"رويترز": أمريكا لم توافق بعد على أي مساعدات لأفغانستان بعد الزلزال

logo
العالم

"فخ المكتب البيضاوي".. هل يواجه ميرتس مصير زيلينسكي خلال لقائه ترامب؟

"فخ المكتب البيضاوي".. هل يواجه ميرتس مصير زيلينسكي خلال لقائه ترامب؟
المستشار الألماني فريدريش ميرتسالمصدر: رويترز
03 يونيو 2025، 9:01 ص

يُرجح خبراء أن المستشار الألماني فريدريش ميرتس، معرّض خلال القمة المنتظرة في واشنطن مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتكرار الموقف المحرج الذي حدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فيما عرف بـ"فخ المكتب البيضاوي" أمام الكاميرات، على الرغم من تعدد الملفات المتشابكة والمعقدة على طاولة الزعيمين.

 

 

ويعتزم ميرتس التوجه، الخميس المقبل، إلى واشنطن، للقاء ترامب في أول لقاء يجمع بينهما منذ تولي المستشار الجديد منصبه في 6 مايو الماضي حيث لم يسبق أن التقى الاثنان معا إلا مرة واحدة، بشكل عابر في مدينة نيويورك قبل عدة سنوات.

ويقول مدير مركز بروجن للدراسات الإستراتيجية في ألمانيا الدكتور رضوان قاسم، إن العلاقات الأوروبية الأمريكية توترت بالمرحلة الأخيرة مع ترامب عبر الملفات المتناقضة بينهما، والتوجهات التي يريد الأخير أن تكون متوافقة مع سياساته.

أخبار ذات علاقة

المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ميرتس يلتقي ترامب في البيت الأبيض الخميس المقبل

 

وأوضح قاسم في حديث لـ"إرم نيوز"، أن طاولة ترامب وميرتس، مليئة بالكثير من القضايا في صدارتها الحرب في أوكرانيا خاصة أن برلين هي الداعم الأول لـ"كييف" بعد أن كانت واشنطن في هذا الوضع خلال عهد الرئيس السابق جو بايدن، ليتراجع الموقف الأمريكي بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض وبقيت ألمانيا الداعم الأول لكييف وفولوديمير زيلينسكي ومن خلفها فرنسا، وسط الحاجة للمساندة الأمريكية أمام الروس.

 وبحسب قاسم فإن العلاقات الاقتصادية تأتي في المرتبة الثانية على الطاولة بعد الملف الأوكراني لا سيما العلاقات التجارية الأوروبية مع بكين وواشنطن بعد التعريفات الجمركية من الأخيرة على  الصادرات الأوروبية في ظل تعقيدات جمة، في هذا الصدد.

وأشار إلى أن وضع الناتو ومستقبله ملف حاضر في هذه القمة في ظل شروط ترامب التي وضعها للبقاء بالحلف، من حيث زيادة حصة الدول الأوروبية في الإنفاق الدفاعي، في ظل تحمل الولايات المتحدة العبء الأكبر حيث يريد الرئيس الأمريكي تخفيف التكاليف على خزينة بلاده على حساب زيادة النفقات الأوروبية بل وتسديد جانب من حصص واشنطن.

أخبار ذات علاقة

عناصر من الجيش الألماني

رويترز: "الناتو" سيطلب من برلين 7 ألوية إضافية وفق أهداف جديدة

 

وأوضح قاسم أن دعم الإدارة الجمهورية لليمين المتطرف في ألمانيا المتمثل بحزب "البديل" جزء أساسي في جدول أعمال القمة لاسيما أن "ميرتس" وصل إلى موقع المستشارية بصعوبة بعد الدورة الثانية من التصويت على المنصب في وقت كان ومازال ترامب يدعم "البديل" الذي تفوق عليه الحزب المسيحي الديمقراطي الذي يقوده ميرتس وأيضا الحزب الاشتراكي الذي يرأسه المستشار السابق أولاف شولتز.

واستبعد قاسم وجود إمكانية لحل الملفات المتداخلة خلال الزيارة، مشيرا إلى أن ميرتس لن يكون بمقدوره وضع حلول جذرية مع ترامب لاسيما ان هناك تناقضات حولها بالداخل الأوروبي من حيث رفض عواصم بالقارة العجوز أشكال قيام دول أوروبية بالدعم المطلق المقدم إلى أوكرانيا وما وصلت إليه العلاقات مع روسيا؛ مما تسبب في أزمات اقتصادية على رأسها مشكلة الغاز والطاقة. 

وتابع أن زيارة ميرتس صعبة وليس هناك تعويل عليها ولا توجد آمال واضحة في الحلحلة ولكنها ضرورية للاطلاع عن قرب على سياسات ترامب وتقديم وجهات النظر الأوروبية.

ويتفق معه أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور عبد المسيح الشامي، الذي يرجح توتر تلك القمة وأن لا يكون اللقاء وديا في ظل عدة اعتبارات في صدارتها السمات الشخصية لـ"ترامب" و"ميرتس".

ويؤكد الشامي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن شخصية ميرتس حادة جدا ولا يتسم بالدبلوماسية وكذلك ترامب "غريب الأطوار"، هما من توجهين مختلفتين وخلفية سياسية متناقضة وأفكار بعيد بعضها عن بعض، فضلا عن كون خبراتهما من حيث الزعامة ضعيفة، وربما نرى ضمن ذلك مشاهد في البيت الأبيض خلال لقائهما ليس بالضرورة على شاكلة ما جرى مع "زيلينسكي" فيما عرف بـ"فخ المكتب البيضاوي" ولكن لن يكون الأمر منضبطا.

وذكر الشامي أن الملفات المهمة متعددة على أجندة الزعيمين في هذه القمة في الصدارة الحرب الاوكرانية ومبادرة السلام التي يتبناها ترامب منذ فترة طويلة بمعزل عن المشاركة والقرار الأوروبي، موضحا أن "ميرتس" سوف يقدم وجهة نظره التي تتعارض مع توجهات ترامب لكونه مع قرار استمرار الحرب أو وجود موقف مشترك لحل غربي تدخل فيه أمريكا وأوروبا معا أمام روسيا لفرض أجندات معينة على الأخيرة.

 وتابع أنه وفقا لوجهة نظر الألمان يريد حلا يحظى بدعم من ترامب، يقود إلى ضمانات من موسكو بعدم الدخول إلى الأراضي الأوروبية وعدم التعدي على حدود الناتو وانسحاب الروس من أوكرانيا.

 وتحدث عن الحضور القوي في هذه القمة لآخر تطورات حرب التعريفات الجمركية المتصاعدة التي شنها ترامب عالميا والتي تعد قضية ذات أهمية كبيرة وبرلين معنية بها بشكل مباشر في ظل ارتداداتها السلبية على الاقتصاد الألماني الذي يعاني فعلا من أزمات.

واستكمل الشامي أن مستقبل "الناتو" والخلاف الدائر حوله ستكون له مساحة في هذه القمة في ظل صعوبات التمويل ورفع مستوى الإنفاق العسكري المطلوب وصوله في دول أوروبية أعضاء بالحلف إلى 5% من حجم الناتج المحلي؛ ما يحمل تحديات كبيرة تجعل "ميرتس" يحاول أخذ مهل زمنية واسعة من ترامب للوصول إلى هذا المستوى من حجم الإنفاق العسكري في ظل مواجهة ألمانيا تحديات اقتصادية كبيرة تجعلها غير قادرة على اتخاذ هذه الخطوة.

أخبار ذات علاقة

فريدريش ميرتس

ميرتس يتجه نحو "الغموض الاستراتيجي" بشأن الدعم العسكري لأوكرانيا

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC