تفاعل الأوروبيون بمزيج من الاستياء والغضب مع نشر أجزاء من نقاش بين كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جرى عبر تطبيق المراسلة "سيغنال".
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن النقاش الذي ناقش ضربة على اليمن، كان حافلًا بتعليقات تصور الأوروبيين "طفيليات جيوسياسية".
وكُشف التسريب يوم الاثنين في مجلة "ذا أتلانتيك"، التي أُدرج محررها سهواً في النقاش الذي طالب فيه مساعدو ترامب بزيادة الإنفاق العسكري الأوروبي، وسط تشكيكهم بـ "قيم القارة"، وفق "نيويورك تايمز".
كتب نائب الرئيس جيه دي فانس: "أكره إنقاذ الأوروبيين مجدداً"، مؤكداً أن الضربات على اليمن ستعود بالنفع على أوروبا أكثر بكثير من الولايات المتحدة.
فيما ردّ وزير الدفاع بيت هيجسيث لاحقًا: "أُشارككم تماما كراهيتكم للاستغلال الأوروبي. إنه أمر مثير للشفقة".
وترى "نيويورك تايمز" أن التسريبات أظهرت "مشاعر وأحكاماً حقيقية، مفادها أن الأوروبيين يتهاونون، وأن أي عمل عسكري أمريكي، مهما كان واضحاً في المصالح الأمريكية، يجب أن يُدفع ثمنه بطريقة أو بأخرى من قِبل جهات مستفيدة أخرى".
وتعتقد الصحيفة أن "الاتحاد الأوروبي، من نواح عديدة، يمثّل نقيضاً للمبادئ التي يدافع عنها ترامب وزملاؤه".
وتضيف "لو كانت العلاقة بين الولايات المتحدة وأوروبا مجرد علاقة معاملات، لكان من السهل نسبياً على الأوروبيين إنفاق المزيد من الأموال على الجيش ومنح ترامب نوعاً من النصر"، مستدركة أن خطاب فانس الذي هاجم فيه الديمقراطية الأوروبية في ميونيخ، ناهيك عن النقاش العلني الجديد، فإن النفور من أوروبا يتجاوز مجرد المعاملات.
وخلصت إلى أنه مع تزايد عدائية أمريكا تجاه أوروبا، يتأمل مسؤولو القارة مستقبلاً قد لا تعود فيه العلاقة الثمينة الممتدة عبر المحيط الأطلسي، والتي بُنيت عليها عقود من السلام والازدهار النسبيين، إلى سابق عهدها.
"فانس المهووس بعداء أوروبا"
فيما رأت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن أوروبا لو لم تكن على علم بأنها مستهدفة، فإن التسريب الاستثنائي من إدارة ترامب أكد لها ذلك.
واعتبرت الصحيفة البريطانية فانس بأنه "مصدر قلق أكبر لأوروبا"، مشيرة إلى قول دبلوماسي أوروبي "إنه خطير للغاية على أوروبا... ربما يكون الأخطر في الإدارة"، فيما نقلت عن آخر إن "فانس مهووس بدق إسفين بين أوروبا والولايات المتحدة".
كان فانس يزعم أن الولايات المتحدة تفعل، مرة أخرى، ما ينبغي على أوروبا فعله، وترى "الغارديان" أن هذا يتماشى مع حججه السابقة بأن الولايات المتحدة تدفع مبالغ زائدة مقابل الأمن الأوروبي، والسخرية التي أظهرها تجاه حلفائه الأوروبيين عندما وصفهم بأنهم لم يخوضوا حرباً منذ 30 أو 40 عاماً".
فانس، بحسب "الغارديان" أقرّ ضمنياً بوجود اختلاف بين سياسته الخارجية وتصريحات ترامب بأن الضربة ستقوض سياسة الرئيس تجاه أوروبا، وهي سياسة قادها في خطابه المثير للانقسام في مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث اتهم القادة الأوروبيين بالانحياز إلى دوائرهم الانتخابية، وفي تعليقاته المشككة في الاتحاد الأوروبي على قناة "فوكس نيوز".