تتجه المواجهة بين إيران وإسرائيل نحو مزيد من التصعيد خلال الأيام القادمة، خاصة بعدما رفضت طهران العودة إلى المفاوضات بشأن ملفها النووي مع واشنطن، التي كان من المفترض أن تُعقد جولتها الجديدة اليوم الأحد في سلطنة عُمان.
وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن إسقاط إيران ورقة التفاوض مع أمريكا، عقب الهجوم الإسرائيلي الاستباقي الذي تعرضت له قبل يومين، يجعل تطور المواجهة الإيرانية-الإسرائيلية مفتوحًا على سيناريوهات عدة، في مقدمتها الدخول في حرب استنزاف بين البلدين.
وأكدت المصادر الغربية أن إيران قد تعتمد على استراتيجية حرب استنزاف عبر هجمات صاروخية متفرقة، ودعم من بعض حلفائها (الحوثيين، ميليشيات عراقية، حزب الله)؛ لاستهلاك الموارد الإسرائيلية، الأمر الذي سيدفع إسرائيل للرد بضربات متكررة، مما يطيل عمر الصراع بين الجانبين.
وأشارت المصادر إلى أن وجود جبهات متعددة (لبنان، العراق، اليمن) قد يمكّن إيران من فرض ضغط مستمر، خاصة إذا نجحت في تجاوز الدفاعات الجوية الإسرائيلية بصواريخ متطورة مثل "خيبر".
وبحسب المعطيات، فإن الدخول في حرب استنزاف ستكون له انعكاسات سلبية على اقتصاد البلدين، وبنسبة أكبر على الاقتصاد الإسرائيلي الذي يعاني أصلًا الركود نتيجة الحروب التي تخوضها إسرائيل على عدة جبهات منذ أكثر من 16 شهرًا في غزة ولبنان، بالإضافة إلى سوريا.
وقالت المصادر الغربية إن استمرار الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل سيزيد معاناة جميع قطاعات الاقتصاد الإسرائيلي، وسط ارتفاع تكاليف الدفاع (القبة الحديدية تكلف حوالي 40-50 ألف دولار لكل صاروخ اعتراض)، الأمر الذي يعني المزيد من استنزاف الاحتياطيات المالية لإسرائيل.
ولفتت المصادر إلى أن الهجمات الإيرانية المتكررة بالصواريخ والمسيرات على إسرائيل، حتى لو أُحبط معظمها، قد تسبب إصابات وتدميرًا في المدن، مما يزيد التوتر الداخلي ويضعف الروح المعنوية للسكان، كما حدث في غزة بين عامي 2021 و2023.
وبرغم اعتماد إسرائيل على الدعم العسكري واللوجستي من الولايات المتحدة (مثل إعادة التزود بالوقود)، فإن احتمالية تراجع الدعم الأمريكي بسبب الضغوط الداخلية قد يحدّ من قدرة تل أبيب على تحمّل تبعات حرب الاستنزاف، كما تقول المصادر الدبلوماسية الغربية.
وتشير المصادر إلى أن الحرب الطويلة قد تُعمق الانقسامات السياسية في إسرائيل، خاصة مع احتجاجات سابقة على سياسات نتنياهو، مما قد يؤدي إلى تغيير حكومي أو ضغوط لوقف الحرب.
وتكرر المصادر تأكيدها أن حرب استنزاف طويلة يمكن أن تحدث إذا اعتمدت إيران على حلفائها لتوزيع الضغط على إسرائيل، الأمر الذي ستكون له انعكاسات سلبية على إسرائيل على المدى الطويل، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي في الداخل الإسرائيلي.