logo
العالم

سيناريوهات الهدنة المرتقبة بين روسيا وأوكرانيا

سيناريوهات الهدنة المرتقبة بين روسيا وأوكرانيا
موقع غارة روسية في خاركيفالمصدر: رويترز
27 مارس 2025، 9:01 ص

تسعى الولايات المتحدة حثيثًا للتوسط في اتفاق هدنة بين روسيا وأوكرانيا بحلول 20 أبريل نيسان، تزامنا مع عيد الفصح، في محاولة لوقف النزاع المستمر منذ فترة طويلة.

أخبار ذات علاقة

سفينة شحن في البحر الأسود

ما مكاسب روسيا وأوكرانيا من وقف إطلاق النار في البحر الأسود؟

 ووفقا لتقرير نشرته وسائل إعلام أمريكية، نقلا عن مصادر أمريكية مطلعة، فإن الولايات المتحدة تأمل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا خلال أسابيع وتستهدف إبرام هذه الهدنة بحلول 20 أبريل نيسان.

وأجرى المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، محادثات مع مسؤولين روس وأوكرانيين في الرياض، بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة 30 يومًا، مع التركيز على حماية البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا.

وأبدت أوكرانيا استعدادها لقبول وقف شامل لإطلاق النار، إلا أن "التحديات الفنية" تعرقل التنفيذ الفوري.

في المقابل، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى استعداده للنظر في الهدنة، لكنه يسعى لفرض شروط قد تكون غير مقبولة بالنسبة لكييف.

من جانبه، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن شكوكه حيال فاعلية الهدنة المقترحة، محذرًا من احتمال استغلال روسيا للاتفاق لتعزيز مكاسبها العسكرية. 

كما انتقد زيلينسكي المبعوث الأمريكي ويتكوف، متهمًا إياه بنقل رسائل تتماشى مع الموقف الروسي.

موارد طبيعية

وبحسب التقارير، فإن المفاوضات قد تتضمن جوانب اقتصادية مهمة، حيث تسعى الولايات المتحدة وأوكرانيا للتوصل إلى اتفاق بشأن استغلال الموارد الطبيعية الأوكرانية، وهو ما تعتبره إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جزءًا أساسيًا من خطتها لإحلال السلام.

ومع اقتراب موعد 20 أبريل، تظل هناك تساؤلات حول إمكانية تحقيق تقدم ملموس في هذه المفاوضات المعقدة، وإنهاء الحرب في هذا الموعد، خاصة أن روسيا لا تزال تسعى لفرض شروط قد تكون غير مقبولة لأوكرانيا، مما قد يعرقل جهود السلام.

المحلل السياسي الخبير في الشؤون الروسية، الدكتور محمود الأفندي، قال إن تحديد 20 أبريل موعدا محتملا للهدنة بين روسيا وأوكرانيا يحمل دلالة روحية، إذ يتزامن مع عيد الفصح.

وأضاف في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض مرارًا على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقف إطلاق النار خلال الأعياد الدينية، إلا أن الأخير رفض ذلك سابقًا.

وأضاف الأفندي أن المباحثات التي جرت في الرياض بين الوفدين الروسي والأوكراني تتجه نحو إبرام هدنة وشيكة في أبريل، مشيرًا إلى أن واشنطن تمارس ضغوطًا كبيرة على كييف للموافقة عليها بحلول هذا التاريخ.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة أدركت ضرورة اتخاذ ترتيبات فنية لمراقبة الهدنة، خاصة أن خط الجبهة يمتد لمسافة تصل إلى 2000 كيلومتر.

وأشار إلى أن الخطوط العريضة للاتفاق تُرسم حاليًا، تزامنًا مع لقاء بين وفدين روسي وأمريكي في الرياض.

وأوضح الخبير في الشؤون الروسية، أن المبعوث الأمريكي، ويتكوف، بدأ بالفعل في تحديد خريطة أوكرانيا الجديدة، التي تشمل الاعتراف بضم روسيا للمناطق الأربع التي سيطرت عليها.

وأكد الأفندي أن هناك تحركات جدية لتحقيق السلام، حيث استطاعت روسيا استيعاب اندفاع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان هدنة لمدة 30 يومًا، مع المطالبة بوجود مراقبة دولية لضمان استمراريتها.

وأوضح أن كييف تواجه ضغوطًا أمريكية كبيرة، بينما تحاول واشنطن طمأنة الدول الأوروبية بأن روسيا لا تمثل تهديدًا مباشرًا لها. 

وأضاف أن المفاوضات تتجه نحو الإقرار بالهدنة كأمر واقع، خاصة مع إبداء الجانب الأمريكي جدية في التعامل مع المطالب الروسية، معتبرًا أن الحرب في أوكرانيا تظل صراعًا بالوكالة بين موسكو وواشنطن.

وتطرق الأفندي إلى أن محادثات الرياض تناولت أيضًا مسألة إحياء اتفاقية الحبوب، مؤكدا أن هذ تطور مهم يمنح الهدنة بعدا اقتصاديا.

وذكر أن تركيا كانت العقبة الأساسية أمام الاتفاق السابق، حيث اتهمت موسكو أنقرة بالسماح باستخدام سفن الحبوب لنقل الأسلحة الأوكرانية عبر ميناء أوديسا.

3 مراحل

من جانبه، قال مدير مركز "JSM" للأبحاث والدراسات، الدكتور آصف ملحم، إن المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا تشير إلى أن تنفيذ الهدنة سيتم على ثلاث مراحل، حيث وافقت كييف على وقف إطلاق نار شامل، لكن التطبيق العملي يواجه تعقيدات فنية.

وأكد ملحم في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن المرحلة الأولى بدأت بعد مكالمة بين الرئيس ترامب ومسؤولين روس، وتضمنت مناقشات حول حركة الملاحة في البحر الأسود، أما المرحلة الثانية، فستشمل وقف إطلاق النار على طول الجبهة القتالية، تليها المرحلة الثالثة التي ستوسع نطاق الهدنة لتشمل البحر الأسود بالكامل.

وأشار ملحم إلى أن بوتين يبدو أنه خفف من حدة مطالبه، حيث لم يعد يشترط منع أوكرانيا من الانضمام إلى "الناتو" أو تقليص قدراتها العسكرية كما كان الحال سابقا.

وقال: بدلا من ذلك، يبدو أن التركيز الروسي أصبح منصبًا على تحقيق مكاسب اقتصادية، من خلال مطالبة واشنطن برفع العقوبات عن موسكو، وهو ما قد يسهل استيراد مكونات ضرورية للصناعات الروسية.

توازنات اقتصادية

وذكر ملحم أن ملف الملاحة في البحر الأسود لا يزال جزءًا من اتفاقية الحبوب، التي تضمنت بنودًا لم يتم تنفيذها، مثل خط نقل الأمونيا الممتد من روسيا عبر مقاطعتي خاركيف وخيرسون إلى ميناء أوديسا.

أخبار ذات علاقة

العلمان الروسي والأوكراني

"تفاهمات نادرة".. البحر الأسود يدفع روسيا وأوكرانيا إلى طاولة المفاوضات

 وأشار إلى أن العقوبات الغربية حالت دون تصدير روسيا لهذه المادة الأساسية، ما أدى إلى تعقيدات في قطاع الزراعة العالمي.

وأكد أن الموقف الأمريكي أصبح أكثر براغماتية، إذ بدأت واشنطن في مراجعة سياستها تجاه موسكو، مع احتمالية إزالة روسيا من قائمة "الدول غير الصديقة"، ما قد يفتح الباب أمام استئناف التعاون التجاري بين الشركات الأمريكية والروسية.

ورأى ملحم أن الهدنة الحالية تمثل مجرد "تبريد لجبهة القتال"، فيما تظل احتمالات استمرار الصراع قائمة.

وشدد على أنه إذا كان هناك توجه نحو سلام دائم، فلا بد من إشراك الدول الأوروبية، خاصة أن واشنطن تمتلك قواعد عسكرية منتشرة في القارة، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من أي تسوية مستقبلية.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC