logo
العالم

4 أسباب عميقة تدفع الهند للتمسك بروسيا وتحدّي ترامب

4 أسباب عميقة تدفع الهند للتمسك بروسيا وتحدّي ترامب
مودي وبوتينالمصدر: منصة إكس
18 أغسطس 2025، 8:20 م

رغم التحديات الاقتصادية التي تواجهها نتيجة الرسوم الجمركية الثانوية التي فرضها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بنسبة 25% إضافية على معظم الواردات الهندية، ليصل إجمالي الرسوم إلى 50%، عقاباً على شرائها النفط الروسي، إلا أن هناك أسباباً قوية تدفع نيودلهي للتمسك بموسكو.

وتلتزم الهند بعلاقتها الاستراتيجية مع روسيا لأسباب عميقة ومتعددة الأوجه، تجمع بين الأمن القومي، التوازن الجيوسياسي، التاريخ المشترك، والسياسة الداخلية، مما يقوي موقفها في تحدي عقوبات الرئيس الأمريكي، وفق تقرير لمجلة "فورين بوليسي".

شراء الأسلحة

تعتمد الهند بشكل كبير على روسيا في تلبية احتياجاتها العسكرية، حيث تُشكّل الأسلحة السوفيتية والروسية أكثر من 60% من ترسانتها العسكرية. 

أخبار ذات علاقة

 المستشار التجاري للبيت الأبيض بيتر نافارو

البيت الأبيض: الهند تؤجج الحرب في أوكرانيا بالخام الروسي

 على الرغم من جهودها لتنويع مصادر الأسلحة، لا يمكن لنيودلهي قطع علاقاتها مع موسكو فجأة دون تعريض أمنها القومي للخطر أو تكبد تكاليف باهظة، إذ توفر روسيا معدات عسكرية متطورة وقطع غيار بقيود أقل مقارنة بالولايات المتحدة، التي تفرض شروطاً صارمة على التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج وإعادة التصدير. 

على سبيل المثال، مشاريع مثل منظومة S-400 والصاروخ "براهموس" المشترك تُبرز عمق التعاون العسكري بين البلدين، مما يجعل روسيا شريكًا لا غنى عنه.

تكاليف استراتيجية

تخشى الهند من التكاليف الاستراتيجية للابتعاد عن روسيا، خاصة في ظل التقارب المتزايد بين موسكو وبكين، خصمها التاريخي، فأي فتور في العلاقات مع موسكو قد يدفعها نحو تعاون أوثق مع الصين، مما يضع الهند في موقف جيوسياسي محفوف بالمخاطر، خاصة مع التوترات الحدودية المستمرة في الهيمالايا.

 يرى المسؤولون الهنود أن الحفاظ على علاقة قوية مع روسيا يساعد في الحد من نفوذ الصين ويحافظ على توازن القوى في المنطقة.

تاريخ طويل

 ترتكز العلاقة بين الهند وروسيا على تاريخ طويل من التعاون يعود إلى الحرب الباردة، حيث وقّع البلدان معاهدة "السلام والصداقة والتعاون" عام 1971. خلال تلك الفترة، قدمت موسكو دعماً دبلوماسياً لنيودلهي من خلال استخدام حق النقض في مجلس الأمن لحماية مصالحها في نزاع كشمير، بينما استفادت روسيا من الهند للحد من النفوذ الأمريكي في جنوب آسيا.

 كما قدم الاتحاد السوفيتي أسلحة متطورة بأسعار تفضيلية، مما ساعد الهند على تحديث جيشها رغم ضعف اقتصادها آنذاك، ووفق "فورين بوليسي"، فإن هذا التاريخ المشترك خلق إرثاً من الثقة المتبادلة، يُشار إليه بـ"حنين الحرب الباردة"، والذي يظل مؤثراً في دوائر السياسة الخارجية الهندية.

دعم إيجابي

لعبت روسيا دوراً في استقرار السياسة الداخلية الهندية خلال الحرب الباردة من خلال كبح جماح النزعات الثورية للحزب الشيوعي الهندي، الذي كان موالياً لموسكو، وهذا الدور عزز صورة روسيا كشريك موثوق في نظر النخب السياسية الهندية، حتى مع تراجع أهمية الحركة الشيوعية اليوم. 

أخبار ذات علاقة

الرئيسان الهندي والصيني

معادلة معقدة.. هل الصين والهند على حافة انفجار جيوسياسي جديد؟

 هذه العلاقة متعددة الأوجه، جعلت من روسيا اليوم ملاذاً آمناً للهند في عالم مليء بالغموض، ففي ظل سياسات ترامب المتقلبة، تتزايد الشكوك في الهند بشأن موثوقية الولايات المتحدة كشريك استراتيجي، خاصة بعد عقدين من التقارب الذي بدأ في عهد كلينتون وتعزز بالاتفاق النووي عام 2008. 

وهذا الوضع يدفع الهند نحو تعزيز علاقاتها مع روسيا كجزء من سياسة "التعددية المتوازنة"، التي تتيح لها التعامل مع قوى عالمية متعددة دون الخضوع لضغوط أحادية.

 ومع استمرار التوترات مع واشنطن، تظل روسيا شريكاً ثابتاً يدعم طموحات الهند في عالم متعدد الأقطاب، مما يجعل التخلي عن هذه العلاقة خياراً غير وارد استراتيجياً واقتصادياً، وفق المجلة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC