط نظام مادورو؟

8 ملايين جندي احتياطي

وتعدّ الميليشيات البوليفارية، أو "كوليكتيفوس" شبكة من المدنيين المسلحين تم تنظيمها لتعزيز الدفاع عن النظام. 

ويدعي مادورو أن هذه الميليشيات تضم حوالي 8 ملايين جندي احتياطي، لكن التقديرات الواقعية تشير إلى نحو مليون فرد، مع قدرة محدودة على مواجهة تدخل أمريكي مدجج بأسلحة متطورة.

وبحسب تقديرات الباحثين، يبلغ تعداد القوات المسلحة النظامية نحو 150 ألف جندي، موزعين على الجيش والبحرية والقوات الجوية، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".

وتدعمها الميليشيات البوليفارية، ما يمنح النظام طبقات متعددة للدفاع، لكنها تبقى أقل خبرة قتالية مقارنة بالقوات الأمريكية.

الاستجابة للهجوم الأمريكي المحتمل

وأصبح نشر القوات الأمريكية، بما يشمل قاذفات بي-52 وطائرات مُسيّرة ووحدات عمليات خاصة، اختبارًا حقيقيًا للقدرات الفنزويلية. 

ويُتوقع أن يواجه الجيش تحديًا كبيرًا في مواجهة قوة نارية متفوقة، خاصة في حال استخدام الولايات المتحدة خيارات هجومية شاملة.

مع ذلك، استعادت الحكومة الفنزويلية خلال السنوات الماضية استراتيجيات الحرب غير المتكافئة، عبر تدريب الميليشيات وشبكات المقاومة المدنية.

وقد يتحول هذا إلى حرب عصابات حضرية في كاراكاس، مستفيدًا من التضاريس الجبلية والمباني الشاهقة، لتقويض تقدم القوات الغازية وإبطاء أي عملية محتملة.

وتمتاز القوات المسلحة الفنزويلية بتماسك نسبي في القيادة العليا، ما يعزز موقف مادورو ضد الانقلابات؛ حيث يشغل وزير الدفاع الحالي فلاديمير بادرينو لوبيز منصبه منذ أكثر من 11 عامًا، ما يشير إلى استقرار القيادة العسكرية.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الفنزويلي مادورو مع الرئيس الروسي بوتين

عودة سيناريو 2019.. هل تستطيع موسكو إنقاذ مادورو من العاصفة الأمريكية؟

مناخ الخوف والرقابة

وساهم مناخ الخوف والرقابة في تعزيز ولاء الجيش. فقد استخدمت الحكومة وكالات استخبارات محلية وكوبية لمراقبة أي علامات تمرد، مع فرض عقوبات صارمة على الضباط المشتبه في خيانتهم، بما في ذلك التعذيب واحتجاز القادة المعارضين. 

ويستفيد كبار الضباط أيضًا من مكاسب مالية غير مشروعة عبر تجارة المخدرات أو مشاريع التعدين غير المرخصة، ما يربط مصالحهم الاقتصادية بمصالح النظام.

السيناريو المحتمل عند سقوط مادورو

ويفتح سقوط مادورو تساؤلات عدة: هل ستظل القوات موالية لقيادة جديدة؟ من سيحرس البنية التحتية الحيوية؟ وهل ستنشأ انقسامات داخل الجيش تؤدي إلى فوضى مشابهة للحالات في ليبيا وسوريا؟

يشير بعض الخبراء إلى أن احتمال اندلاع حرب أهلية واسعة ضئيل نسبيًا، مع الإشارة إلى أن التجربة الفنزويلية أقل انقسامًا طائفيًا أو عرقيًا مقارنة بالدول الأخرى التي شهدت انهيارًا عسكريًا كاملًا. 

ومع ذلك، من المحتمل أن تتجدد حرب العصابات، مدعومة بجماعات متمردة من كولومبيا وأفراد محليين تدربوا على مقاومة الغزو.

متانة الترسانة العسكرية

توضح التجربة الفنزويلية أن القوة النظرية للترسانة العسكرية ليست وحدها ما يحدد القدرة على الصمود؛ بل يشكل التنظيم الداخلي، والتماسك القيادي، ودمج القوات النظامية بالميليشيات المدنية عناصر حاسمة في الدفاع عن الدولة أمام قوة خارجية متفوقة.

ويشير الوضع إلى أن الولايات المتحدة قد تواجه تحديات كبيرة في تنفيذ تدخل سريع وفعال، خاصة في المناطق الحضرية والمناطق الجبلية، حيث قد تلجأ القوات الفنزويلية إلى تكتيكات حرب العصابات لتعطيل العمليات.

وتشير الصحيفة إلى أنه يمكن القول إن الجيش الفنزويلي، رغم نقص خبرته القتالية وتحديات الصيانة والتدريب، يمتلك مجموعة من العوامل الدفاعية التي قد تحول أي تدخل أمريكي إلى اختبار معقد طويل الأمد. 

ولاء القوات المسلحة العليا لمادورو، ودور الميليشيات البوليفارية، وربط مصالح الضباط بمصالح النظام، يجعل الانقلابات الداخلية غير مرجحة في الوقت الحالي، مع بقاء السيناريو الأكثر واقعية هو مزيج من المقاومة العسكرية التقليدية وغير التقليدية، بما يشمل حرب العصابات والتحركات شبه العسكرية المدنية، لتأخير أو تقويض أي تدخل خارجي محتمل.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC