مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان

logo
العالم

لتعديل خطة السلام.. زيلينسكي يدفع بورقة "الرأي العام" للضغط على ترامب

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المصدر: رويترز

يرى خبراء أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد يلجأ إلى الرأي العام الأوكراني كأداة ضغط قوية على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأن توجيه السؤال المباشر للشعب حول "خطة السلام" يمثل فرصة لإيصال رسالة واضحة بأن الرفض الشعبي وليس الرئيس وحده هو من يعيق تطبيق خطة السلام، التي اقترحها ترامب.

وأشاروا في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن هذا الموقف قد يؤثر على مسار التعديلات المحتملة للخطة، ويحد من فرص نجاح الضغوط الدولية، خاصة مع استعداد روسيا للاستفادة من أي فراغ في الموقف الأوكراني.

وكشفت التصريحات الأوكرانية الأخيرة أن الوفد المتواجد في مدينة جنيف السويسرية، عاد إلى كييف وهو أكثر ارتياحًا، خاصة وأن المسودة التي دفعت بها إدارة ترامب شهدت تعديلات اعتبرها الأوكرانيون "حاسمة"، خاصة في ما يتعلق بضمانات الأمن وحماية السيادة ومسارات التعافي الاقتصادي.

ووفقاً للمراقبين، لا تزال قطاعات مؤثرة في الداخل الأوكراني تعتبر أن واشنطن تدفع كييف نحو تنازلات قاسية، تتصدرها مسألة الأراضي وتجميد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".

أخبار ذات علاقة

فولوديمير زيلينسكي

زيلينسكي: عملية السلام الأمريكية لأوكرانيا يجب دراستها بعناية

وترى الأصوات المعارضة الأوكرانية أن الخطة حتى بعد تعديلها تحمل في جوهرها تصوّرًا أمريكيًا أكثر منه تصورًا أوكرانيًا، وأن الضغط العلني والخفي من جانب مستشاري ترامب يهدف إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي في كييف، وصولًا إلى الحديث عن انتخابات مبكرة.

وبين الدعم والتحفظ، يتحرك زيلينسكي داخل مساحة ضيقة، خاصة وأنه لا يزال يقدم نفسه لواشنطن باعتباره اللاعب القادر على تمرير اتفاق بشروط محسنة، لكنه في الوقت ذاته يرفع أمام الإدارة الأمريكية بطاقة أن الرأي العام لن يقبل إلا بما يحفظ السيادة.

وهذه الجملة، التي تتكرر في إحاطات المسؤولين الأوكرانيين، تكشف بوضوح أن كييف تستخدم المزاج الشعبي كحاجز تفاوضي لا يتجاوزه أحد دون ثمن سياسي.

الدكتاتورية في أوكرانيا

وقال إيفان يواس، مستشار مركز السياسات الخارجية الأوكراني، إنه يجب أولاً أخذ الاتهامات الموجهة للرئيس زيلينسكي بشأن "الدكتاتورية في أوكرانيا" بعين الاعتبار، لأن هذا الاتهام يجعل من المفيد لزيلينسكي أن يوضح لترامب ولجميع الأطراف، التي مارست الضغط عليه أن رفض "خطة السلام" لم يصدر عنه شخصيًا، بل جاء من الشعب الأوكراني نفسه.

وأكد لـ"إرم نيوز" أن توجه زيلينسكي إلى المجتمع الأوكراني بسؤال مباشر مفاده "هل تقولون نعم أم لا لهذه الخطة؟"، يمثل فرصة مهمة لإيصال رسالة واضحة للعالم بأن الموقف الشعبي هو الرافض لهذه المبادرة، وليس الرئيس وحده.

ولفت يواس إلى أن هذا الأسلوب يعد خطوة صحيحة ومنطقية، لأنه يبين لترامب بشكل مباشر أن الأوكرانيين لا يريدون تطبيق الأفكار الواردة في تلك الخطة، وهي أفكار مجهولة المصدر بحسب وصف ترامب نفسه.

وأوضح أن ترامب سبق أن صرّح بأنه لا يعرف بعض جوانب هذه الخطة، لأنه غير مطّلع بالكامل على ما تتضمنه، الأمر الذي يعزز ضرورة إظهار الموقف الشعبي الأوكراني الرافض لها بكل وضوح.

الشارع الأوكراني

من جانبه، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية بسام البني، إن زيلينسكي قد يلجأ إلى الرأي العام الأوكراني للضغط على الولايات المتحدة، لعمل خطة مقاومة للرئيس ترامب، الذي تقدم بخطة سلام تتضمن 28 بنداً.

وكشف لـ"إرم نيوز"، أن زيلينسكي حين التقى ترامب لأول مرة في البيت الأبيض، لم يكن يمتلك أوراق ضغط حقيقية، إلا أنه اليوم يستطيع استخدام الشارع الأوكراني كورقة ضغط فاعلة لعرقلة تمرير خطة ترامب للسلام، خاصة في ظل موقف أوروبي لا يميل إلى وقف إطلاق النار.

أخبار ذات علاقة

ترامب وزيلينسكي في لقاء سابق

فريق ترامب يعمل خفية.. ما سر إعادة إحياء التسوية الأوكرانية؟

وأشار المحلل البني إلى أنه من المتوقع أن تُجرى تعديلات على خطة ترامب استنادًا إلى الاجتماعات الجارية في جنيف، بحيث تتوافق مع المواقف الأوروبية والأوكرانية في آن واحد، مؤكدًا أن ترامب سيحاول بعد ذلك الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتمرير الخطة، إلا أن هذه الجهود قد تنتهي بالفشل.

ولفت إلى أنه في حال انهيار هذه المساعي، فإن الأزمة قد تتصاعد من جديد قبل دخول الولايات المتحدة في انتخابات الكونغرس، وهو ما سيجعل ترامب منشغلاً عن الملف الأوكراني.

واعتبر المحلل البني، أن روسيا ستواصل التقدم على مختلف الجبهات، وفي الوقت نفسه سيواجه الجيش الأوكراني خطر الانهيار في نهاية المطاف ما لم يتم قبول الخطة المطروحة.

الشارع الأمريكي

من جانبه، قال كامل حواش، المحلل السياسي المتخصص في الشأن الأوروبي، إن الرفض الشعبي الأوكراني لخطة الرئيس ترامب يقابله توافق شعبي داخل أمريكا.

وبيّن لـ"إرم نيوز"، أن التجارب التي مرت بها أمريكا في كل من أفغانستان والعراق، وما ارتبط بها من تورط طويل وتكاليف سياسية وبشرية واقتصادية ضخمة، لا تزال تلقي بظلالها على المزاج الأمريكي حتى اليوم.

وأكد حواش أن الحرب الدائرة في أوكرانيا منذ 4 سنوات حظيت بدعم واسع داخل أمريكا، خاصة بعد سيطرة روسيا على أجزاء من الأراضي الأوكرانية، وهو ما جعل الرأي العام الأمريكي يميل إلى دعم كييف في دفاعها عن نفسها، رغم بقاء التخوف من أي تورط مباشر لبلاده في الصراع.

وأشار إلى أن الرئيس زيلينسكي يحاول، بعد تجربته التي وصفها بـ"المريرة" مع ترامب وإدارته، ولا سيما خلال اللقاء الذي جمعهما في البيت الأبيض وما اعتبره إهانة مباشرة له، أن يثير حفيظة الإدارة الأمريكية في محاولة للحصول على دعم ضروري لبلاده، سواء على مستوى المساندة السياسية أو التمويل والتسليح الذي يعتمد على دور الدول الأوروبية وتنسيقه مع واشنطن.

ولفت حواش إلى أن زيلينسكي يسعى أيضًا لاستثمار الرأي العام الأمريكي للضغط على البيت الأبيض، مع حرصه في الوقت ذاته على عدم تجاوز الخطوط الحمراء التي قد تثير مخاوف المواطنين داخل أمريكا من الانجرار إلى تورط جديد.

وأوضح أن زيلينسكي يحاول استقطاب دعم الشارع الأمريكي وفي الوقت نفسه الحفاظ على توازن دقيق يمنع أي انعكاسات سلبية على موقف أمريكا تجاه أوكرانيا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC