مقتل 5 جنود بتفجير انتحاري في شمال شرق نيجيريا

logo
العالم

رسالة "مزدوجة".. لماذا ترفض طهران العودة للمفاوضات مع أوروبا؟

مفاعل بوشهر النووي الإيرانيالمصدر: (أ ف ب)

قال خبراء فرنسيون إن إعلان  طهران رفضها استئناف المفاوضات النووية مع الدول الأوروبية يعكس تصعيدًا محسوبًا يهدف إلى كسب الوقت وإعادة رسم ميزان القوى مع الغرب، في ظل الضغوط المتزايدة بعد إعادة فرض العقوبات الأممية عليها نهاية سبتمبر.

ويرى هؤلاء أن الخطوة الإيرانية تمثل رسالة سياسية مزدوجة، مفادها أن طهران لن تعود إلى الطاولة من موقع ضعف، وأن الكرة الآن في ملعب العواصم الأوروبية العاجزة عن صياغة موقف موحد بين التشدد والدبلوماسية.

وأعلنت إيران رسميًّا يوم السبت أنها لا ترى "أي سبب" لاستئناف المفاوضات حول برنامجها النووي مع الدول الأوروبية، في خضم تصعيد دبلوماسي تُظهر فيه باريس وبرلين ولندن تصميمًا على إعادة إطلاق الحوار. 

يأتي ذلك بعد قرار الأمم المتحدة في الـ28 من سبتمبر استعادة العقوبات المفروضة على إيران نتيجة عدم التزامها؛ ما وضع أوروبا أمام تحد: هل تكتفي بالضغط أو تخوض مغامرة تفاوضية جديدة؟.

أخبار ذات علاقة

ترامب في الكنسيت الإسرائيلي

خلال كلمته في الكنيست.. ترقب لإعلان ترامب مد "يد الصداقة" لإيران

 وتساءل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في التلفزيون الرسمي: "ماذا يمكن أن يفعلوا، وما النتيجة الإيجابية التي قد تجنيها هذه المفاوضات؟" مضيفًا: فعلًا لا نرى أي سبب للتفاوض معهم".

وبمبادرة من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، أعادت الأمم المتحدة يوم الـ28 من سبتمبر فرض بعض العقوبات على إيران المرتبطة ببرنامجها النووي.

وقالت دلفين مينوي الباحثة الفرنسية المتخصصة في الشأن الإيراني والشرق الأوسط في تصريحات لـ"إرم نيوز" إن موقف إيران الرافض للتفاوض مجددًا يعكس إستراتيجية تعزيز موقف المساومة بدل فتح أبواب الحوار دون ضمانات. 

وأضافت أن الضربات الإسرائيلية والأمريكية "أبطأت بعض الأنشطة النووية" لكنها أيضًا أطلقت ردودًا إيرانية على نحو يصعّب العودة السلسة للمفاوضات دون تنازلات قوية.

واعتبرت أن إيران تسعى لبناء ما يمكن أن نسميه بـ"الاحتياطي التفاوضي" أي التصعيد إلى حد لا يمكن تجاهله؛ ما يضع أوروبا في موقف التراجع أو القبول بشروط أقل من مثالية. 

وأكدت ضرورة أن ترافق أي مبادرة تفاوضية ضمانات مراقبة صارمة وآليات التحقق الفعلية، وليس مجرد وعود عامة.

أخبار ذات علاقة

النائب الإيراني سالار ولايت ‌مدار

نائب إيراني: أمريكا رفضت التفاوض المباشر في نيويورك

 من جانبه، قال برنو تيرتراي، الباحث في الإستراتيجية والعلاقات الدولية، متخصص في قضايا الانتشار النووي لـ"إرم نيوز" إن  الموقف الإيراني لا يفسر كموقف مبدئي دائم، بل كتكتيك تفاوضي لحظة مناسبة. 

وأضاف أن طهران قد تختبئ وراء هذا الموقف لتقييم ردود الفعل الأوروبية والأمريكية أولًا، ومن ثم العودة إلى الطاولة بشروط محسوبة. 

وحذر من أن التسرّع الأوروبي في فرض العقوبات قد يدفع إيران إلى اتخاذ خطوات تصعيدية؛ ما قد يطيح بأي فرصة للعودة.

وأشار إلى أن أوروبا اليوم أمام معادلة صعبة: إما أن تُجري تفاوضًا مدروسًا مع إيران مع ضمانات جدية، أو تكتفي بسياسة الضغط والعقوبات التي قد تؤدي إلى مزيد من الانسلاخ الإيراني عن نظام منع الانتشار.

انعدام الثقة المتبادلة

وأشار إلى أنه من بين التحديات فإن إيران تعتبر أن الأوروبيين لم يوفوا بوعودهم بعد الخروج الأمريكي من الاتفاق النووي.

وأضاف أنه من ناحيتها، أوروبا تلوح بأن طهران خرقت الالتزامات كثيرًا. هذه الحلقة من عدم الثقة تجعل المفاوضات صعبة حتى على الطاولة.

أخبار ذات علاقة

صورة مدمجة.. الأعلام الوطنية لروسيا والصين وإيران

الدعم الصيني والروسي لإيران.. تعزيز القدرات أم إعادة رسم موازين القوة؟

الشروط المسبقة والتدريجية

ولفت إلى أن طهران قد تشترط رفع العقوبات أولًا أو ضمانات أمنية قبل العودة، والأوروبيون بدورهم قد يُصرّون على آليات مراقبة لا تقبل استثناء، والخلاف هنا في الترتيب والمرحلية، وفق تقديره.

وتابع:" إيران تواجه ضغوطًا اقتصادية داخلية، وأحيانًا تحتاج إلى رسالة قوية لجماهيرها بعدم الاستسلام. كما أن الحضور الإقليمي يلعب دورًا في ضبط الخطوط الحمراء" بحسب قوله.

وأشار إلى أن إعادة فرض العقوبات من قِبل الأمم المتحدة جعلت المشهد أكثر تشددًا، موضحا أنه إذا استمرت أوروبا في التصعيد دون مرونة قانونية، قد تُغلق الباب أكثر من أن يفتح.

ووفقا للباحث الفرنسي فإنه بفضل مواقعها في الاتفاق النووي (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) تمتلك أوروبا ثقة إلى حد ما لدى طهران، ويمكن أن تكون وسيطًا مرنًا بين إيران والولايات المتحدة.

أخبار ذات علاقة

فلاديمير بوتين وعباس عراقجي

عبر بوتين.. إيران تكشف "رسالة طمأنة" من إسرائيل بعدم مهاجمتها مجددًا‎

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC