تواصل أوكرانيا الضغط على الدول الغربية للحصول على "ضمانات أمنية"، ويُعتبر انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) أحد أبرز المطالب، إذ تنص المادة الخامسة من ميثاق الحلف على أن الهجوم على أي عضو يعد هجومًا على الجميع، وهو ما من شأنه أن يحقق "سلامًا دائمًا".
ومع اقتراب الحرب الروسية الأوكرانية من إتمام عامها الثالث دون أي بوادر لمفاوضات قريبة، أصبح السؤال الأهم في أوروبا هو كيفية ضمان استقرار أوكرانيا بعد انتهاء الحرب، بحسب صحيفة "El Pais" الإسبانية.
وفي هذا السياق، يتزايد التفكير في خيارات متعددة، منها إرسال قوات حفظ سلام أوروبية، وزيادة الدعم العسكري لأوكرانيا من خلال الأسلحة الغربية ودرع دفاعي أمريكي، على الرغم من المعارضة القوية لهذه الخيارات في الوقت الراهن.
ويرى العديد من المحللين الأوروبيين أن النقاش الأهم في الأشهر القادمة يتمحور حول "الضمانات الأمنية" التي ينبغي أن تقدمها الدول الغربية لأوكرانيا، ليس فقط لضمان استقلالها، ولكن أيضًا للحيلولة دون تمدد طموحات روسيا.
وفي وقت تعاني فيه كييف من نقص في القوات العسكرية، تواصل روسيا هجماتها على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، بينما تزداد الضغوط على الحكومة الأوكرانية بسبب التحديات المرتبطة بتجنيد القوات.
وعلى الرغم من تعهد أوروبا بعدم التخلي عن أوكرانيا، فإن الكثير من القرارات الحاسمة قد تُتخذ على بُعد 5 آلاف كيلومتر من بروكسل، في واشنطن، مع قدوم إدارة أمريكية جديدة، وفق الصحيفة.
وقد يكون للرئيس الأمريكي القادم، دونالد ترامب، دور كبير في هذه القضية، حيث وعد بإنهاء الحرب في يومه الأول، رغم عدم تقديمه تفاصيل واضحة حول كيفية تحقيق ذلك.
وفي رسالة حديثة أرسلها من نادي الغولف الخاص به إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دعا ترامب إلى وقف إطلاق النار والتنازل عن الأراضي المحتلة، محذرًا من أن استعادة الأراضي المدمرة قد تستغرق 110 سنوات.
وطرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بدوره، فكرة إرسال قوات حفظ سلام أوروبية للمساهمة في تحقيق هذا الاستقرار.
وخلصت الصحيفة إلى أن الهدف الأوروبي الأساسي الآن، رغم الأزمات السياسية والاقتصادية التي تعصف ببعض الدول الكبرى مثل ألمانيا وفرنسا، يتمثل في دعم أوكرانيا بالأسلحة والأموال لتحسين وضعها على طاولة المفاوضات، وتحويلها إلى "قلعة" مدرعة يصعب على الكرملين كسرها وفق تعبيرها.