تقارير صينية: سفينتان حربيتان من كندا وأستراليا تعبران مضيق تايوان
رغم أجواء "التفاؤل" التي أشاعها فوز دونالد ترامب، لدى أوساط الائتلاف الحاكم في تركيا، خاصة الرئيس رجب طيب أردوغان، غير أن هذا التفاؤل سرعان ما خفت وهجه مع ظهور ملامح الإدارة الأمريكية الجديدة التي تضم أسماء لا تحظى كثيرًا برضا أنقرة.
أردوغان، الذي دأب على وصف ترامب بـ"الصديق" وهو الوصف الذي كرره في رسالة التهنئة، كان يأمل بأن يستثمر "براغماتية" صديقه كي يحقق مصالح بلاده في ملفات دولية وإقليمية خاصة الملف السوري، غير أنه لم يُخفِ قلق حكومته بشأن بعض الأسماء التي اختارها ترامب الذي بات "صديقًا "مدججًا" بالأعداء.
وقال أردوغان، ردًا على سؤال بشأن الأسماء المقترحة للانضمام إلى إدارة ترامب، إنه "عندما ننظر إلى تلك الأسماء نراها تتعارض مع سياسات تركيا. فعلى سبيل المثال، أوصى ترامب بوزير خارجية مناهض لتركيا، وهو اسم مرعب بالنسبة للفلسطينيين وحركة حماس، وبالنسبة لحلف شمال الأطلسي".
وكان ترامب قد رشح السيناتور ماركو روبيو، وزيرًا للخارجية في إدارته الجديدة، فيما أفادت تقارير بأن الوزير القادم، الذي ينحدر من كوبا، "يتبنّى نهجًا صارمًا في السياسة الخارجية".
وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، علّق بدوره على اختيارات ترامب، قائلاً: "ما لاحظته في البداية هو موقف داعم بقوة لإسرائيل، وهذا ليس مفاجئًا. بمعنى آخر، أصبح دعم إسرائيل شرطًا ضروريًا في السياسة الداخلية لأمريكا، خاصة في الكونغرس".
وناقش تقرير استخباري تركي تأثير فوز ترامب على أنقرة، واستشهد بالعلاقة المميزة التي جمعت بين الزعيمين ووصفها بـ "تطابق الكيمياء".
لكن التقرير يحذّر من "فردانية أو مزاجية" ترامب، التي قد تدفعه أحيانًا إلى اتخاذ مواقف غير متوقعة قد تنطوي على مخاطر بالنسبة لتركيا.
ويرى خبراء بأنه على الرغم من تلك المزاجية الترامبية، فإنه لا ينبغي التقليل من الخلفيات الفكرية والأيديولوجية لفريق ترامب، فمن الواضح أن غالبية الأسماء المختارة للإدارة الجديدة هي من "الصقور" في ملف الدعم لإسرائيل.
وهذا يقود، بحسب خبراء، إلى استنتاج مفاده أن ملف حرب غزة سيكون أحد أبرز العناوين الخلافية بين أنقرة وواشنطن، فالرئيس التركي لا يخفي تعاطفه مع حماس، وتستضيف بلاده بعض قادتها.
في المقابل، تؤيد واشنطن إسرائيل في سياستها ضد حماس، وهو موقف أمريكي ثابت تجلّى مع إدارة بايدن في فرض عقوبات على بعض قادة الحركة المقيمين في تركيا، وهو نهج أمريكي تقليدي سيتعزز، وفق المعطيات، مع ولاية ترامب الجديدة.
وبالإضافة إلى أن الفريق القادم يدعم بشدة إسرائيل، فإن بعضهم يحمل مشاعر عداء تجاه السياسة التركية.
ولعل أبرز مثال يحضر في هذا السياق، هو تولسي غابارد، المرشحة لرئاسة الإدارة الوطنية للاستخبارات الأمريكة والتي تقول في خطاب يعود للعام 2020: "تركيا تدعم إرهابيي تنظيم الدولة والقاعدة من وراء الكواليس منذ سنوات. وأردوغان ليس صديقنا. إنه أحد أخطر الديكتاتوريين في العالم"، بحسب وصفها.
ويجمع خبراء، على أن الورقة الكردية ستكون كذلك، أحد أبرز الملفات الخلافية بين واشنطن وأنقرة، ففي حين تدفع تركيا نحو قطع العلاقة بين أكراد سوريا وأمريكا، فإن الأخيرة تصر على عدم التخلي عن "شركاء" ساهموا في القضاء على "إرهاب داعش".
ويرى خبراء، أن أردوغان سيمارس أقصى الضغوط، ويقدم تنازلات في سبيل إقناع ترامب بالتخلي عن قوات سوريا الديمقراطية، والتي تعتبرها أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردستاني التي تحارب تركيا منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي لانتزاع حقوق لأكراد تركيا.
وكان ترامب سمح، في العام 2019، لأردوغان بشن عملية عسكرية سُميت بـ"نبع السلام" احتلت تركيا على إثرها شريطًا حدوديًا داخل الأراضي السورية امتد من مدينة رأس العين شرقًا الى مدينة تل أبيض غربًا، وهو ما اعتبره الأكراد، آنذاك، "طعنة بطعم الخيانة".
ويضاف إلى ذلك ملف العلاقة مع منظمة فتح الله غولن، الذي توفي، أخيرًا، في الولايات المتحدة، والتي تصنّفها تركيا "منظمة إرهابية" وتحمّلها مسؤولية المحاولة الانقلابية في العام 2016.
وتوفّر واشنطن الحماية والحصانة للعشرات من قيادات هذه المنظمة وكوادرها.
وستعمل أنقرة كذلك لإلغاء العقوبات الأمريكية المفروضة عليها بسبب شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية “إس-400″، بالإضافة إلى موضوع استبعاد تركيا من برنامج المقاتلة "إف – 35".
ويرى خبراء أنه على الرغم من تداخل وتعقيد الملفات، فإن المقايضات والمساومات محتملة، لكن قد لا تلبّي تلك الصفقات المنتظرة تطلعات وطموحات الجانب التركي، خاصة أن ترامب، المعروف بأنه رجل الصفقات، لا يقبل الخسارة بسهولة، ولا يقدم شيكًا على بياض.