مصدر دبلوماسي أوروبي: خطة الضمانات الأمنية تحظى بدعم إدارة ترامب
رأى الكاتب البريطاني في صحيفة "الإندبندنت"، شون أوغرادي، أن رئيس وزراء المملكة المتحدة السابق، توني بلير، قد ينافس على جائزة نوبل للسلام للعام الحالي.
جاء ذلك بناء على افتراض الكاتب، نتيجة مساهمة بلير في الشرق الأوسط، بعد مشاركته في اجتماع بالبيت الأبيض حول القضية الفلسطينية.
وذكر أوغرادي، المحرر المساعد في صحيفة "الإندبندنت"، أن "الرئيس ترامب قد يجد نفسه في منافسة ودية مع بلير على جائزة نوبل للسلام لعام 2025، في واحدة من أغرب الشراكات السياسية في العالم".
وقال إن "طلب ترامب مشورة توني بلير بشأن مستقبل غزة كان صادمًا ومثيرًا للرعب بالنسبة لأولئك الذين لم يغفروا له دوره في حرب العراق". لكنه رأى أن هذا "الحقد الصبياني" غير مبرر، فبلير رئيس وزراء بريطاني سابق يتمتع بكفاءة عالية.
وقال أوغرادي إن "سماع خبر اجتماع يعقده الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض حول مستقبل غزة، من دون حضور أي ممثل للشعب الفلسطيني، أو حتى لإسرائيل والدول العربية المجاورة، يدعو إلى القلق وتوقع الأسوأ، لكن سماع أن توني بلير شارك بطريقة ما في هذه المناقشات يمنح شعورًا ملموسًا بالارتياح".
وباستثناء "مبعوث السلام عديم الجدوى" لترامب، ستيف ويتكوف، الذي أخطأ فهم نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل كارثي قبل قمة ألاسكا، فإن الحاضر الوحيد الآخر الذي يملك خبرة في المنطقة كان جاريد كوشنر، صهر ترامب ومبعوثه خلال ولايته الأولى، بحسب الكاتب البريطاني.
ويرى أوغرادي أن "بلير ربما كان وحيدًا في هذا المحيط، لكنه ظل متمسكًا بحل الدولتين، رغم أن سنواته مبعوثًا دوليًا للسلام لم تحقق اختراقًا يُذكر. فمنذ مغادرته رئاسة الوزراء عام 2007 وحتى 2015 عمل مبعوثًا للجنة الرباعية (الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة، روسيا)، وكانت مهماته تتعلق بالتنمية الاقتصادية والبنية التحتية في الأراضي الفلسطينية، إلا أن كثيرًا مما أُنجز بمساعدات دولية دُمر لاحقًا بفعل القصف الإسرائيلي".
لكن لماذا حضر بلير؟ كثيرون يعتبرون أن مهمته السابقة كمبعوث سلام كانت مهزلة، ولن يغفروا له أبدًا حرب العراق وما تبعها. بالنسبة لهم، مجرد ظهوره مع الرئيس الأمريكي أمر يثير الفزع. كما علّقت الكاتبة البريطانية اليسارية المتشددة آش ساركار على دعوته بقولها ساخرة: "أعتقد أن السبب هو غياب الشيطان".
ويشير أوغرادي إلى أنه "من الأفضل التوقف عن هذا الحقد، وأنه لو كان فلسطينيًا مفجوعًا بفقدان عائلته وأصدقائه ووطنه، لكان ممتنًا لوجود شخص واحد على الأقل يضع مصلحته في الاعتبار بينما يناقش ترامب مستقبل الفلسطينيين".
ووصف الكاتب بلير بأنه يملك خبرة طويلة في التعامل مع الرؤساء الأمريكيين المتعاقبين، كما يعرف الإسرائيليين والفلسطينيين جيدًا، بل وتزامنت رئاسته للحكومة مع إحدى فترات حكم نتنياهو. وبالتالي، فهما ليسا غريبين عن بعضهما.
ويرى أن "بلير ما زال شخصية دولية مؤثرة، يُصغى إليه في الرياض والقاهرة وأنقرة، وهو مؤهل تمامًا للمساهمة في أي جهود جديدة للسلام".
ويأمل الكاتب أن يستغل بلير معرفته ونفوذه لتوجيه ترامب بعيدًا عن أي خطط للتهجير القسري، نحو مستقبل واقعي لدولة فلسطينية مستقلة.
وبحسب الكاتب، "إذا نجح بلير في إقناع ترامب بأن (غزة الجديدة) يمكن أن تصبح مكانًا يسوده السلام والازدهار بدعم أمريكي، ينهض فيه الفلسطينيون من براثن الفقر ويُمنحون فرصًا جديدة بعيدًا عن حكم حماس، فسيكون قد أنجز ما هو أعظم بكثير مما يقر به منتقدوه. عندها ينبغي حتى لهؤلاء الذين يرونه "نائب الشيطان" أن يتمنوا له التوفيق".
ويؤكد أوغرادي أن "حل الدولتين لا مفر منه، وأن مهمة بلير الكبرى هي إقناع ترامب بذلك. بل ربما يقوده هذا الدور إلى ذروة غير متوقعة في مسيرته، كمهندس سلام محتمل في الشرق الأوسط، في إنجاز يتفوق بلا شك على ما قد يحققه ويتكوف".