logo
العالم

ابتسامات وأيدٍ متشابكة.. شي وبوتين ومودي يُظهرون "اتحادهم" في مشهد نادر (فيديو)

ابتسامات وأيدٍ متشابكة.. شي وبوتين ومودي يُظهرون "اتحادهم" في مشهد نادر (فيديو)
شي وبوتين وموديالمصدر: أ ف ب
01 سبتمبر 2025، 1:02 م

ظهر قادة الصين وروسيا والهند متشابكي الأيدي، يتبادلون الابتسامات والضحكات في قاعة مكتظة بالزعماء في مدينة تيانجين شرقي الصين، في مشهدٍ صُمم بعناية ليبث رسائله إلى العالم، في لحظة رمزية أرادها الثلاثي أن تعكس وحدة غير غربية في مواجهة قيادة الولايات المتحدة للعالم، لكنها حملت أيضًا بين طياتها تناقضاتٍ عميقةً لا يمكن إخفاؤها.

وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن  المشهد بدأ برئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهما يتقدمان بخطوات واثقة نحو الرئيس الصيني شي جين بينغ، وبينما تصافح الثلاثة، تبادلوا كلمات سريعة قبل أن يتدخل المترجمون، ثم ارتسمت ابتسامات واسعة على وجوههم؛ فبوتين ابتسم ابتسامة عريضة، ومودي انفجر ضاحكًا، ليكتمل المشهد بيدٍ ثلاثية مشبوكة تحمل أكثر من رسالة سياسية.

أخبار ذات علاقة

أعلام الدول المشاركة في قمة شنغهاي

قمة "شنغهاي للتعاون".. الحدث الأكبر بانتظار "إعلان تيانجين"

 

ويرى محلِّلون أن الرسالة الأولى كانت للبيت الأبيض؛ فبينما يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياساته التجارية الصاخبة ويفرض تعريفات جمركية على نيودلهي، أراد مودي أن يُظهر أن بلاده ليست بلا خيارات، أما بوتين وشي، فقد استثمرا اللحظة للتأكيد على أنهما معًا يقودان بديلاً للنظام العالمي الذي تتزعمه واشنطن.

وفي كلمته الافتتاحية، بحسب الصحيفة الأمريكية، خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون، شن شي هجومًا غير مباشر على الولايات المتحدة، داعيًا إلى رفض "عقلية الحرب الباردة والمواجهات التكتلية والتنمر"، فيما تحدث مودي عن "تعزيز التعدُّدية وبناء نظام عالمي شامل"، وهي عبارات عكست التقاء رسائل سياسية متباينة في نقطة واحدة: "الرغبة في كسر الهيمنة الأميركية".

 

 

من جهته أوضح الأستاذ المشارك في كلية لي كوان يو للسياسات العامة بالجامعة الوطنية في سنغافورة، ألفريد وو، أن شي جين بينغ يسعى بوضوح إلى تحدي النظام العالمي الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية تحت هيمنة الولايات المتحدة، مؤكّدًا أن بكين تحاول إبراز نفسها كبديل موثوق وشرعي لهذا النظام.

لكن خلف الكاميرات، ظل التباين قائمًا؛ فالهند ما زالت تخشى من عجز روسيا، المثقلة بالعقوبات الغربية، عن أن تكون بديلًا اقتصاديًّا حقيقيًّا، أما علاقتها بالصين، فتظل محكومة بظل ثقيل من النزاع الحدودي المستمر، ورغم دعوات بكين إلى تجاوز الخلاف، يدرك مودي أن محاولاته السابقة للتقارب مع شي لم تثمر سوى عن مزيد من الإحراج السياسي داخليًّا.

أخبار ذات علاقة

الرئيس الصيني ورئيس الوزراء الهندي

"محطة فارقة".. شي ومودي يجتمعان على هامش "قمة شنغهاي"

 

وترى مصادر مطّلعة أن الكرملين من جانبه حاول توظيف اللحظة لتعزيز صورته كشريك موثوق؛ إذ حرص بوتين على اصطحاب مودي في سيارته الخاصة إلى اجتماع جانبي، حيث قضيا خمسين دقيقة في نقاشٍ مغلق قبل بدء اللقاء الرسمي، ولم يتردد مودي في نشر صورة تلك اللحظة عبر حساباته على وسائل التواصل، في خطوةٍ غير معتادة من دبلوماسية نيودلهي التقليدية، التي كانت تتجنب سابقًا إظهار مثل هذا القدر من الود العلني مع موسكو وبكين.

من جهته اعتبر رئيس دراسات المحيطين الهندي والهادئ في مؤسسة تاكشاشيلا ببنغالور مانوج كيوالراماني، أن البعد البصري لهذه القمة يحمل دلالات عميقة، موضحًا أن على البيت الأبيض أن يدرك بأن سياساته الراهنة تدفع دولًا كبرى للاتجاه نحو خيارات بديلة تضمن مصالحها خارج إطار النفوذ الأميركي.

 

 

ولكن رغم الأجواء الاحتفالية، يعرف الثلاثة أن مجرد "البصريات" لن تمحو التصدعات؛ فالصين تنظر بريبة إلى نفوذ روسيا المتزايد في كوريا الشمالية، بينما تحاول في الوقت ذاته إعادة كتابة تاريخ الحرب العالمية الثانية لخدمة مصالحها في بحر الصين الجنوبي وتايوان. والهند، التي لطالما اعتمدت على موازنة علاقاتها بين واشنطن وموسكو، تجد نفسها اليوم مضطرة إلى الانفتاح أكثر على الكتلة الشرقية؛ بسبب سياسات ترامب العقابية.

 

 

وفي النهاية، كان مشهد الأيادي المتشابكة بين شي وبوتين ومودي صورةً قوية لكنها هشّة، تخفي وراء ابتساماتها صراعات مصالح وأجندات متناقضة؛ فهي أقرب إلى مسرحية سياسية مصممة لإرسال إشارات إلى الغرب، أكثر من كونها تحالفًا متينًا قادرًا على إعادة تشكيل النظام الدولي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC