مقتل 5 جنود بتفجير انتحاري في شمال شرق نيجيريا
أكد خبراء أن إعلان إيران استعدادها للتفاوض حول برنامجها النووي دون التطرق لبرنامجها الصاروخي يأتي كرسالة لإرضاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع احتمال مرونة لاحقا إذا حصلت طهران على ضمانات أمنية واضحة من واشنطن.
وأوضح الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن طهران تعتبر برنامجها الصاروخي أداة حماية وردع للتهديدات الخارجية، بينما أبدت مرونة في مفاوضات النووي، مشيرين إلى أن أي تقدم في الحوار مع الولايات المتحدة قد يفتح الباب لاحقًا للتفاوض حول الصواريخ.
وأشاروا إلى أن موقف إيران يمثل جزءا من استراتيجيتها لاحتواء الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، مع الحفاظ على مصالحها الأمنية.
وكان عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، أحمد بخشايش أردستاني، قال إن المرشد الأعلى علي خامنئي ألغى القيود المفروضة سابقًا على مدى الصواريخ الإيرانية، مشيرًا إلى أن القيادة كانت قد حددت مدى الصواريخ بـ2200 كيلومتر لأسباب تراها صائبة، لكن هذا القيد أُزيل ولم يعد هناك حدّ للمدى.
وأكد البرلماني أن الولايات المتحدة تشكل تهديدًا مباشرًا لإيران، مشددًا على أن تعزيز القدرات الصاروخية بلا حدود يمثل الخطوة المنطقية، لأن البرنامج الصاروخي يشكل العنصر الأهم في القوة العسكرية للبلاد.
وأضاف بخشايش أردستاني: "نحن مستعدون للتفاوض حول البرنامج النووي، لكن لن نفاوض أبداً بشأن برنامجنا الصاروخي".
ويرى المختص في العلاقات الدولية، الدكتور أحمد الياسري، أن إيران تتبع سياسة "حافة الهاوية" حاليًا، مشيرًا إلى أن المرشد الأعلى لا يستطيع التفاوض بشأن الملف الصاروخي لأنه يعتمد فقط على قوة صاروخية هجومية دون دفاعات متكاملة.
وأوضح الياسري في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن الدفاعات الإيرانية تراجعت خلال حرب الـ12 يومًا، مؤكّدًا أنه في حال التفاوض على الملف الصاروخي، ستفقد طهران قوتها عمليًا.
وأضاف أن المرشد يعمل على رفع مستوى التحدي في هذا الملف، مع الإبقاء على إمكانية التفاوض حول البرنامج النووي.
ورجح الياسري أن حديث إيران عن استعدادها للتفاوض بشأن البرنامج النووي، وعدم التفاوض حول البرنامج الصاروخي، جزء من خطة لاحتواء الاندفاع الأمريكي والإسرائيلي، وإيهام الغرب وإسرائيل بأن إيران ما زالت تمتلك القدرة على إنتاج سلاح نووي كوسيلة للردع.
وأشار إلى أن سياسات طهران الحالية تعد أجندة دفاعية بحتة، مؤكّدا أن عصر الهجمات الإيرانية قد انتهى.
بدوره، قال الباحث في الشأن الإيراني، الدكتور محمد المذحجي، إن إعلان إيران استعدادها للتفاوض بشأن البرنامج النووي واستثناء البرنامج الصاروخي يشير إلى أنها تجري مفاوضات سرية مع الولايات المتحدة.
وأضاف المذحجي في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن استثناء البرنامج النووي، الذي كانت طهران تعتبره خطًا أحمر، يعكس تراجعها خطوة إلى الوراء، لا سيما في ظل الشروط الصارمة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعلى رأسها منع تخصيب اليورانيوم داخل الأراضي الإيرانية.
وأشار إلى أن التصريح الإيراني حول رفع المرشد الأعلى علي خامنئي للقيود المفروضة على مدى الصواريخ يؤكد وجود تقدم محتمل في المفاوضات غير المعلنة، ما يمهد الطريق للتوافق حول البرنامج النووي الذي كان سابقًا غير قابل للتفاوض.
وأكد المذحجي أن الرسالة الإيرانية تعكس استعداد طهران للتنازل لإرضاء ترامب، مشددًا على أن البرنامج الصاروخي لا يزال أداة حماية وردع للتهديدات الخارجية، وأنه في حال تقدم المفاوضات النووية، سيكون هناك مرونة تجاه البرنامج الصاروخي.
ولفت إلى أن إيران ستباشر بسرعة مفاوضات بشأن برنامجها الصاروخي حال حصولها على ضمانات أمنية قوية وعلنية من الولايات المتحدة.