اعتبرت صحيفة التايمز البريطانية اتفاق وقف إطلاق النار في البحر الأسود بأنه يُعد انتصارًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأوضحت أن الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، وهو الأول منذ ثلاثة أعوام، لا يقدم سوى مكاسب محدودة لأوكرانيا، ويفشل في انتزاع أي تنازلات من روسيا التي تواصل هجومها.
ويبدو أيضًا أن روسيا ستستفيد أكثر بكثير من أوكرانيا من إعلان وقف إطلاق النار البحري، وحظر محتمل للضربات على منشآت الطاقة، وفق الصحيفة.
وقالت إنه رغم تصريح البيت الأبيض بأن الاتفاق "سيقضي على استخدام القوة" في البحر الأسود ويوفر الأمن للشحن، لكن الواقع يُشير إلى أن البحر الأسود لم يشهد معارك كبيرة منذ عام 2023، عندما اضطرت البحرية الروسية إلى الانسحاب من شبه جزيرة القرم بعد سلسلة من الضربات الأوكرانية المدمرة، بما في ذلك غرق السفينة الرئيسة "موسكفا" في بداية الحرب.
ولفتت الصحيفة إلى أنه بينما يُتهم البيت الأبيض بالفشل في انتزاع "أي تنازلات" من روسيا مقابل مساعدتها على استئناف صادراتها الزراعية والأسمدة، يبدو أن الجزء الثاني من الاتفاق، وهو إنهاء محتمل للهجمات على البنية التحتية للطاقة، سيُجنّب الأوكرانيين على الأقل انقطاعات الكهرباء التي حاولت روسيا فرضها مرارًا وتكرارًا.
وتابعت الصحيفة أن موسكو طالبت مقابل وقف إطلاق النار في البحر الأسود بتخفيف العقوبات عن بنك روسيلخوز، البنك الرئيس للمعاملات الزراعية في روسيا، بالإضافة إلى مؤسسات مالية أخرى معنية بتجارة الأغذية والأسمدة.
كما طالبت بإعادة ربطها بنظام سويفت، نظام المدفوعات العالمي.
ونوهت الصحيفة إلى أنه في حين قام الاتحاد الأوروبي بفصل بنك روسيلخوز، المعروف أيضًا باسم البنك الزراعي الروسي، عن نظام سويفت في عام 2022، أفادت التقارير أن الاتحاد الأوروبي اقترح لاحقًا خطة تسمح للبنك بإنشاء فرع تابع له للتعامل مع المدفوعات المتعلقة بصادرات الحبوب عبر سويفت.
وبينما تم اقتراح نسخة من الاتفاق رسميًّا على روسيا في عام 2023 من قبل الأمم المتحدة، لكن موسكو قابلت العرض بتشكك ولم تُنفذه قط.
وخلصت الصحيفة إلى أنه إذا حصلت روسيا على مثل هذه التنازلات الآن، فسيُعتبر ذلك انتصارًا كبيرًا للرئيس بوتين، وقد يُشكل سابقةً لرفع المزيد من العقوبات لاحقًا.
وفي هذا السياق، صرح البيت الأبيض بأن ذلك "سيُعزز" وصول روسيا إلى أنظمة الدفع الدولية، لكنه لم يذكر سويفت بالاسم.
وأعربت الصحيفة عن خشيتها من أن روسيا التي تتقدم قواتها ببطء في شرق أوكرانيا، وتشهد توافقًا غير مسبوق مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد تكون غير راغبة في تحقيق سلام فعلي وإيقاف شامل للحرب مع أوكرانيا.