logo
العالم

حرب غزة.. هل كانت الشرارة وراء غضب ترامب من جنوب أفريقيا؟

حرب غزة.. هل كانت الشرارة وراء غضب ترامب من جنوب أفريقيا؟
مبنى سفارة جنوب أفريقيا في واشنطنالمصدر: سفارة جنوب أفريقيا
17 مارس 2025، 1:43 م

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير موسع الضوء على التصعيد اللافت الذي شنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته ضد جنوب أفريقيا في الأسابيع الأخيرة، متسائلة عن الدوافع الحقيقية وراء هذا الموقف المفاجئ.

ورجحت الصحيفة أن تكون الشرارة التي غذت غضب ترامب مرتبطة بموقف جنوب أفريقيا من حرب إسرائيل على غزة؛ حيث لعبت دورًا في رفع دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية.

هذه الخطوة، التي اعتُبرت تحديًا دبلوماسيًا كبيرًا، أثارت استياءً واسعًا داخل إدارة ترامب، كما امتد هذا الاستياء إلى دوائر النفوذ السياسي في واشنطن، بما في ذلك الإدارة السابقة.

 

أخبار ذات علاقة

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ترامب يوقع أمرًا بوقف المساعدات عن جنوب أفريقيا

بحسب "واشنطن بوست"، فإن الخلاف الدبلوماسي بين إدارة ترامب وجنوب أفريقيا لا يمكن اختزاله في مجرد صراع شخصيات أو سوء تفاهم عابر، بل يعكس توتراً عميقاً في العلاقات بين البلدين.

 فقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، يوم الجمعة، أن السفير الجنوب أفريقي في واشنطن، إبراهيم رسول، "لم يعد مرحبًا به في أمريكا"، في خطوة تؤكد تصاعد حدة التوتر.

وأشارت الصحيفة إلى أن رسول، وهو سياسي مسلم معروف بمواقفه المؤيدة لفلسطين، أثار استياء الإدارة الأمريكية بعد خطاب ألقاه افتراضيًا في مركز أبحاث بجوهانسبرغ، وصف فيه إدارة ترامب بأنها تشن "تمردًا عنصريًا" ضد المؤسسة السياسية الغربية، وتروج لفكرة "الضحية البيضاء" بين قاعدتها الانتخابية. 

ورغم أن تصريحاته بدت حادة لرجل يشغل منصبًا دبلوماسيًا، إلا أنها جاءت بعد أسابيع من تهميشه في واشنطن، حيث تشير التقارير إلى فشله في تأمين اجتماعات دورية مع مسؤولي وزارة الخارجية وشخصيات جمهورية بارزة منذ بداية ولاية ترامب في يناير/كانون الثاني الماضي.

وتؤكد الصحيفة أن استهداف إدارة ترامب لا يقتصر على السفير وحده، بل يشمل حكومة جنوب أفريقيا ككل، مشيرة إلى أن العداء في دوائر صنع القرار الأمريكي، خاصة في ظل حكم ترامب، غالبًا ما يكون تصاعديًا ومتجذرًا.

وشقّ بثّ الخوف عبر الإنترنت طريقه بين القوميين البيض في جنوب أفريقيا، وسلط خطاب ترامب الضوء على الاضطهاد المزعوم للمزارعين البيض، وخاصةً الأفريقيين، أو أحفاد المستعمرين الهولنديين في القرن السابع عشر، وما يُتصوّرونه من خطر العنف الذي يواجهونه، بالإضافة إلى احتمال مصادرة أراضيهم.

وتأتي هذه الخطوة ضد السفير في أعقاب سلسلة من انتقادات ترامب لحكومة جنوب أفريقيا، بما في ذلك أمر تنفيذي صدر الشهر الماضي يندد بتشريع جديد أنشأ برنامجًا لمصادرة الأراضي الزراعية غير المستخدمة التي رفض الملاك البيض بيعها للمشترين السود.

أخبار ذات علاقة

وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو

جنوب أفريقيا تعلق على قرار طرد سفيرها من الولايات المتحدة

 ولم تستبعد الصحيفة تأثير الملياردير إيلون ماسك، وعدد آخر من مليارديرات التكنولوجيا في الدائرة المقربة لترامب ممن تربطهم علاقات بجنوب أفريقيا، مثل المؤسس المشارك لشركة باي بال، بيتر ثيل، ومستشار البيت الأبيض لشؤون العملات المشفرة، ديفيد ساكس، الذين قد تُلقي طفولتهم التي اتسمت بامتيازات نسبية في ظل نظام الفصل العنصري، واستيائهم من الطريقة التي تطورت بها البلاد منذ سقوطه، ظلالها على آرائهم في السياسة المعاصرة.

ولفتت إلى أن ماسك، رجل الأعمال التكنولوجي المولود في جنوب أفريقيا، والذي يعمل عن كثب مع ترامب، استشهد مرارًا وتكرارًا بشعار اليمين المتطرف "الإبادة الجماعية للبيض" في جنوب أفريقيا، وهي ادعاءاتٌ أعلنت محكمة جنوب أفريقية مؤخرًا أنها "غير حقيقية".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC